تتواصل الإتصالات السياسية بين مختلف القوى والأحزاب والفعاليات من أجل الوصول إلى حلّ لتأليف الحكومة وسط التعثّر المستمرّ في هذا الملف.
وشكّلت بكركي أمس محطّة أساسية في المشاورات القائمة حيث زارها رئيس "التيار الوطني الحرّ" وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة جبران باسيل وعرض لآخر الإتصالات الحكوميّة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وعلمت "نداء الوطن" أن اللقاء تخلّلته مناقشة صريحة لكل ما يحصل في البلد، وقد أعاد البطريرك الراعي التذكير بكل مواقفه التي أطلقها، وخصوصاً لجهة الإستجابة لطلبات الناس وتسريع وتيرة الإستشارات النيابية وتأليف حكومة سريعاً تنال ثقة الشعب.
وفي المقابل حمل باسيل معه أجواء إيجابيّة، حيث أبلغ البطريرك أن الإتصالات التي تحصل في الملف الحكومي إيجابية جداً وهناك تقدّم كبير أُحرز في هذا المجال، ويجب أن ننتظر الساعات والأيام المقبلة لتتبلور هذه الإيجابيّة بولادة حكوميّة قريبة، كما أن الإتصالات مع القوى السياسيّة مستمرّة وعلى رأسها رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري.
وفي حين تحدّثت بعض المعلومات عن أن باسيل أبلغ الراعي عزوفه عن المطالبة بمقعد وزاري له وعدم إصراره على حكومة تكنو- سياسيّة، علمت "نداء الوطن" أن باسيل أعاد التأكيد على البيان الأخير لتكتل "لبنان القوي" وهو "تأييده حكومة إختصاصيين يوافق عليها المجلس النيابي ويتمثل فيها الحراك، لتفتح الباب على الحل الاقتصادي المطلوب".
وتطرّق اللقاء أيضاً إلى الأسماء المرشّحة لرئاسة الحكومة والدعوة إلى الإستشارات النيابيّة وسبب تأخير الإستشارات، وتمّ التأكيد على أهمية إختيار رجل يتناسب مع متطلبات المرحلة لرئاسة الحكومة، لا أن تنحدر الأمور إلى مواجهة جديدة لأن هذا الأمر سيدفع لبنان ثمنه غالياً.
إلى ذلك، حضر موضوع الشارع بقوّة خلال اللقاء، وأكّد البطريرك الراعي رفضه لكل مظاهر فلتان الشارع أو إستعمال العنف لقمع المتظاهرين أو الإتجاه لإستعمال شارع في مواجهة شارع، وسط التأكيد على أهمية فتح الطرق وإختيار الساحات للتظاهر والضغط، وكان تأكيد من باسيل على عدم الدخول في أي مواجهة في الشارع أو الإنجرار إلى الفتنة وإشعال البلد وإدخاله في حرب أهلية، ووجوب فتح الطرق وعدم إغلاقها في وجه الناس. من جهتها، تؤكّد مصادر بكركي لـ"نداء الوطن" أنها متفائلة على رغم الأجواء السلبية التي تُبث، ولا ترى في إنتفاضة الشارع اللبناني سوى تعبير عن صرخة الشعب بعد كل الفقر والمعاناة والتجويع الذي عانى منه.
وتُشدّد المصادر على ضرورة أن يستمع الحكّام إلى صوت الشعب والإصغاء جيداً إلى ما يريده، لأنهم منذ 30 سنة يصمّون آذانهم عن سماعه وقد وصلنا إلى حدّ الإنفجار الإجتماعي، وأي تعنّت أو مكابرة ستزيد من حدّة الثورة الشعبية وبالتالي يجب على السلطة البحث عن حلول، وعدم التلهي في كيفية ضرب الثورة وتقزيمها لأنه لو لم يكن هناك مشكلة حقيقية في طريقة إدارة البلد لما نزل الشعب إلى الشارع. وتوضح المصادر أن همّ البطريرك الراعي الآن ينصبّ على تكليف رئيس حكومة جديد وتأليف حكومة حيادية مستقلة تكنوقراط مصغّرة، تلبّي طموحات الشعب وتنصرف فوراً إلى تنفيذ الإصلاحات المطلوبة منها، لافتةً إلى أن الراعي ماضٍ في دعم ثورة الشعب ومواقفه تصاعدية، ويكررها كل يوم في عظاته، وبالتالي فإنه لن يتراجع حتى تصل الأمور إلى الحلّ المنشود لا أن ينسى المسؤولون مطالب الشعب ويذهبون إلى تقاسم "الجبنة" عندما يهدأ الشارع.
وفي هذا الإطار تواصل بكركي إتصالاتها مع كل الأفرقاء السياسيين بعيداً من الإعلام من أجل المساعدة في الوصول إلى الحلول، كذلك، فإنها تتواصل مع عدد من سفراء الدول الفاعلين لعلمها مدى تأثير العامل الخارجي في أي أزمة لبنانية، وضرورة تحرّك الدول لمساعدة لبنان في بعض الملفات الكبرى.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك