شهدت الجامعة اللبنانية، عملية التسليم والتسلم بين الرئيس السابق البروفسور فؤاد أيوب وخلفه البروفسور بسام بدران، في حضور وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي والرئيس الأسبق للجامعة البروفسور زهير شكر ورئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة وعمداء الكليات والمعاهد العليا للدكتوراه وممثلي أساتذة الكليات في مجلس الجامعة ورئيس الهيئة التنفيذية في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عامر حلواني ورئيس مجلس المندوبين في رابطة الأساتذة المتفرغين الدكتور أنطوان شربل ورئيس مجلس إدارة صندوق تعاضد أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية الدكتور ربيع مكوك ومدير الصندوق الدكتور إلياس حداد، إضافة إلى مدراء عدد من الفروع وحشد من الأساتذة والإداريين.
افتتح الاحتفال، الذي قدمته الإعلامية ربى حميه، بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة، ثم هنأ أيوب خلفه، مؤكدا ثقته بأن "الرئيس الجديد سيقود الجامعة إلى تحقيق المزيد من الإنجازات خلال ولايته".
وقال: "لقد أمضيت في رئاسة الجامعة اللبنانية سنوات خمس بين عامي 2016 و 2021، كانت أعواما حافلة بالتحديات والصعاب واختبارات الصمود، لكنها كانت كذلك شاهدة على العديد من الإنجازات التي يسعدني أن أوجز أهمها بالآتي: عندما تسلمت رئاسة الجامعة عام 2016، واجهتني كما واجهت رؤساء سابقين للجامعة، قضية العجز المالي الذي قارب 98 مليار ليرة. وقد بذل هؤلاء الرؤساء جهودا كبيرة لمعالجة هذا العجز ومنع تفاقمه. وأخذا بالاعتبار الخفض الظالم الذي طال موازنة الجامعة رغم الزيادة في أعداد الطلبة، كان لا بد من اتخاذ إجراءات صعبة وقاسية شملت ترشيد الإنفاق وخفض ساعات العمل الإضافي وتحديد أعداد الأساتذة المكلفين بمهمات خارج مسؤولياتهم الأساسية ووقف التوظيف إلا في الحالات الاستثنائية".
أضاف: "أما الجزء الأكبر من خفض التكاليف، فقد تحقق من خلال تعيين لجنة موسعة من أساتذة وإداريين تولت مهمة الإشراف على المناقصات واستدراج العروض والبت فيها، واضعة مصلحة الجامعة فوق كل اعتبار. وهكذا أعيد النظر في عقود الشركات المقدمة للخدمات في الجامعة، بحيث أصبح ممكنا الحصول على مستوى الخدمات نفسه بكلفة تقل بنسبة 20 إلى 30 في المئة عما كانت تتحمله موازنة الجامعة. وقد أدت هذه الإجراءات مجتمعة إلى إنهاء العجز في موازنة الجامعة وصولا إلى تحقيق التوازن المالي فيها أواخر عام 2019. وقد حرصت إدارة الجامعة من خلال الأجهزة الرقابية المختصة لديها، على الإلتزام بأعلى معايير التدقيق وتطبيق القانون في عمليات الإنفاق المالي والحرص الشديد على المال العام. وهنا يمكنني التأكيد أن الجامعة اللبنانية كانت خلال السنوات الخمس الماضية من أكثر المؤسسات شفافية وتشددا في هذا المجال على مستوى لبنان".
وتابع: "إضافة إلى ذلك، وبفضل الخدمات التي قدمتها الجامعة اللبنانية في فحوصات الـ PCR، استطاعت إدارتها تخصيص تقديمات مالية لأهل الجامعة وفق ما يسمح به القانون وبعد الاستحصال على الموافقات اللازمة، كما تم رصد مبالغ لمساعدتهم في دفع فروقات الاستشفاء وتغطية تكاليف أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، بالتعاون مع صندوقي تعاضد الأساتذة والعاملين في الجامعة".
وعن موضوعي التفرغ والدخول إلى الملاك، قال: "أنجزت لجنة أكاديمية إعداد ملفي التفرغ والملاك استنادا إلى معايير أكاديمية وعلمية وافق عليها مجلس الجامعة، وتم رفع الملفين إلى الجهات المعنية وفق الأصول. لكن للأسف لم يتم البت بهذين الملفين حتى تاريخ تشكيل الحكومة الجديدة. إن الاستمرار في عدم تلبية المطالب المحقة لأساتذة الجامعة اللبنانية والعاملين فيها، يشكل خطرا جديا على كيان الجامعة كمؤسسة تعليم عال حاضنة لشباب لبنان وذات امتداد واسع على مستوى الوطن".
أضاف: "في موضوع حقوق المدربين، فقد تمت تسوية أوضاعهم وإدخالهم إلى الضمان الاجتماعي، ودفع رواتبهم شهريا وتطبيق قانون سلسلة الرواتب عليهم، وأتمنى أن تسنح الظروف مستقبلا لتوفير تقديمات إضافية إليهم بما يؤمن لهم الاستقرار الوظيفي".
وتابع: "إن قرار التوجه نحو الاعتمادات والتصنيفات الدولية كان تأكيدا لثقتنا الكبيرة بمستوى الدراسة العالي في الجامعة اللبنانية والقيمة والمكانة الرفيعة لشهادات الجامعة، وهكذا حصلت الجامعة اللبنانية عام 2018 على الاعتماد المؤسسي الفرنسي من المجلس الأعلى لتقويم البحوث والتعليم العالي الفرنسي HCERES، ثم حصل عدد من كلياتها تباعا على الاعتماد لبرامجها. وفي الشهر الحالي تحقق إنجاز إضافي للجامعة اللبنانية حيث تم تصنيفها من بين أول عشرين مؤسسة تعليم عال في الشرق الأوسط والثالثة عربيا على مستوى السمعة المهنية استنادا إلى تصنيف مؤسسة QS العالمية".
وأشار الى أنه "في إطار عملية الإصلاح الأكاديمي، تم تحديد أعداد المنتسبين إلى برامج الماستر والدكتوراه، إذ يقبل فقط المتفوقون الذين يقدمون أطروحات في موضوعات جديدة يحتاج اليها المجتمع وتشكل إضافة للمعرفة على المستويين الوطني والدولي، وهو النهج الذي تعتمده أرقى الجامعات في العالم".
ولفت الى أن "الجامعة تمكنت من الفوز بمراتب متقدمة في تصنيفات عالمية تستند إلى قياس أداء مؤسسات التعليم العالي لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة - أجندة 2030، وتبنى مجلس الجامعة سلسلة مبادرات تندرج في هذا الاتجاه ومن ضمنها الموافقة على تأسيس مستشفى جامعي (المركز الطبي في الجامعة اللبنانية LUMC في منطقة الحدث)، والذي سيوضع تحت إشراف كلية العلوم الطبية وستستفيد منه كذلك باقي الكليات الطبية والصحية والاختصاصات المساعدة والموازية".
وقال: "في عام 2020، أسسنا وحدة التدخل لمعالجة الأزمات LU-TASK FORCE لتشكل فريقا تطوعيا مدربا وقادرا على التحرك بسرعة على كافة الأراضي اللبنانية في حال استجد أي طارىء، وذلك بالتنسيق مع الجهات المحلية والخارجية المعنية. وقد قامت هذه الوحدة بمهام وجهود استثنائية خلال أزمة كورونا وأحداث انفجار المرفأ وأزمة تلوث بحيرة القرعون. وقد ترسخ مفهوم الخدمة المجتمعية عبر "وحدة كورونا" في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي التي تشكلت مع بداية الجائحة والتي ضمت أساتذة وأطباء وطلبة من الجامعة اللبنانية كانوا من أوائل المتطوعين الذين بادروا واندفعوا للعطاء الإنساني، واستكمل ذلك بعدد من المبادرات العلمية والميدانية والبحثية في مختلف كليات الجامعة وتأمين اللقاحات إلى أهلها مجانا. ويضاف إلى ذلك، دعم الدراسات المتعلقة بإعادة إحياء بيروت وتراثها عقب تداعيات انفجار المرفأ".
أضاف: "كما خضنا، ولأول مرة في تاريخ الجامعة، تجربة التعليم من بعد، وبرغم العوائق اللوجستية العديدة، فقد نجحت الجامعة وأساتذتها وموظفوها وطلبتها في هذا الاستحقاق الذي فرضته جائحة كورونا على العالم. وتم إجراء الامتحانات حضوريا لضمان رفعة المستوى التعليمي في الجامعة وتعزيز كفاءة وجدارة خريجيها ومصداقية شهاداتها. وعلى خطى تحويل الجامعة إلى مؤسسة منتجة، أسسنا مكتبي البحث العلمي والتطوير والملكية الفكرية. كما تم تأسيس مركز المهن والابتكار وريادة الأعمال. وقد أصبحت الجامعة اللبنانية جامعة منتجة بالفعل اعتبارا من العام الماضي 2020. كذلك تم تأسيس النادي الرياضي في الجامعة ومكتب رؤساء الجامعة السابقين ومكتب الخريجين وبريد شكاوى الطلاب ومكتب التواصل والمعلومات الذي عكس صورة إيجابية للجامعة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة والرقمية، وقام بجهود استثنائية من ضمنها جمع ورفع المعلومات الخاصة بالتصنيفات إلى الجهات المعنية".
وتابع: "من ضمن الخطط التي لم تتحقق حتى الآن -على أهميتها ولأسباب معروفة- إنشاء مجمعات جامعية في المناطق لا سيما مجمع زحلة -والذي بدأ العمل على وضع المخططات لإنشائه على الأرض المخصصة له ثم توقف بسبب كورونا والأزمة الإقتصادية- ومجمعات الهرمل وعكار وجبيل، إضافة إلى مجمع عامودي في مدينة بيروت وتطوير وتوسعة مجمع الفنار وتوفير شروط الحوكمة ومشاركة المجالس الأكاديمية والطلابية بعد أن أقر مجلس الجامعة النظام الداخلي لاتحاد طلاب الجامعة. وكنا نطمح للحصول على الموافقة على تأسيس المكتب القانوني ومكتب التحقق الأكاديمي".
وأردف: "إن مسيرة الإنماء والتطوير في الجامعة اللبنانية مستمرة بفضل المخلصين من أبناء الوطن، والرئيس الجديد لديه الكثير من العمل على هذا الصعيد، وهو أهل لهذه المهمة. وإنني إذ أسلم اليوم رئاسة الجامعة إلى الرئيس البروفسور بسام بدران وسط تحديات كبيرة على المستوى الوطني، فإنني أقول له إن المهمة ليست مستحيلة إذا تضافرت جهود المخلصين للبنان وشبابه، وهذا ما أتمناه من صميم القلب".
وأخيرا شكر أيوب "أهل الجامعة، أساتذة وعمداء ومدراء وموظفين ومدربين وطلبة"، مثمنا "العاطفة الصادقة التي أحاطوه بها والتي عبر عنها نيابة عنهم عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية البروفسور كميل حبيب في الكلمة التي نشرها بتاريخ 22 تشرين الأول 2021"، متمنيا "النجاح والتوفيق للرئيس الجديد في مسيرة نهوض الجامعة".
بدوره، شكر بدران سلفه على "ما قدمه من جهد وما بذله من وقت، مبادرا في كل الاتجاهات من أجل رفعة الجامعة وتطويرها". وقال: "أعرف أن طريقنا شاق وتحدياتنا كبيرة، لكن قدراتنا على المواجهة أكبر. قررنا أن نقاوم بصلابة واقعنا المرير. قررنا أن نصد بثبات مد الانهيارات التي نشهد عليها وعلى ارتداداتها على مؤسسات هذا البلد الموجوع والجامعة اللبنانية هي إحدى هذه المؤسسات".
أضاف: "الكل يعاني، وجامعة الوطن وأهلها في مقدمة هؤلاء المعانين. صدقوني، أزماتنا وانهياراتنا لا تعيق عمل الجامعة فحسب، بل ويا للأسف تشله، تكاد توقفه بالكامل، لقد بات من شبه المستحيل أن يقوم الأستاذ والموظف والعامل بواجباتهم بعدما أضحت رواتبهم بلا أي قيمة تذكر، فأساتذة الجامعة وموظفوها يعملون باللحم الحي ومعظم طلابنا يتعلمون باللحم الحي أيضا".
وتابع: "لم يعد متوفرا الحد الأدنى من مقومات تسيير الجامعة بمبانيها ومختبراتها وتجهيزاتها. باختصار نحن في وضع لا نحسد عليه. فهل نقف مكتوفي الأيدي؟ بالتأكيد لا، لأننا ندرك القوة الكامنة فينا ولن نتردد باستخدامها".
وأكد أن "أولى المهام هي توحيد الصفوف رئاسة وعمداء وروابط، وراء مطالبهم المحقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تعيين العمداء واستكمال مجلس الجامعة، رفع المراسيم التي تؤمن الإستقرار الوظيفي لأهل الجامعة من أساتذة متعاقدين إلى متفرغين وملاك، لتعيد رواتبهم إلى الحد الممكن الذي يسمح لهم بالعيش الكريم، وتأمين موازنة تشغيلية لتلبية المتطلبات الضرورية لعمل المؤسسة"، مشيرا إلى أن "هذه المطالب ستؤمن في حال تحقيقها ظروفا مناسبة لحسن سير العمل في الجامعة، وهذا ما يجب أن تدركه الدولة".
وقال: "لن نتأخر بأن نكون المبادرين لصياغة الحلول واتخاذ القرارات وإعداد المراسيم التي تنصف الأستاذ والموظف والعامل ورفعها إلى الحكومة لتقرها فتعيد للجامعة رونقها وتألقها، ونحن على يقين أن دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي ومعالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي وكل المخلصين في الدولة سيقفون مع الجامعة ويحققون مطالبها".
وتوجه إلى أهل الجامعة، بالقول: "أنتم نخبة المجتمع ومنبع الأفكار وأهل الإبداع وأيضا أهل الصبر والتحمل، فلنتكاتف ونصبر، فالشدة لا تدوم".
وخاطب الأساتذة، قائلا: "أنا منكم ومعكم وسأعود إلى صفوفكم، هواجسكم هواجسي، إنصافكم إنصاف لي، أمد يدي لكل فرد منكم لنتعاون وأن نفكر مليا بأحبتنا الطلاب ومستقبلهم".
ولطلاب قال: "أنتم مستقبل بلدنا، أنتم الجيل الواعد، الرهان معقود عليكم. أنتم محط آمالنا ومحور حركتنا وعملنا، عهدنا أن تكون مصلحتكم هي أولويتنا".
وفي الختام شكر "الحضور وكل من وضع ثقته به ووجده أهلا للمسؤولية ولقيادة السفينة".
وفي كلمة مقتضبة، أكد وزير التربية أن "هذا الحفل هو لحظة مهمة في تاريخ الجامعة ومحطة أساسية في مسار انطلاقة جديدة"، شاكرا لأيوب "جهوده ونضاله وصبره"، مرحبا بالرئيس الجديد قائلا: "مباركة هذه الانطلاقة الجديدة للجامعة، فمن يقبل مسؤولية عامة يكاد يشبه الانتحاري".
ودعا "الأساتذة والعمداء والطلاب والعاملين في الجامعة إلى الالتفاف حول الرئيس الجديد وتسهيل مهمته"، مؤكدا على "أحقية مطالب الأساتذة والطلاب على حد سواء". وقال لأهل الجامعة: "أعلن أمامكم التزامي بأن أكون يدا بيد مع الرئيس الجديد لإعادة تشكيل الهياكل التنظيمية للجامعة، نبدأها بتعيين العمداء وبتكوين مجلس الجامعة ودراسة ملف المتفرغين والنظر في حال المتعاقدين وكل ما يؤدي إلى تحسين الأوضاع المعيشية والإجتماعية والمالية للجامعة أساتذة وموظفين وطلابا لأنني مقتنع بأن الجامعة اللبنانية هي دعامة أساسية لقيامة هذا البلد".
وختم: "لم تصل الجامعة اللبنانية إلى ما وصلت إليه لولا نضال طلابها ونضال أساتذتها، وأنا على ثقة، ومع تحسن الظروف، بأن الدولة اللبنانية تقف دائما مع الجامعة اللبنانية في سبيل تلبية جميع المطالب التي هي بالتأكيد محقة".
وفي ختام الاحتفال، قدم أيوب إلى الجامعة اللبنانية ممثلة ببدران درع تصنيف QS التي حصلت عليها الجامعة أخيرا، فيما قدم بدران درعا تكريمية الى أيوب تقديرا لجهوده في رئاسة الجامعة.
وقدمت أمينة السر العام في رئاسة الجامعة سحر علم الدين الى أيوب هدية تذكارية باسم الجامعة اللبنانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك