كتب داني حداد في موقع mtv:
تابعتُ، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعَين من مقابلتَين تلفزيونيّتين. الأولى مع ابراهيم الأمين والثانية مع رفيق نصرالله. تحدّثا عن الموضوع نفسه بالطريقة نفسها. موقفان يجعلانك تشعر بالغثيان.
قال ابراهيم الأمين، وهو يرأس تحرير جريدة "الأخبار"، إنّ الشهداء الذين يسقطون في غزة ممكن تعويضهم من النساء الحوامل في القطاع. أما رفيق نصرالله، الذي يرأس "المركز الدولي للإعلام" وهو مركز وهمي ابتكره بحثاً عن لقبٍ ومال، فقال إنّ العدو الإسرائيلي ولو قتل ١٠ او ١٥ الف شهيد، فإنّ نساءنا سينجبن ٩٠ ألفاً!
هكذا، يبدو ابراهيم الأمين، الذي يسكن في شقّة فخمة في الجناح ويملك سائقاً وينعم بحياةٍ رغيدة، مستعدّاً للتضحية بآلاف الشهداء الذين يعيشون محرومين من أبسط مقومات الحياة. فليموتوا، ما دام هناك حوامل كثيرات في غزة.
موقفٌ، عدا عن تخلّفه، يفرّط بحياة الناس من قبل رجلٍ يقيم بعيداً عن الحرب، والغارات، والموت الذي قضى على الآلاف في غزة، من بينهم الأطفال. هل يقبل الأمين بأن يضحّي بأولاده، أو بروحه؟ فليخرس إذاً، وليكفّ عن تحويل الناس الى وقودٍ في المعركة الكبرى التي يدّعي بأنّه في صفوف من يخوضها.
أما رفيق نصرالله، الذي لم يعد ينقص إطلالاته التلفزيونيّة سوى ممارسته للألعاب البهلوانيّة التي تليق بما يتلفّظ به في المقابلات، بحثاً عن نسبة متابعين، فتحوّل البشر لديه الى أرقام، وتحوّلت الأمهات الى آلات إنجاب هدفها التعويض عمّن قضوا.
ألا يملك هؤلاء حدّاً أدنى من الشعور الإنساني؟ هل سعيهم، الغبي غالباً، لإرضاء جمهور حزب الله يدفعهم الى إطلاق مثل هذه المواقف التي لا تخدم الحزب أبداً، بل تسيء إليه عبر أبواقٍ تطلق مواقف طائفيّة ومتطرّفة تنعكس سلباً على الحزب الذي عليه ألا يستغرب إن لم يعد مقبولاً في أكثر من بيئة لبنانيّة؟
إنّ إسرائيل، التي وقّع معها لبنان عبر رئيسه السابق ميشال عون اتفاقيّة ترسيم بحري تشكّل اعترافاً بهذا الكيان، مجرمة ولا تفرّق، حين تقتل، بين مدنيّ وعسكريّ. ومن يستشهد على أيدي هذا الجيش المجرم، في لبنان أم في فلسطين، هم بشر يملكون حياةً، وهناك من يحبّهم، ويهتمّ لأمرهم ومن يبكي ويتألّم على رحيلهم.
أمّا مواقف ابراهيم الأمين ورفيق نصرالله، وربما آخرين، فتفوح منها رائحة نتنة. للأفكار رائحة أحياناً تجعلك تغمض عينَين وتغلق أنفك، وكأنّك داخل "مجرور"!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك