كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم":
ما هو المستقبل المُحتمل لملايين الأولاد والشبّان والناس في الشرق الأوسط، في عصر لا يمكن لأحد أن يختصره، ولا أن يختزل مصير بلدانه وشعوبه بنتائج الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل وحركة "حماس"؟!
خارج المنافسة
فتلك الحرب ستكون طويلة باعتراف إسرائيل والدول العربية والعالم، وذلك منذ اليوم الأول لاشتعالها. ولكنّها لن تكون حرباً أبدية. فطاولة المفاوضات، والحلّ السياسي، ووقف الأعمال العسكرية... ستحتلّ المشهد مهما طال الزمن، وهو ما يدفعنا الى السؤال عن مصير ملايين الناس في مرحلة ما بعدها.
العلاقات والمصالح الدولية تزداد تعقيداً. بينما لا تزال بعض دول الشرق الأوسط خارج أي منافسة سياسية، وعسكرية، واقتصادية.
المستقبل؟
في لبنان مثلاً، يعجز المواطن اللبناني عن التمييز بين الهزّة الأرضية، وبين الزلزال، والضربة الصاروخية، والغارة الجوية. وهذا في عام 2023، وعلى مشارف عام 2024، أي في أوان التسابُق بين جميع دول العالم على كل تطوّر.
وفي لبنان مثلاً، يمكن لإنفلونزا موسمية، أو لِلَسْعَة حشرة... أن تتسبّب بموت إنسان. كما يمكن لمصير شاب أو شابة أن يتغيّر بالكامل، بسبب اضمحلال كافة القدرات، والتي قد تصل نتائجها الى حدّ ضياع أكثر من عام مدرسي أو جامعي واحد.
فما هو المستقبل المُحتَمَل لعدد من دول المنطقة، في ظلّ تلك الظروف، ومن دون حلول باتت تحتاج إليها كمدخل لاستعادة العافية الصحية، والتربوية، والمؤسّساتية...؟
تغيير كبير
رجّح مصدر مُواكِب لتطوّرات المنطقة "استحالة بقاء الأوضاع على ما هي عليه، في عدد من دول الشرق الأوسط مستقبلاً".
وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "موجات الهجرة الكبيرة التي يُعاني منها لبنان، والتي تفرغه من طاقاته الشبابية، تؤكد استحالة بقاء الأمور على حالها. هذا فضلاً عن أن موجات النزوح السوري، والعراقي، وتلك التي تعود الى جنسيات أخرى من المنطقة الى أوروبا والعالم، وكوارث الغرق الكثيرة في البحر، تؤكد أن دولاً عديدة في الشرق الأوسط ستشهد تغييراً كبيراً".
لذواتهم أوّلاً
ورأى المصدر أن "كل شيء بات مُجمَّداً حالياً بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس". فالجميع ينتظرون ما يمكنه أن يحدث في غزة، وذلك رغم أن الأوضاع في عدد من بلدان الشرق الأوسط تحتاج الى تغيير لا يرتبط بالملف الفلسطيني، ولا دخل له به".
وختم: "من المُبكر الآن تأكيد أي شيء فعلي. ولكن المنطقة أمام أسابيع قاسية، قد ترسم أو لا ترسم معالم المرحلة المقبلة. فما يحتاجه لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن، أو غيرها من البلدان، يجب أن ينطلق من أساسات داخلية أولاً. فما للأراضي الفلسطينية سيكون لفلسطين أوّلاً، وما على اللبنانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين وغيرهم من شعوب المنطقة، إلا أن ينظروا الى ذواتهم أوّلاً، والانصراف الى ما يتعلّق ببناء بلدانهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك