توالت ردود الفعل المنددة بالإعتداء الذي تعرض له مساء امس، المدرس في مدرسة جون الرسمية أمين خالد الحاج، خلال عودته الى بلدته دلهون بعد انتهاء دوام عمله في فترة بعد الظهر في المدرسة، حيث اعترضه مجهولون واعتدوا عليه، ونقل الى المستشفى المركزي في مزبود مصابا بعدة كسور ورضوض، ووصفت حاله بغير المستقرة.
وقال النائب بلال عبد الله: "ندين ونستنكر الاعتداء السافر على المدرس أمين الحاج، وهو في طريق عودته إلى بلدته دلهون، ونطلب من الأجهزة الأمنية والقضائية محاسبة الفاعلين، لأن هذه التصرفات وفي هذه الظروف، تعرض السلم الأهلي للخطر، وإقليم الخروب كان وسيبقى ساحة حرية وحوار وتفاعل بين الجميع".
من جهته، قال النائب محمد الحجار: "للمرة الثانية خلال أسبوعين، تمتد أيدي الفتنة لتعتدي على أحد شباب الإقليم بالضرب والأذى لموقف عبر عنه. نقولها بأعلى صوت: سيبقى الإقليم ساحة تعددية تقدر حرية الرأي، وعلى الأجهزة الأمنية التي تبلغت بهوية المعتدين أن تسارع إلى توقيفهم وإحالتهم إلى القضاء لمعاقبتهم قبل تفاقم الأمور".
وندد منسق تيار "المستقبل" في محافظة جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال بالإعتداء، واصفا اياه ب"البربري"، ودعا الأجهزة الأمنية الى "الضرب بيد من حديد والإسراع في ملاحقة وكشف الفاعلين وانزال اشد العقوبات بهم"، مؤكدا ان "مثل هذه الاعمال مرفوضة كليا، ولا تعبر الا عن حقيقة مرتكبيها والتي تهدف الى اثارة الفتنة والتهديد وبث الرعب في نفوس ابناء الاقليم".
بدوره، قال مسؤول "حزب الله" في جبل لبنان بلال داغر: "فاجأنا خبر الاعتداء على الاستاذ امين الحاج من قبل بعض الأشخاص، وعليه فإننا ندين هذا العمل ونستنكره، ويهمنا أن نوضح أن لا علاقة لنا بالاعتداء على الاستاذ الكريم، وهناك من يريد أن يزرع الفتنة بين بلدات الإقليم لكي يضر بهذا النسيج الاجتماعي التاريخي. ونأمل من القوى الأمنية التحقيق بالحادثة وأسبابها ومحاسبة المعتدين، أكان انتماؤهم وهويتهم".
كما استنكرت مفوضية التربية في الحزب التقدمي الاشتراكي في إقليم الخروب الاعتداء، ودعت الأجهزة الأمنية والقضائية الى "ملاحقة ومحاسبة الفاعلين"، مؤكدة على "إبقاء ساحة إقليم الخروب بعيدة عن التجاذبات والصراعات، لا سيما وأن هذه المنطقة كانت وستبقى عنوانا للامن والأمان والاستقرار والعيش الواحد وساحة حوار، ولن تكون يوما مسرحا للغوغائية والتفلت".
كذلك استنكر الحزب الشيوعي اللبناني في جون ببيان، "الاعتداء الهمجي الذي تعرض له الحاج"، وطالب القوى الأمنية ب"المسارعة الى محاسبة الفاعلين منعا لتكرار مثل هذه الأعمال المدانة والمرفوضة". وأكد ان "اقليم الخروب كان وسيبقى منارة للحرية والتعبير وتقبل الآخر بين جميع مكوناته على مختلف انتماءاتهم".
من جهته، استنكر رئيس إتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي رئيس بلدية جون جورج مخول الحادثة، وأكد في بيان، ان "مثل هذه الأعمال مرفوضة جملة وتفصيلا، وهي غريبة وبعيدة كل البعد عن تربية وعادات وشيم ابناء جون، التي ما كانت يوما الا رمزا للوحدة الوطنية والعيش المشترك بمختلف عائلاتها الروحية".
وشدد على ان "أبناء اقليم الخروب جميعا أهل واخوة ولا يمكن ان تفرقهم او ان تؤثر عليهم مثل هذه الاعمال"، داعيا الأجهزة الامنية الى "متابعة القضية حتى النهاية ومعاقبة الفاعلين ليكونوا عبرة لغيرهم ولكل من يريد تهديد الأمن والإستقرار والسلم الاهلي في منطقتنا العزيزة"، مشيدا ب"روح المسؤولية الكبيرة التي تعاطت معها فاعليات واهالي الاقليم جميعا".
وطالبت "الجماعة الإسلامية" في جبل لبنان الأجهزة الأمنية والقضائية ب"التدخل لإرساء دولة القانون"، وجاء في بيانها: "صدم ابناء إقليم الخروب بخبر الاعتداء على الاستاذ في مدرسة جون امين الحاج بعد خروجه من المدرسة واثناء عودته إلى بلدته دلهون؟ يهمنا في الجماعة الإسلامية في جبل لبنان ان نؤكد بأن إقليم الخروب كان وما زال وسيبقى ساحة تلاق وحوار وقبول بتعدد الاراء والطروحات وكل ذلك تحت سقف القانون، ونهيب بأبناء إقليم الخروب عدم الانجرار الى مواقف غير مسؤولة على قاعدة الفعل ورد الفعل، وان يتركوا للاجهزة الأمنية والقضائية أن تقوم بواجبها لارساء دولة القانون والمؤسسات مع عدم التمييز بين ابناء الوطن الواحد، وهو ما سنتابعه معها في الأيام المقبلة".
وطالبت الأجهزة الأمنية ب"توقيف المعتدين وهم معروفون، واحالتهم الى القضاء المختص لاجراء المقتضى القانوني ومحاسبتهم على فعلتهم".
وقال عضو المجلس البلدي في جون ابراهيم عيد: "إننا نشجب ونستنكر هذا التصرف، أكان فاعلوه من أبناء بلدتنا أم من خارجها، وندعو القوى الأمنية والقضاء لوضع أيديهم على الموضوع وكشف الفاعلين ومحاسبتهم، كون بلدتنا ونسيجيها الإجتماعي والسياسي، هي أبعد ما تكون عن هكذا تصرفات، والتي تعتبر المغذي والرافد الأساسي للفتنة والتباعد بين مختلف أطياف المجتمع، لا سيما وأن بلدتنا جون، هي مثال يحتذى به في التعايش والتقارب، وهي في صلب إقليم الخروب، مع التأكيد على ان امتدادنا الديموغرافي، هو تماما كامتدادنا الجغرافي، أي جزء لا يتجزأ من هذا الإقليم، وهو بالطبع مدعاة فخر لنا جميعا، متمنين للاستاذ أمين الشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية والنشاط".
وعند منتصف ليل امس، عمدت مجموعة من شبان بلدة دلهون، الى حرق الاطارات في وسط الطريق العام لاقليم الخروب عند مفرق دلهون في بلدة مزبود، استنكارا للاعتداء الذي تعرض له الحاج، وطالبوا القوى الامنية بملاحقة الفاعلين ومعاقبتهم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك