صحيح أن الموعد يوميّ غير أن اتهامات كثيرة تطاول يومي الثلاثاء والخميس، فيتمّ تحميلهما الكثير على اساس انه "بينحسبلن حساب"... فمهما حاولتم لن تنجحوا بالفرار من "الزربة" لساعات في سياراتكم في طريق الذهاب والإياب. فهل صحيح ما يُحكى عن هذين اليومين؟
بات معروفا أن كابوس اللبنانيين الاول قبل الفراغ والشلل المؤسساتي والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي لربما اعتاد عليها، هو زحمة السير اليومية التي لا مفرّ منها. في الليل يفكّر بما ينتظره في الصباح، ومتى وصل الى عمله بعد ساعات من القيادة، يبدأ بالتفكير في "همّ الرجعة" في المساء.
إلا ان مصدرا في قوى الامن الداخلي، نفى الموضوع، واوضح انه في السابق كانت زحمة السير تشتدّ الثلاثاء والخميس، غير أن هذا الواقع تغيّر في السنوات الأخيرة بحيث أنها امتدت لتشمل كلّ ايام الاسبوع، في غياب الحلول الكبيرة.
وفي هذا الإطار، أشار آمر مفرزة سير الجديدة الكابتن روني القصيفي، إلى أن زحمة السير تزداد حدّتها يومي الاثنين والجمعة خصوصا في منطقة المتن، موضحا أن كلّ مسرب من المسارب الأربعة التي يتألف منها كل مسلك على اوتوستراد جل الديب تستوعب في الأساس 1900 سيارة، وفي العام 2008، كان يمرّ من هناك 1700 سيارة، اما اليوم فالعدد ارتفع بشكل كبير.
ولفت القصيفي، في حديث لموقع mtv الالكتروني، إلى أن المديرية تعمد الى نشر عناصرها في الاماكن والتقاطعات التي تؤثر في حركة السير وتشهد في العادة ضغطا مروريا، في محاولة للتخفيف قدر الامكان من الزحمة، عبر ارشاد المواطنين ومنعهم من القيام بمخالفات تزيد الأمور سوءا.
واضاف: "المواطن يخالف، تراه يعود أدراجه على الاوتوستراد محاولا الهروب من الزحمة، الأمر الذي يعرّضه ويعرّض غيره للخطر، وهو يتسبّب في الوقت نفسه بعرقلة السير اكثر، وبالتالي فإن عدم تعاون المواطنين معنا، يزيد الأمور تعقيدا".
اما عندما تسأله عن حلول أو نصائح تساعد ولو قليلا في التخفيف من هذا الكابوس، يأتيك جواب لا كوّة فيه: "زحمة السير ستزداد يوما بعد يوم، وفي غياب المشاريع الكبيرة واعتماد تنظيم مدروس للنقل المشترك، لا أمل في المدى المنظور".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك