كتبَتْ هنادي دياب في موقع mtv:
هذا المقال ليس عن كارلوس عازار الممثل المحترف، بل عن كارلوس عازار المغنّي. لا المؤدّي، بل المغنّي المتمرّس.
ليست المرة الأولى التي يأسرني أداء الممثل كارلوس عازار في الغناء. فهو، عدا عن الإطلالات الغنائية التي ظهر فيها سواء بأغنيات خاصة قدّمها سابقاً أو في بعض البرامج الغنائية التي شارك فيها، سبق وأن فاجأني منذ فترة بأدائه الغنائي اللافت والمحافظ على هوية الغناء العربي الشرقي الأصيل الذي درسه في "الكونسرفتوار" الوطني، والذي قلّما نجده في أداء مغنٍّ شاب من الجيل الجديد. فاجأني عندما حلّ ضيفاً على برنامج "منا وجر" على mtv خلال شهر آذار الماضي وقدّم حينها أكثر من ارتجال "مبكّل" في الغناء.
ورغم أنه يتقنُ الغناء كالتمثيل، إلا أنني فوجئتُ كثيراً به حينها واستمتعت. أمتَعَني بتفاصيل غنائه التي لا أجدها في كل أداء، وبالـ "الصَنْعَة" التي يملكها ليطرِب الآخرين.
أما المفاجأة الأخرى، فكانت حين وقعتُ على الفيديو الأخير له الذي عايد فيه السيدة فيروز بمناسبة عيد ميلادها الـ 86، مستوقفاً عدداً كبيراً من متابعيه الذين أبدوا حالة إعجاب حقيقية به.
كارلوس المتحدّر من عائلة فنية، نجل الفنان جوزف عازار، والمشبَع بموهبة وثقافة موسيقية لافتتين ورثهما عن والده، هو أيضاً كالأخير صاحب أداء غنائي محترف.
أداء صحيح، سليم جداً، جميل ومريح للأذُن. يتقنُ التصرّف جيّداً في المقامات الشرقية. صاحب قفلات واضحة. وصوت "مْدَوْزَن". لا يقلّ كارلوس عازار المغنّي احترافاً عن كارلوس عازار الممثل. وهو يتفوّق بأدائه على بعض الفنانين المعروفين جداً والذين يزاولون مهنة الغناء منذ كان هو طفلاً.
في أدائه درَجة لافتة من درجات الطرب الذي يخلقه عند المستمع. والطرب ليس لوناً أو نمطاً غنائياً كما يعتقد كثر، ولا يُحصَر بالأغنيات القديمة أو التي تعود الى الزمن الجميل، بل هو حالة محدّدة من المشاعر يولدها المغني في نفس المستمع.
في عيد ميلادها، أهدى السيدة فيروز أغنيتها "بليل وشتي" على طريقته وبإحساسه الخاص. لم يقلّدها ولا نسخَ منها عُرَبها، ولم يُفقِد، في الوقت نفسه، الأغنية رونقها أو خصوصيتها.
ولعلّ معايدة كارلوس عازار لفيروز هي من الأجمل لهذا العام بين التي اختارها النجوم وأكثرها جاذبية... وإلى كارلوس نداء عاجل: غنِّ أكثر!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك