كتبت ليا بو ضومط في موقع mtv:
لبنان على خطّ الزلازل السياسيّة والاقتصاديّة التي يتعرّض لها تباعاً، وقد ازدادت في الفترة الأخيرة. ولكن، ماذا عن الزلازل الطبيعيّة؟ لعلّ الجواب يُكتشف عند زيارة "المركز الوطني للجيوفيزياء" في بحنس.
أسّس المجلس الوطني للبحوث العلمية المركز الوطني للجيوفيزياء في بلدة بحنس المتنيّة سنة ١٩٧٥، ليقوم بمهام مرصد كسارة في زحلة الذي تحول الى مصنعٍ للنبيذ.
كان مرصد كسارة تحت إشراف الآباء اليسوعيّين منذ اوائل القرن الماضي. ولكن، بعد اندلاع الحرب اللبنانيّة في العام ١٩٧٥، قرّر الآباء إغلاقه.
وفي السنة عينها، طلب مجلس الوزراء من المجلس الوطني للبحوث العلميّة أن يؤسّس مركزآً جديداً يحلّ مكان مرصد "كسارة"، فنشأ "المركز الوطني للجيوفيزياء" في بحنس.
لهذا المركز مهام عدّة. تقول الدكتورة المهندسة مارلين البراكس، وهي مديرة المركز التابع للمجلس الوطني للبحوث العلميّة، إنّ أولى هذه المهام مراقبة الأنشطة الزلزاليّة في لبنان عبر شبكة مؤلفة من ١٢ محطة تغطّي كامل الأراضي اللبنانيّة.
من خلال هذه الشبكة، تُرصد أيّ هزة أرضيّة تنتج عنها موجات زلزاليّة وتسجّل وتحلّل، ومن ثم يصدر بيانٌ يحدّد الموقع الجغرافي لهذه الهزّة مع قوّتها.
كما يراقب المركز حركة الأرض بشكل متواصل عبر خمس محطات "جي بي اس"، خصوصاً في المناطق المتواجد فيها فوالق زلزالية.
أما المهام الأخرى فهي الأبحاث التي يقوم بها المركز من أجل فهم بشكل أدق حركة الفوالق الزلزالية، ودراسة الطبقات الجيولوجية في المدن وإن كانت تضخّم الموجات الزلزاليّة. هذه الأبحاث تساعد على تطوير طرق الاستجابة وتحديث قوانين البناء بما يخصّ الزلازل.
يقوم بهذه الاعمال فريق مكوّن من باحثين ومهندسين ومجازين وفنيّين. وتجدر الإشارة الى أنّه لا يمكن ابداً توقّع حدوث هزّة قبل حصولها.
وعند ذكر يوم الرابع من آب ٢٠٢٠، أشارت الدكتورة البراكس الى أنّ "المركز سجّل الإنفجار الذي شعر به اللبنانيّون، ويمكن مقارنته بهزّة قوّتها ٣،٥ على مقياس رختر". والجدير بالذكر أنّه "عند حدوث هزّة، تنتج عنها طاقة على عمق كيلومترات تحت سطح الأرض، لكنّ ما حصل في الرابع من آب هو أنّ الطاقة توزّعت في الهواء، وهذا هو السبب الرئيس للدمار الذي خلّفه هذا الانفجار".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك