* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
أبرز ما في الإجتماع المالي المصرفي في القصر الجمهوري، الإتفاق على تسيير أمور الناس. كما أن الأبرز هو غياب الرئيس سعد الحريري عن الإجتماع، دون توضيح الأسباب.
معلوم أن الرئيس الحريري زاهد، ويقول لزائريه إنه لا يريد رئاسة الحكومة المقبلة بسبب عقدة التوزير الحزبي، وإذا ما وافق على تكليفه، فإنه يشترط أن تترك له حرية التشكيل بوزراء قادرين على مواجهة أعباء المرحلة الصعبة.
وقد نفى وزير المالية الشائعات التي تتحدث عن عدم دفع رواتب الموظفين آخر الشهر. كما أكد وزير الإقتصاد ل"تلفزيون لبنان" أن اعتمادات الطحين والدواء والنفط مؤمنة.
وتقرر في اجتماع بعبدا عودة المصارف إلى العمل صبيحة الثلاثاء، بعد انقضاء عطلة عيد المولد النبوي الشريف، على أن يكون التعاون بين مصرف لبنان وجميع المصارف وثيقا ووفق الآليات المعروفة.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "NBN"
إذا كانت المشاورات السياسية لا تهدأ بعيدا من الأضواء، فإن أي نتيجة عملية لم تصبح بمتناول اليد، بانتظار موقف الرئيس سعد الحريري الذي لم يقل كلمته الحاسمة بعد.
وفيما يرصد البعض انسداد أفق الاستحقاق الحكومي تكليفا وتأليفا، يذهب البعض الآخر إلى اعتبار الساعات الثماني والأربعين المقبلة مفصلية في هذا الشأن. فهل تحصل معجزة خرق بقوة دفع داخلي، أم يمكن أن تطل من نافذة خارجية تعويلا- مثلا- على زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي كريستوف فارنو لبيروت الثلاثاء المقبل؟، علما بأن ما توافر من معطيات يفيد بأنه لن يحمل مبادرة معينة، بل مجرد تشجيع على الخروج من الأزمة.
الأزمة قائمة، وتوصيف "خطير وخطير جدا" الذي استخدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري للتعبير عن حال الوضع، لم تكن فيه مبالغة. الرئيس بري أكد مرة أخرى أنه يجب تشكيل الحكومة أمس قبل الغد، لأنها هي الخرطوشة الأخيرة للإنقاذ. وشدد على أن المعالجة لا بد منها وبسرعة فائقة وعلى طريقة الجرافة، معتبرا أن الإمكانات موجودة لتصحيح مسار السفينة.
واقع الحال أن السفينة تبحر في بحر تتلاطم فيه أمواج اقتصادية ومالية ومعيشية عاتية، زرعت الهلع في نفوس اللبنانيين الذين ينتظرون قدرهم وليس في يدهم حيلة، كيف لا وقد استفاقوا على أزمات تسللت من باب المستشفيات والمصارف والمحروقات وغيرها من السلع الحيوية، وخصوصا الغذائية التي قفزت أسعارها قفزات جنونية.
وكما بات معلوما، فإن هذه الأزمات منشأها الرئيسي شح الدولار، وحبسه عن المستهلكين والمودعين في المصارف.
وفي محاولة للمعالجة، عقد اجتماع مالي- مصرفي موسع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، خلص إلى طمأنة المودعين إلى أن أموالهم في المصارف محفوظة، مؤكدا ضرورة تيسير حاجاتهم وألا داعي للهلع، ومشددا على اتخاذ مصرف لبنان التدابير اللازمة للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
وفيما أكد القطاع المصرفي خلال الاجتماع، أن البنوك ستفتح أبوابها الثلاثاء بشكل طبيعي، طمأن وزير المال علي حسن خليل إلى أن الرواتب مؤمنة. كما أكد وزير الاقتصاد أن اعتمادات شراء المحروقات والدواء والطحين مؤمنة هي الأخرى.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
للحد من الاشاعات، والبحث عن سبل لوقف النزف المالي والانهيار النفسي قبل الاقتصادي الذي يتحكم بالبلاد والعباد، كان اجتماع بعبدا المالي برئاسة رئيس الجمهورية وحضور وزيري الاقتصاد والمالية، وحاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف رئيسا واعضاء، وغياب رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري.
ا
لمصارف ستعود إلى العمل الثلاثاء، أكد رئيس جمعية المصارف باسم المجتمعين، وأموال المودعين محفوظة ولا داعي للهلع. المجتمعون كلفوا وزيري المال والاقتصاد وحاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف، متابعة الاوضاع النقدية والمصرفية واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة المالية العامة، على أن يتم اصدار بيانات توضيحية كلما اقتضت الحاجة. أما الحاجات الأساسية من محروقات ودواء وطحين فاعتماداتها مؤمنة، بحسب وزير الاقتصاد منصور بطيش.
لمصارف ستعود إلى العمل الثلاثاء، أكد رئيس جمعية المصارف باسم المجتمعين، وأموال المودعين محفوظة ولا داعي للهلع. المجتمعون كلفوا وزيري المال والاقتصاد وحاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف، متابعة الاوضاع النقدية والمصرفية واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة المالية العامة، على أن يتم اصدار بيانات توضيحية كلما اقتضت الحاجة. أما الحاجات الأساسية من محروقات ودواء وطحين فاعتماداتها مؤمنة، بحسب وزير الاقتصاد منصور بطيش.
خطوة ضرورية، ولو متأخرة، للوقوف بوجه أمواج التحريض والتثبيط التي تجتاح البلاد، والمأمول أن تتمكن من تهدئة الواقع، لكنها لا تلغي الوقائع بأن الأزمة مستفحلة، وأن المطلوب خطوات معجلة، وأن سبل الحل لا تزال ممكنة.
السبل السياسية لا تزال عالقة، والمشاورات معلقة، والبلاد تحت ضغط داخلي وخارجي، لم يخرج من اطار الاستثمار في معاناة اللبنانيين والمطالب المحقة للموجوعين منهم.
لبنانيون لا يزالون وسيبقون يؤرقون المحتل الاسرائيلي، الذي وقف بخبرائه ومحلليه أمام الردع المفروض عليهم من المقاومة وسيدها، وان المقاومة ومحورها وعلى رأسها الجمهورية الاسلامية في ايران، قد أدخلت الطرف الأميركي- الإسرائيلي في حال انكفاء، تحت معادلات ردع جديدة، قوضت كل مفاعيل التفوق العسكري والتكنولوجي الذي كانوا يعتدون به.
أما اليمن السعيد، ففي ذكرى مولد النبي الكريم، أكد أنه لن يتردد في إعلان الجهاد ضد العدو الإسرائيلي، إذا تورط في أي حماقة ضد شعبه أو سيادته، كما أكد قائد "أنصار الله" السيد بدر الدين الحوثي. ولأهل العدوان نصيحة من السيد الحوثي بعد تجاربهم لخمس سنين: مخاطر الاستمرار بالعدوان كبيرة، ونتائجها عليكم وخيمة، كما قال.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "OTV"
في كتابه "اعترافات قاتل اقتصادي"، يفضح جون بركينز قصة القتلة الاقتصاديين الذين يقبضون أجورا فلكية، ليخدعوا الدول النامية ويستولوا على ملياراتها وثرواتها بالاتفاق مع فاسديها وسياسييها ومافياتها. يقول بركينز إن وكالة الاستخبارات الأميركية ال cia جندته، وهو بعد طالب جامعي، ليعمل سرا في الاكوادور واندونيسيا تحت غطاء شركة استشارية بهدف واحد: إغراق هاتين الدولتين بالديون ووضعهما تحت رحمة وجزمة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، تمهيدا لفرض السياسة الأميركية عليهما.
إلى هنا ينتهي الاقتباس الموجز والمختصر لمئات القتلة الاقتصاديين في العالم، ولالاف العملاء والمرتزقة المجندين في خدمة هذه المشاريع القذرة في كل أنحاء العالم، وخصوصا في الشرق الأوسط وتحديدا في لبنان.
مدع من يقول إن سبب الأزمة في لبنان خارجي بالكامل، ومكابر من يقول إن صرخات الناس مبالغ فيها، ومنافق من يزعم أن المأزق هو مؤامرة كونية كادها الأعداء. لم يترك الفاسدون قرشا إلا والتهموه، ولم يفسحوا في المجال للدولة أن تلتقط أنفاسها، لا بل سمموا البلد بأنفاسهم الكريهة وجشعهم المريض وتكالبهم البغيض. اجتمع رأس المال مع رأس الأفعى ليغدروا برأس الحربة. اجتمع الطعان والخوان والبطران والفجعان ليكمنوا للشجعان.
القصة معروفة والنيات مكشوفة. في العام 2005 اغتيل الرئيس رفيق الحريري. الناس الطيبون الملتاعون نزلوا إلى الشارع فخرج الجيش السوري. لكن الهدف الحقيقي كان في مكانين: إخراج الرئيس اميل لحود وإحراج "حزب الله". ولا لزوم لسرد ما حصل بعدها.
اليوم نعيش السيناريو ذاته. انفجر الشعب بسخطه ومرارته وغضبه على حفنة الفاسدين ماليا، وطغمة الساقطين شعبيا واخلاقيا وسياسيا، مهما حاولوا تزيين ما لا يزين وتجميل ما لا يجمل. الفساد هو العنوان والشعب هو البركان. فجأة تفتح طرقات فرعية وزواريب جانبية، ليتبين أن كل الطرقات تؤدي إلى ما أدت إليه قبل أربعة عشر عاما، وبمفعول رجعي وعلى طريقة المثل الفرنسي الذي يقول: الثأر طبق يؤكل باردا. من جديد تطلق النار على بعبدا ويتركز القصف على حارة حريك. هنا الشرعية والجمهورية، وهناك المشروعية والمقاومة.
منذ 30 عاما وأكثر والشعب يتألم، والوطن يحتضر، والمؤسسات تتآكل، والثروات تسرق، والموارد تستنزف، والشباب يهاجر، والرجال تبكي والأمهات تذوي كالشمعة، والحزن ينساب لوعة ودمعة. سرقات وتراكمات، سمسرات واحتكارات لم تبق ولم تذر. بلد يجتمع فيه القاتل والمقاتل النبيل والعميل الامل والدجل الماجد والحاقد، وكل ذلك كان ليكون مقبولا لولا أن من سرق البلد وأفقره وخذله أبا عن جد وكابرا عن كابر من عهود وعقود، يأتي اليوم ليطرح نفسه مخلصا ومنقذا وطاردا للأرواح الشريرة والشرور المستطيرة.
في العام 1941 غزا هتلر الاتحاد السوفياتي، ناقضا معاهدة واتفاقا جهنميا وقعه مع ستالين لتقاسم بولندا والتعاون المستقبلي العام 1939. ألقى هتلر بثقله باتجاه موسكو وليننغراد اللتين صمدتا كالقلاع والجبال، لكن هدفه كان في مكان آخر. في الجنوب الشرقي حيث النفط في باكو. هناك حيث الحلم تحطم والصليب المعقوف انهزم.
اليوم، وكما دائما، يكرر التاريخ نفسه. الأمم تلعب لعبتها القذرة. لبنان يعود ملعبا وساحة وعلبة بريد. معادلتهم: من لديه الدولار يمسك بالقرار في الاستقرار، أو الانهيار. وفي لبنان شعب، أكل الجوع وشرب العطش والتحف السماء في العراء واكتسى بالشرف كرداء. هذا الشعب الذي عاند وكابد وجالد وصبر وانتصر، يوم اهتزت عروش وارتجفت قلوب وتزعزعت دول، سيتذكر ويذكر العالم أن الرجال صناديق مقفلة، وما مفاتيحها إلا التجاريب، وانها لمرحلة جديدة ومعركة مجيدة. رأس الحربة ستكسر رأس الأفعى.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "mtv"
أربعة وعشرون يوما من الاعتراض الحضاري المطالب بتشكيل حكومة اختصاصيين حيادية، والسلطة لا تزال تكابر وتمانع وتتعاطى ببطء مريب، قياسا إلى الإنهيار المتسارع الذي بدأت طلائعه تطل على يوميات اللبنانيين، إن على صعيد الوضع التمويني أو على صعيد الشح المتعاظم في الدولار الأميركي.
وما يقلق أن السلطة، إذا كانت تسعى إلى معالجة الأزمة النقدية، فقط لكي تتفرغ لمواصلة معاركها السياسية من دون أن ينهار الهيكل فوق الرؤوس، فإن كل التدابير التي اتخذتها لتأمين السيولة والتموين ستكون آيلة إلى سقوط.
في السياق، دعا الرئيس عون إلى اجتماع مالي في قصر بعبدا، حضره المعنيون بقطاعات النقد والمال والاقتصاد، الوزيران علي حسن خليل ومنصور بطيش، وحاكم المركزي رياض سلامة، ورئيس جمعية المصارف سليم صفير، إضافة إلى عدد من الوزراء المقربين من القصر. لكن، وبنظر المجتمعين، فإن التدابير والقرارات تبقى تجميلية ترقيعية، ما لم يبدأ العمل على إيجاد حل سريع للأزمة السياسية.
والأزمة السياسية كلمة مبهمة لا توصف واقع الحال، والأدق أن عنوان الأزمة هو امتناع المعنيين، ولأسباب أنانية مصلحية خاصة، عن تشكيل الحكومة التي يريدها الشعب، فهم لا يزالون يتمسكون بفرض صيغهم المعروفة المرفوضة. فرغم الاختلاف العميق في ما بينهم على اقتسام جبنة الحكومة، في صورها التقليدية السابقة للثورة، يجمعون على أمر واحد، ألا وهو منح التكنوقراط الفتات والفضلات، كما ونوعا، إضافة إلى إصرارهم على أن يكونوا من أزلامهم.
محصلة الأمر أن أهل الثورة، وهم معظم اللبنانيين، وضعوا أمام حتمية اللجوء إلى المزيد من الراديكالية، والعودة إلى وسائل رفض شبيهة بالتي اتبعت لاسقاط الحكومة، عل الضغط يدفع السلطة إلى التخلي عن عنادها فتهرول إلى تأليف الحكومة المنشودة.
في السياق، يجمع كل من التقيناهم في ساحات الثورة، كبارا وصغارا، على مناشدة الحكام الاسراع في الانحناء أمام إرادة الشعب، وفي الانحناء هنا فضيلة، وإنقاذ لبنان ومؤسساته من الانهيار الكلي قبل فوات الأوان.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "LBCI"
في اليوم الرابع والعشرين على الإنتفاضة، لا راحة: الشارع على نبضِه والأسواق على قلقها، والطبقة السياسية على إرباكها، والإجراءات على وضعها تحت الإختبار لمعرفة فاعليتها أو عدم الفاعلية.
الشارع ينتظم أكثر فأكثر، واللافت في خطواته أنه بات يحدد أهدافه، ما يعني أن أجندة التحركات ليست قصيرة المدى. الطبقة السياسية على إرباكها، إستقالة الحكومة مر عليها أسبوعان: لا تكليف لأن التأليف متعثر.
وبين دينامية الشارع وشلل الطبقة السياسية، تتمدد المصاعب المالية والنقدية كبقعة الزيت، وربما هذا ما استدعى اجتماعا في قصر بعبدا دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في وقت لوحظ أن رئيس الحكومة لم يحضره لأنه لم يدع.
المهم في الإجتماع، البيان الذي صدر عنه، وأبرز ما فيه: أموال المودعين محفوظة ولا داعي للهلع، و ما يحصل مسألة لا علاقة لها بالملاءة، و"تيسير الحاجات اللازمة للمودعين ولا سيما منهم صغار المودعين، للمحافظة على أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية".
اللافت في البيان الذي تلاه رئيس جمعية المصارف، انه وضع الكرة لدى حاكم مصرف لبنان، ما يؤشر إلى معطيين: الأول، إطلاق يد الحاكم في التدابير والخطوات المالية، والثاني عدم التطرق إلى أن المعالجة سياسية أولا لا نقدية، وذلك من خلال الإسراع في تشكيل الحكومة، وربما لم يتطرق إليه الإجتماع لأنه من باب لزوم ما لا يلزم.
ما ليس مكتوبا في البيان، الذي تلاه رئيس جمعية المصارف، دعوته المواطنين إلى عدم الهلع ، علما أن هذا الهلع هو واحد من الأسباب التي استدعت اجتماع اليوم.
في مطلق الأحوال، تبقى العبرة في التنفيذ، وفي الإجراءات التي ستتخذ اعتبارا من صباح الثلاثاء المقبل.
من خارج السياق المحلي، لا بد من الإضاءة على الواقع العراقي، الذي يبدو أنه يسير في خط مواز للتطورات في لبنان، مع بعض الفوارق: رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أقرَّ أن التظاهرات ساعدت وستساعد في الضغط على القوى السياسية والحكومة والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، لتصحيح المسارات وقبول التغييرات.
ومن الإعترافات التي سلم بها عبد المهدي، قوله إن "القوى السياسية والأحزاب كيانات مهمة في أي نظام ديمقراطي، وقد قدمت تضحيات كبرى، لكنها سقطت في ممارسات خاطئة كثيرة".
كلام عراقي يحاكي في بعض مضامينه التطورات اللبنانية.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
سيدي الرئيس.. أتسمع الأحرار حين يسألون؟، شعبك العظيم في الشارع، وفخامتكم "وإن مسسنا بالذات الرئاسية"، تراوغون. فالقمة المالية الطارئة التي استعجلتم انعقادها في قصر بعبدا، اجتمعت على إفلاس سياسي، والاستشارات النقدية التي تداولتم خيوطها، لا تعدو كونها حبة إسبرين لمرض سرطاني.
فالرئيس استدعى بيت المال اللبناني، وكلفه بث الطمأنينة وتبديد الهلع. لكنه استبعد من الاجتماع الطارىء، حضور الرئيس سعد الحريري، تخوفا من تكليفه عن طريق الخطأ تأليف الحكومة أو الإيحاء بالمهمة.
والقلق، فخامتكم، يكمن في طريقة المعالجة الباعثة على انتشار المرض، بحيث لا تعود تنفع غرف الإنعاش والتنفس الصناعي، فكيف يمتلك رئيس الجمهورية القدرة على إعلان حال الطوائ المالية، بحيث يكلف الحاكم والوزراء المختصين وجمعية المصارف، ويعجز في الوقت نفسه عن الدعوة إلى استشارات التكليف؟. ولماذا توهمنا الرئاسة بحلول الترقيع والترميم، وتحجم عن الدعوة وسريعا إلى حكومة انقاذ، تحصل على ثقة الناس في الشارع قبل منحها الثقة في مجلس النواب.
أسبوعان على الاستقالة، وأربعة وعشرون يوما على الثورة، ورئيس الجمهورية لا يصدر الحكم السريع، صهر يأخذه وصهر يهديه، صرخات من بناته توازي صرخات الأرض، فيقف من دون سيف قرار، ويعلن ما يشبه الاعتكاف. فماذا تستلزم الدعوة إلى الاستشارات الملزمة ليقرر بها ويفصل في أمرها؟، فمن يحكم في القصر؟، من هو صاحب تقرير مصير بلاد وقعت في الانهيار؟.
تنفضون اليوم غبارا عن أزمة مالية، فيما الوطن برمته تهتز الأرض من تحته. والمتظاهرون باتوا اليوم أكثر وعيا من قياداتهم، بحيث ينظمون غدا مسيرات تدعو إلى الإصرار على الاستشارات.
وأمام استمرار التظاهرات متدفقة في المدن النابضة، فإن رئيس الجمهورية باحتجازه الاستشارات، سيكون أمام اتهام مباشر وهو: عرقلة سير الدولة، وعدم الاستماع إلى صوت الناس الذين لا يريدون من هذه السطلة سوى أن تغسل نفسها، وأن تأتيهم غدا وجوه نظيفة، فالشارع "يكبر القلب" وأنتم تسدون شرايينه. وإن كنتم لا تثقون بصوت شعبكم العظيم، فليكن الإرشاد من صوت المسؤولين الروحيين، من مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان والبطريرك الماروني بشارة الراعي، وكلاهما صدق على صرخة الشارع.
والمسؤوليات الرئاسية تتشارك فيها مسؤوليات نيابية يوم الثلاثاء، في ما اصطلح على تسميته الثورة التشريعية التي تفرض على رئيس مجلس النواب أن يخرج المشاريع من الأدراج، وأن يقنع الناس بأنه فعلا يريد استعادة الأموال المنهوبة، وفي إقرار القوانين، لا ينفع تدوير الزوايا من قبل نواب "حزب الله" الملقى على عاتقهم ثلاثاء عظيم، حتى لا يجري اتهامهم بالعرقلة. وبموجبه، فإننا لم نعد عند شفير الهاوية، بل دخلنا الهاوية وتجاوزنا شفيرها، ومن صنع المأساة ينهيها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك