* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
غاب الكلام السياسي عن الحكومة والاستشارات والمشاورات، ليتقدم في الصدارة الحديث عن "بوسطة الثورة" والمصارف المقفلة.
حديث الناس يدور حول ضعف السيولة وقلتها في أيدي الطبقة الوسطى وما فوقها وما تحتها، ليحل الأمل بأن تنقضي العطلة، ليعود أمر التكليف الحكومي في الواجهة عن طريق الاستشارات الملزمة، التي لم يتحدد موعدها في القصر الجمهوري حتى الآن.
وعلى ما يبدو، فإن المشاورات السياسية تسير ببطء شديد، عالقة بين التكنوقراط والتكنوسياسي على صعيد التأليف.
وينتظر أن تفتح المصارف أبوابها يوم الاثنين، لئلا تكون هناك ضائقة في أيدي اللبنانيين، في سياق تعطيل حركتهم في البيع والشراء لما هو ضروري من سلع ومواد غذائية وتنقلات وطبابة، وإلى ما هناك من مشتقات الحياة اليومية، خصوصا وأن تبريرات أمن المصارف لم تعد موجودة، بعدما أصدر اللواء عثمان أمر خدمة اليوم بتوزيع عناصر أمنية على كل فروع المصارف اللبنانية.
وفي الكلام على "بوسطة الثورة"، نشير إلى أنها انطلقت من عكار باتجاه أقصى الجنوب، لكنها تعثرت في صيدا لبعض الوقت، وهي طبعا ليست على غرار بوسطة عين الرمانة، إذ أن ركابها من كل المناطق رجالا ونساء وأطفالا.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "NBN"
على ضفة يكمل الحراك اليوم شهره الأول بشقيه المطلبي الصادق والإستغلالي الإستثماري، وعلى ضفة أخرى لم يكمل الخرق الحكومي مشواره فتقوقع هذا الاستحقاق مجددا في زاوية الضبابية.
وعليه سيحتاج اللبنانيون إلى وقت إضافي ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. ذلك أن ورقة الوزير السابق محمد الصفدي مرشحا لتشكيل الحكومة العتيدة، ترنحت تحت ضربة رؤساء الحكومات السابقين الذين نفضوا أياديهم من دعمه، وأعادوا ترشيح الرئيس سعد الحريري ليتولى رئاسة الحكومة.
في ظل هذا الواقع، بدا الرئيس نبيه بري الآن في غرفة الانتظار، على ما قال بنفسه، مشددا على أن الأمور تزيد تعقيدا، ومؤكدا أنه لا بد من حل سريع يخرج لبنان من هذه الأزمة، وخصوصا أنها تتفاعل على أكثر من مستوى، وأن استمرارها ينذر بمخاطر كبرى.
على أن لبنان المترنح استحقاقه الحكومي، يبدو محشورا أيضا بين مطرقة وكالات التصنيف الدولية، وسندان التردي الإقتصادي والمالي والمصرفي الذي لم يكن ينقصه إلا اقفال البنوك. من هنا جاء الإستياء الذي عبر عنه الرئيس بري من بعض الجهات المصرفية، وخصوصا بعدما تأكد أنها تفتعل الإضراب في المصارف، وتعمل بشكل مريب على خنق الإقتصاد.
أما الريبة كل الريبة، فتتجسد في كل ما ينفثه "الجديد" من سموم. على "الجديد" لا شيء جديدا، منبر للتشهير والبذاءة والتنمر والصبيانية تحت عنوان مكافحة الفساد، فيما خياط الفساد الحقيقي معروف. ولأدوات تحسين البيزنس نقول: إبدأوا بخياطكم وعائلته كرمى لعيون الناس. إتعظوا مما حصل مع زميلتكم التي كشفت حقيقة الخياطين، وما وراء استخدامها مع برنامجها كعنوان للعفة أمام الرأي العام وعقد الصفقات في الغرف السوداء. إبحثوا هناك حيث مغارة الفساد الحقيقية. ونصيحة نقدمها قبل ذلك... إخجلوا.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
لا تحتاج الثورة بحقيقتها إلى بوسطة كي تعبر المناطق، لكن بعض راكبي موجة المتظاهرين في بوسطة، أرادوها للعبور إلى حيث هم مكشوفون وغير مرغوبين.
هم أنفسهم قاطعو الطرق وبانو جدران الأمس في نهر الكلب والناعمة وغيرها، وراكبو البوسطة ودعاة عبور كل الساحات لفرض شعاراتهم اليوم، قال أصحاب الوجع الحقيقي، ممن لا يزالون يفترشون الساحات بمطالبهم المحقة ضد الفساد والفاسدين في غير منطقة، من حلبا إلى صيدا وصور وما بينهم، الرافضين لخفافيش السياسة بينهم، فتعطلت البوسطة بفعل من يقودها، ولم يسمح لها أن تدهس ما تبقى من شعارات حقيقية لمتظاهرين موجوعين.
وهنا السؤال القديم- الجديد، لماذا لا يخرج قادة هذا الحراك إلى العلن، فيرفعون شعارات واضحة، ويمشون مسارات ظاهرة؟.
أما راكبو البوسطة الرديفة من السياسيين، فهم أيضا من يعطلون بوسطتهم بأفعالهم وتذاكيهم الذي لم يدم، ويتسببون بزحمة سياسية واقتصادية تكاد أن تخنق البلد وأهله. وفيما يلاقي أهل التصنيفات الائتمانية الأميركية القاسية، المصنفين اللبنانيين من مصرفيين وسياسيين، للاطباق على ما تبقى من روح اقتصادية ومالية في لبنان، يسعى أهل الوطن جاهدين إلى انقاذه بما تيسر من محاولات لن تيئسها مغامرات البعض أو تقلباته.
الإنتظار سيد الموقف حتى اكتمال حقيقة المشهد بعد اتفاق "بيت الوسط"، والتأكد من أن الطريق نحو التكليف وبعدها نحو التأليف أصبحت سالكة وآمنة، حتى يحدد رئيس الجمهورية موعدا للاستشارات النيابية، على ما قالت مصادر متابعة ل"المنار"، أما المشاورات فمستمرة لا سيما بين الأطراف السياسيين والوزير محمد الصفدي، والمنطلق ما اتفق عليه في "بيت الوسط" من أن الحكومة تكنوسياسية.
المصادر لفتت إلى أن النقاش لم ينته بعد، وإذا سارت الأمور بإيجابية، فإن موعد التكليف يكون قريبا، وإن جنحت نحو السلبية، فعندها يبنى على الشيء مقتضاه.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "OTV"
...وكأنه لم يكن ينقص اللبنانيين إلا "بوسطة". ليس لأن في الكلمة عيبا ما، بل لأن مجرد ذكرها يحمل إلى عموم الناس ذكريات سيئة، تعود بهم إلى يوم أسود عام 1975، دخلت فيه البلاد نفقا مظلما، نكرر سنويا في 13 نيسان: ينذكر وما ينعاد.
فقبل البوسطة، جدران إسمنتية في الأنفاق. وقبل الجدران الإسمنتية في الأنفاق، فرض خوات. وقبل فرض الخوات، طلب هويات.
وسواء كان الأمر مقصودا أم لا، ونحن نفترض دائما حسن النية، فالنتيجة واحدة: تشويه مستمر للحراك الشعبي الصادق، وسرقة حزبية موصوفة لمطالب الناس، تزامنا مع إطلاق نار يبدو مبرمجا على كل أشكال الحلول.
وفي هذا الاطار، تشير معلومات الـ OTV إلى أن قصر بعبدا لم يتبلغ جديدا حكوميا حتى الساعة، علما أن الساعات القليلة المقبلة، وربما قبل حلول يوم الإثنين قد تكون مفصلية في هذا المجال، ولاسيما لناحية مسألة التفاهم على ترشيح الوزير السابق محمد الصفدي لرئاسة الحكومة.
غير أن مصادر متابعة للملف الحكومي أكدت للـ OTV أن أزمة تشكيل الحكومة تتعقد، مما يؤكد المخاوف من عامل خارجي على خط الأزمة. وشددت المصادر على أن "التيار الوطني الحر" يقدم جميع التسهيلات لتشكيل حكومة، وإذا كان هناك تراجع عن الالتزام بترشيح الصفدي، فالأمر لا يعني إطلاقا انسداد الأفق، بل يدفع إلى المزيد من العمل بحثا عن توافق آخر، بالتشاور مع جميع القوى السياسية المعنية.
وفي كل الأحوال، تابعت المصادر، فالارتباك الحاصل في تسمية رئيس حكومة، يؤكد صوابية قرار رئيس الجمهورية بالتريث في الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة، تسهيلا للاتفاق على اسم رئيس الحكومة وشكلها، وبالتالي تفادي الدخول في المجهول.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "mtv"
الانتفاضة تبدأ شهرها الثاني "ع هدير البوسطة". وكلمة البوسطة تذكر اللبنانيين عادة ببوسطة مشؤومة هي بوسطة عين الرمانة، التي شكلت الشرارة الأولى لحرب دامية استمرت خمس عشرة سنة.
لكن بوسطة اليوم هي غير بوسطة الأمس. فإذا كانت بوسطة العام 1975 قسمت المناطق واللبنانيين، وزرعت التفرقة بينهم، فإن بوسطة اليوم التي انطلقت من عكار صباحا وجابت مختلف المناطق اللبنانية، وجهت رسالة توحيد ووحدة إلى اللبنانيين. لكن رغم الرسالة الايجابية التي تحملها البوسطة، فإن الطريق قطعت أمامها عند الأولي ومنعت من دخول المدينة. السبب: اتهامات وجهت إلى البوسطة، إذ أسماها البعض بوسطة الفتنة، فيما اعتبر البعض الآخر أن التخطيط لها وتمويلها مشبوهان، وهما اتهامان لا ينطبقان على الواقع.
لكن المشكلة ليست هنا. المشكلة الحقيقية أن ما حصل اليوم في صيدا وجوارها، أثبت أن السياسة متى دخلت يمكن أن تضرب الحراك. وهذا ما يجب التنبه له حتى لا تذهب تضحيات أهل الانتفاضة سدى، وحتى لا تخرب السياسة من جديد ما تحاول الانتفاضة اصلاحه.
حكوميا: الأمور عادت مبدئيا إلى المربع الأول، وحتى إلى النقطة الصفر. الاستشارات النيابية التي كان يمكن أن تحصل مطلع الأسبوع المقبل ستؤجل، لأن عملية التكليف لم تنضج ولأن الأمور تعقدت. أكثر من ذلك: إمكان تكليف الوزير السابق محمد الصفدي تراجع، وعاد الحديث عن ارتفاع حظوظ تكليف الرئيس الحريري. وهو تكليف سيصطدم بالمعادلة القديمة- الجديدة الآتية: الحريري لا يريد إلا حكومة تكنوقراط، وذلك استجابة لمزاج الشارع، فيما "التيار الوطني الحر" وقوى الثامن من آذار مصرة على حكومة تكنو- سياسية. كل هذا يثبت أن الأزمة الحكومية لن تحل قريبا، وأننا سنكون أمام أزمتين مترابطتين: أزمة الشارع مع القوى الحاكمة، وأزمة القوى السياسية بين بعضها بعضا.
ماليا، المصارف لن تفتح أبوابها الاثنين رعم تأمين الحماية الأمنية للمصارف، وذلك بسبب عدم التوصل حتى الآن إلى آلية تعامل موحدة مع المودعين.
باختصار: إنه بلد يعيش سياسيا واقتصاديا وماليا في غرفة الانتظار.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "LBCI"
المشهد اللبناني اليوم فيه ثلاث بوسطات: بوسطة 17 تشرين الأول، و"بوسطة الثورة"، وبوسطة التكليف.
بوسطة 17 تشرين الأول تطوي غدا شهرها الأول، وهي ما زالت تواصل سيرها، تصادف "طلعات ونزلات" لكنها حتى الساعة ما زالت "ماشية".
"بوسطة الثورة" انطلقت اليوم من عكار وتوقفت عند جسر الأولي عند مدخل الجنوب، وكأن هناك من أراد أن يقول لها: "بوابة الجنوب مفتاحها في يد واحد أحد، وهو لا يفتح الطريق أمام الثورة"، وهنا يطرح السؤال: "كيف يكون إقفال الطرق ممنوعا، تحت طائلة استخدام القوة، في بعض المناطق، ومسموحا في مناطق أخرى، ويكتفى باللين والإقناع فقط لا غير؟، فهل قطع الطريق في صيدا "بسمنة" وفي غيرها من المناطق "بزيت"؟. المطلوب جواب، لأنه بعد اليوم لا يجوز أن تمر مثل هذه العيوب من دون مساءلة، خصوصا أن الطريق عاد وفتح في صيدا ودخلت البوسطة في ظل ترحيب الصيداويين.
أما بوسطة التكليف فمتوقفة منذ تسعة عشر يوما، أي منذ إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته، وهذا التوقف ناجم من عدم تكليف من يقودها. كانت هناك محاولة هذا الأسبوع للتكليف: إرتفعت فجأة أسهم الوزير السابق محمد الصفدي بتوافق بين "حزب الله" وحركة "أمل" وتيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" بالتأكيد.
حصل ما لم يكن في الحسبان، وربما حصل ما في الحسبان، كانت دردشة الوزير جبران باسيل، فقرأها الرئيس سعد الحريري على أنها للعرقلة، وكان بيان رؤساء الحكومات السابقين: السنيورة وميقاتي وسلام، فقرأه الوزير الصفدي على أنه سحب الغطاء عنه. عند هذا الحد عاود الخليلان مساعيهما وفتحت القنوات مجددا، ما أعاد الأمل في إمكان تحديد موعد استشارات التكليف. لكن المكلف المفترض، الوزير الصفدي، يشترط تأييد دار الفتوى والرئيس الحريري ورؤساء الحكومات السابقين، فهل يتحقق هذا الشرط وتقلع بوسطة التكليف؟.
تبقى بوسطة المصارف، فهل ستقلع الأسبوع المقبل بعد الخطة الأمنية التي وضعتها الداخلية للمصارف. يبقى ما سيصدر عن نقابة موظفي المصارف، وعندئذ يمكن التأكد أن بوسطة المصارف أقلعت.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
"نحنا كنا طالعين" لكن عيون "عليا "الأمنية تخوفت من هدير البوسطة، فتعترث رحلتها عند الأولي بوابة مدينة صيدا. ولو تركت "بوسطة الثورة" في حال سبيلها من دون تدخل أمني وحسابات سياسية، لانتهى الأمر في أرضه، ولاقت الرحلة كل ترحيب من أهل جنوب يعززون ضيوفهم، لكن الرحلة استغرقت أكثر من خمس ساعات لتعبر بين الرميلة وصيدا، وتدخل متأخرة ساحة إيليا، وذلك بسبب إشعار وصل إلى القوى الأمنية والعسكرية بضرورة أخذ الحيطة والتحاف الحذر.
ومع توقف البوسطة عند مداخل صيدا، اضطر النائب أسامة سعد إلى ملاقاة الوافدين على متن الرحلة الآتية من عكار مرورا ببيروت فصيدا، معلنا أنه ليس من النوع الذي يسمح بضغوط سياسية، وأنه أول من رحب بالبوسطة. وقال إن ساحة إيليا ميدان مفتوح لكل الناس وقرارها قرار ديمقراطي. وتمنى على القوى الأمنية والعسكرية تسهيل الدخول، وعن ربط الأمر بتولي رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" رئاسة الحكومة، قال سعد: "لا واردة عندي ولا واردة عندن، ما بيقبلوني لأني واحد منكن وفيكن، فنحن أصحاب مشروع سياسي يطالب بمحاسبة كل من تداول السلطة ونهب البلد.
وعلى متن البوسطة السياسية، فإن اسم محمد الصفدي لم يسقط من لائحة القيادة. وفي معلومات "الجديد" أن لقاء جمع اليوم الصفدي برئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري في "بيت الوسط"، توجه بعده الصفدي للقاء رئيس "التيار" جبران باسيل. وتعزز هذه "المخطرة" السياسية فرضية أن الرجل ما زال مقتنعا بأن حظوظه لم تسقط أيا يكن من سماه وزكاه، لا بل إن المرشح صامد، وقد بدأ باستطلاع شكل الحكومة المقبلة حتى قبل أن يصدر مرسوم الدعوة إلى استشارات التكليف.
لكن تظاهرات الأحد ستقول رأيها في الترشيح، وفي الأسماء التي لم تراع الميثاقية الثورية ودستور الناس ومطالبهم الطامحة إلى بلد غير منهوب، بأسماء نظيفة ووعد بالمحاسبة.
كل هذا، ورئيس الجمهورية تختصر صلاحياته في انتظار الآخرين، بمشاروات الحريري- جبران، وباسيل- الصفدي- حريري، على محاور متفرقة، نظرا إلى إقفال أبواب "بيت الوسط" أمام وزير الخارجية عقابا على تسريبات خاطئة.
وتتطاير الحكومة في الوقت الضائع بين تكنوقراط مموهة وتكنوقراط سياسية. وبين هذه الصورة يقف الثنائي الشيعي مستصعبا قبول شخصية مرفوضة، وعاجزا عن رفضها، لأن الأنظار سوف تتجه إلى "حزب الله" لاتهامه بالتعطيل وبالتدخل على خط مذهبي.
ووسط هذه الأجواء، فإن فخامة الرئيس جبران باسيل يقرر عن الجميع، ويختصر بشخصه مجلس العموم النيابي والحكومة، ويقفز على الدستور وخيارات شعب صار شريكا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك