أيّ موسم أعياد ينتظر اللبنانيون هذا العام في عزّ الأزمة الإقتصاديّة والسياسيّة التي تغرق فيها البلاد منذ ما قبل 17 تشرين الأوّل 2019؟
على وقع الإنحدار الذي تمثّل خلال الأيام الأخيرة في إقفال عدد كبير من المؤسسات التجاريّة أبوابها، يُفيد خبير إقتصادي بارز، في حديث لموقع mtv، بأنّ "شريحة من المنتشرين اللبنانيين في الخارج ستمتنع، في ظلّ غياب الحكومة واستمرار التصعيد الشعبيّ في الشارع، عن القدوم إلى لبنان لتمضية عيدي الميلاد ورأس السنة"، لافتاً إلى "انعدام وجود أيّة تحضيرات إيجابيّة لدخول البلاد في الموسم، سيّما أنّ الحماسة لشراء الزينة والهدايا ولوازم العيد تراجعت بنسبة ملحوظة في المتاجر الكبرى".
وهنا، تأتي إشارته إلى أنّ "هناك مَن بدأ يستعدّ لمغادرة لبنان إلى ما بعد رأس السنة ترقّباً للوضعين الإقتصادي والسياسي، خصوصاً أنّ تشكيل الحكومة مُرشَّح للتأجيل"، مُفيداً بأنّ "إمكانيات الشركات الخاصة بدأت تضعف بشكل كبير، والوضع الخطير لامس جيوب الفقراء الذين لن يحتفلوا بالأعياد هذا العام".
ما العمل الآن إذاً؟ يُؤكّد مصدر إقتصادي رفيع أنّه "بعدما وقع الإنهيار، ما عاد ينفع شيءٌ إلّا السير بخطوة صادمة وجريئة تُنقذ الجميع من سقوط الهيكل، والمخرج الوحيد لن يكون إلاّ في المباشرة بمشروع إصلاحيّ جَدّي تقوده حكومة تكنوقراط لا تتعدّى الـ10 وزراء لإدارة المرحلة الإنتقاليّة بين عامي 2019 و2020، لأنّ المجتمع الدوليّ يراقب عن كثب التحوّل الإستثنائيّ الذي شهده الشارع منذ 17 تشرين الأوّل، وما يُمكن للثورة الشعبيّة أن تأتي بنتائج فعليّة في شكل الحكومة الجديدة وخارطة عملها".
دخَل اللبنانيون في مرحلةٍ لا يُحسَدون عليها أبداً. كان المطلوب من الرؤساء والوزراء والنواب التقشّف، فأصبح التقشّف الأقصى مطلوباً من الناس كي يصمدوا، أقلّه من الآن حتى رأس السنة... وحتّى التقشّف قد لا ينفع، فالإهتراء لامس الحضيض، والوضع حتى نهاية هذا العام قد يُشبه "ثورة الجيّاع" التي لم يعرفها لبنان منذ العام 1920 عندما تكاثرت الأمراض وشهد لبنان "هجمة" تاريخيّة للجراد على مناطقه كافّةً.
يومها كان في لبنان رجال حكم ومسؤولون أمناء، أمّا اليوم فنحن أمام مجموعة فاشلين بشهادة، ومستزعمين بلا كرامة، وسلطة بلا حياء... نحن أمام طبقة من الإنتهازيين الذين أطبقوا على الدولة والشعب بالفساد والشواذ الإداري وشطارة السرقة والنهب والمحسوبيّات العقيمة والأكاذيب السياسيّة وبيع الشعارات الوهميّة التي سندفع في الأيام والأشهر المقبلة غالياً ثمنها وما "أجرَمت" أيديهم بحقّ البلد، وقليلٌ عليهم كثيراً قطع طرقات منازلهم ومكاتبهم وإطلاق الهتافات القاسية بحقّهم...
لن نقول "العوَض بسلامتكن" الآن... "الله أعلم" مَن الباقي ومَن الراحل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك