الازمة السورية دخلت مرحلة جديدة خصوصا وأن رزمة الاصلاحات التي قدمها النظام وصلت الى أوجها ولم تهدئ من فورة الشارع المعارض. وفي تطورات اليوم قتل عدد من الأشخاص وجرح آخرون جراء إطلاق الرصاص الحي في البلاد أثناء تشييع عشرات الالاف لضحايا تظاهرة الأمس.
تزامنا أعلن النائبان عن درعا خليل الرفاعي وناصر الحريري استقالتهما مباشرة عبر قناة الجزيرة احتجاجا على القمع الدموي للتظاهرات التي تشهدها البلاد.
إلى ذلك توسعت رقعة الاحتجاجات والافلام المصورة المعبأة على الانترنت من "جمعة العظيمة" أصبحت في متناول كل وسائل الاعلام الاقليمية والدولية, لتنتقل بذلك الازمة من الداخل السوري الى العالم فتتصدر التغطيات الاعلامية كما المحادثات داخل القصور الرئاسية وتوجه أنظار المجتمع الدولي صوبها.
الرئيس الاميركي باراك اوباما أدان استخدام العنف الشائن في سوريا من جانب الحكومة السورية كما اتهم الرئيس السوري بشار الاسد "بالسعي وراء المساعدة الايرانية" لقمع التحركات الاحتجاجية ليقوم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بدوره بادانة قتل متظاهرين داعيا الى وقفه فورا واجراء تحقيق مستقل "يتسم بالشفافية" كما سُجلت مواقف لكل من فرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي.
أما في مقلب السلطة فوصف الاحداث كان مختلفا. فبحسب الاعلام السوري أقدمت مجموعة اجرامية مسلحة بالاعتداء على سيارات الإطفاء من خلال إطلاق النار وقذف الحجارة عليها في منطقة جوبر بدمشق أثناء توجهها لإخماد حريق بعد أن تلقت نداء من أبناء المنطقة يفيد بوقوع حريق فيها.
كما ذكرت الفضائية السورية أن عددا من المخربين في منطقة تلبيسة بحمص قاموا بقطع الطرقات داخل المدينة عبر حرق الإطارات وتحطيم ممتلكات عامة وخاصة. ودائما بحسب الفضائية فقد نُقل عن بيانات صادرة عنها انه في إطار الاعتداءات التي تقوم بها المجموعات الاجرامية المسلحة على المواطنين وقوات الشرطة والأمن والاملاك العامة والخاصة أقدمت مجموعة اجرامية مسلحة على حرق عدد من باصات النقل الداخلي في حي تشرين بمحيط دمشق.
الى ذلك وبحسب السلطات السورية فإن قوات الجيش ضبطت موبايلات تعمل بشرائح غير سورية وكاميرات ديجتال ذات تقنية عالية عليها مقاطع قصيرة مفبركة تظهر أعمال عنف وقمع تمثيلي للتظاهرات إضافة إلى هراوات وسيوف وقطع حديدية لاستخدامها أثناء التظاهر ضد قوات الأمن.
وبعيدا من المعلومات المتضاربة وفيما يلعب الجيش دورا حاسما في الانتفاضات الشعبية التي تشهدها المنطقة, نُقل عن مصدر عسركي سوري قوله أن القوات المسلحة السورية ستتصدى بكل حزم لكل من يحاول الاعتداء على عناصر الجيش. لتبقى بذلك الازمة السورية مفتوحة على احتمالات أحلاها مر بحسب مراقبين والايام المقبلة قد تكون كفيلة في إظهار ما ستؤول اليه الامور.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك