كثر الحديث في الأسابيع القليلة الماضية عن انفراجاتٍ في الملف الرئاسي، بدءاً من شهر أيلول الحالي الذي سيشهد زيارة الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لو دريان الى بيروت، لاستكمال تنفيذ المبادرة الفرنسيّة تجاه لبنان.
كذلك، تحدّث كثيرون عن نظريّة "رئيس في تشرين وإلا"، وهذه الـ "وإلا" تعني أنّ الاستحقاق الرئاسي سيتأجّل وقد ندخل في المجهول. هذا "المجهول" الذي يتحدّث عنه كثيرون منذ سنوات.
إلا أنّ المعطيات المتوفّرة، خصوصاً في الكواليس، لا تعطي انطباعاً بانفراجٍ قريب رئاسيّاً، بل على العكس فالمواقف على حالها ولم يتراجع أحدٌ من اللاعبين الأساسيّين عن رأيه حتى اليوم.
وتشير المعلومات الى أنّ مراهنة البعض على تغيير النائب جبران باسيل رأيه وموافقته على انتخاب سليمان فرنجيّة ليست في محلّها، لأنّ باسيل ليس في هذا الوارد، وهو لن يبيع هذه الورقة بهذه البساطة، بل يحتاج الى ثمنٍ يعجز حزب الله عن تأمينه له.
ما يفعله باسيل هو "رفع سعره" أمام القطريّين الذين يدعمون وصول العماد جوزيف عون، وأمام المعارضة التي تقاطع معها على إسم الوزير السابق جهاد أزعور.
في المقابل، لا يبدو حزب الله جاهزاً بعد للبحث جديّاً في أسماء غير فرنجيّة، علماً أنّ اللقاءات التي عقدها مع الموفد القطري تضمّنت عرضاً لأسماء، أبرزها عون، إلا أنّ النقاش لم يبلغ بعد مرحلة متقدّمة.
وتؤكّد المصادر أنّ أيّ فريق، داخلي أو خارجي، لم يفاتح قائد الجيش جديّاً في الموضوع الرئاسي وحظوظه فيه، كما أنّ ما قيل منذ أشهر عن تغيير في الموقف السعودي تجاه فرنجيّة ثبُت أنّه غير دقيق، فالسعوديّة ما تزال على موقفها الذي يُختصر بـ "دعم رئيس إصلاحي لا شوائب على ماضيه".
هذه كلّها مؤشّرات على أنّ انتخاب الرئيس ليس قريباً، في انتظار ما سيحمله الموفد القطري من عروضٍ جديدة، في وقتٍ لا يُعوَّل كثيراً على زيارة لو دريان، إذ يتحدّث أكثر من مصدر لبناني مطّلع عن "وفاة" المبادرة الفرنسيّة.
ولكن، ماذا يعني عدم انتخاب رئيس، وما هو المجهول الذي يُحذَّر منه؟
تؤكّد المعطيات أنّ الوضع الحالي سيستمرّ على ما هو عليه، حتى لو لم يُنتخب رئيس، لأنّ البلد وصل الى قعر الانهيار المسموح له به، وسيحافظ على هذا المستوى أو ما يشابهه، في انتظار تسويةٍ خارجيّة كبرى تبدأ بانتشاله ممّا هو فيه.
هذه التسوية قد تكون بعيدة أكثر ممّا نعتقد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك