كتب نادر حجاز في موقع mtv:
سيكون لبنان على موعد جديد مع القداسة، محتضناً ابنه الكاردينال غريغوريوس بطرس الخامس عشر أغاجيانيان (١٨٩٥-١٩٧١)، بعد 53 عاماً على وفاته، وبعد سنتين على الاحتفال بإعلان بداية دعوى تطويبه في بازيليك القديس يوحنا في اللاتيران في روما، في 28 تشرين الأول 2022.
يعود كاثوليكوس وبطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، أو "البابا الأحمر" كما كان يُعرَف، إلى أرض الوطن يوم الخميس في 12 أيلول الجاري، ومعه رسالة أمل جديدة وشعاع قداسة يخرق السوداوية التي يعيشها البلد.
يشدد مسؤول العلاقات العامة والإعلام في بطريركية الأرمن الكاثوليك شربل بسطوري في حديث لموقع mtv على أن "يوم استقبال أغاجيانيان سيكون حدثاً وطنياً ومهماً برمزيته، نظراً لما يمثّله البطريرك من صفات وطنية وروحية، وهو المعروف بانتمائه الكبير للبنان وبعقد المصالحات الوطنية بين مختلف الطوائف اللبنانية والسياسيين في عزّ الأزمات التي كانت تعصف بالبلد".
يشار إلى أن أغاجيانيان كان له الفضل الكبير بتعيين أول سفير لبناني في الفاتيكان بشخص الرئيس شارل حلو، الذي شغل هذا المنصب قبل توليه رئاسة الجمهورية، وقد زكّاه الكاردينال شخصياً لتولي هذه المهمة. وأكثر من ذلك، كان الكاردينال راعي صلح دائم بين الزعماء اللبنانيين كلما اختلفوا، وقد جمعهم باستمرار في دير الأرمن الكاثوليك في جونيه بعيداً عن الأضواء لمصالحتهم وإصلاح ذات البين بينهم.
يُستَقبَل الجثمان في ساحة الشهداء في بيروت، المدينة التي أحبّها وأعطاها الكثير، وقد بنى كنيسة مار الياس، في ساحة الدباس في العام ١٩٥٠، المتميزة بجمالها وعمارتها المستوحاة من التراث الأرمني، وقد حملت اسمه لاحقاً.
ويكشف بسطوري أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيشارك في استقبال الجثمان، وستشهد العاصمة احتفالاً وطنياً بمشاركة مختلف الطوائف اللبنانية وبحضور شخصيات دينية وسياسية وديبلوماسية".
وأما المفاجأة، وفق بسطوري، أن جثمان الكاردينال، الذي تميّز بدوره الإنساني الكبير وقد بنى دار أيتام في عنجر للأولاد المشردين ولمن فقدوا أهلهم، لا يزال كاملاً وعلى حاله رغم مرور حوالى 5 عقود على وفاته، لافتاً إلى أنه سيتم الكشف عن الجثمان لمدة يوم واحد فقط.
وتكريماً لرسالة البطريرك العابر لكل الطوائف، سيصار إلى حمل الجثمان عند وصوله إلى بيروت من قِبل ممثلين لكل الطوائف اللبنانية، المسيحية وغير المسيحية.
يستحق البطريرك أغاجيانيان هذا التكريم، وقد رفع اسم لبنان في كل المنابر كما في الفاتيكان، ولعب دوراً كبيراً في جورجيا وأرمينيا، وهو المولود في مدينة أخالتسخا أوكهالتسيك الجورجية، لكن لبنان كان الأحب إلى قلبه وحمل جنسيته، وكان البطريرك في لبنان منذ العام ١٩٣٨ وكان يعلّم اللاهوت والفلسفة في مطلع شبابه وعُين مطراناً في سن مبكرة جداً في عمر الـ40، ووضع كل جهده في سبيل خدمة الدولة اللبنانية والشعب اللبناني.
يحتاج لبنان إلى مواعيد كثيرة مع القداسة، علّها تنشله من محنته المستمرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك