كتبت إيسامار لطيف في موقع mtv:
"إحباط مسيحيّ"، "نَفَس طائفيّ"، "عنصريّة"... وتطول التعليقات حول قرار الثنائي ميقاتي وبرّي لجهة عدم اعتماد التوقيت الصيفيّ مراعاةً للصائمين خلال شهر رمضان، في قرار اتُخذ بعد خلوة بينهما ليضربا بعرض الحائط النظام العالميّ، هذا دون ذكر الانتهاك القانونيّ والتجاوزات المُعيبة على الصعيد الداخليّ بحقّ المرجعيات الأخرى المعنيّة، باعتبار أنّهما لا يعيشان بمفردهما على امتداد الـ١٠٤٥٢ كلم مربع.
لعلّها الكوميديا السوداء التي يرى الثنائيّ من خلالها فرصة لـ"تقصير" النهار في زمن الصوم الرمضانيّ، وكأنّهما يرسمان على هواهِما الطريقة الأسهل للعبادة وممارسة الطقوس الدينيّة. ووسط السوداويّة المخيّمة على لبنان شعباً وحكومة، وبعيداً عن عرقلة انتخاب رئيس للجمهوريّة، تأخذ بعض السجالات المفتعلة طريقها إلى المستوى التالي، إذْ انقسم البلد بين مؤيّد ومعارض، وتوقيتَيْن!
هذه المرّة، وجدت بعض التيارات السياسيّة حجّة ذات طابع طائفيّ لاستعراض البطولات الباطلة، واستعادة أيّام "الشرقيّة والغربيّة"، التي أكّدت قصة "الساعة" أنّنا لم نخرج منها أو نتخطاها حتّى اليوم، وأن "كلّ مين عَدينو الله يعينو". فكيف وصلت بنا الأمور إلى هنا؟
بدأت القصة قبل أيّام قليلة بعد انتشار تسجيل فيديو لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، وهو يتمنّى من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تأخير العمل بالتوقيت الصيفيّ العالميّ بما "أنّنا بشهر رمضان". مع العلم أن ميقاتي كشف حرفياً قبل ساعات أنّه سبق وطلب من وزير الأشغال قبل ٦ أشهر دراسة هذا الأمر فيما يتعلّق بحركة الطيران بمطار بيروت، أيّ أنّ هذا التعميم ليس وليدة الساعة، لا بل كان مخطّطاً له قبل مدّة طويلة دون الرجوع إلى الأفرقاء الآخرين بلبنان "الجامع والعابر للطوائف" الذين يتحدّثون عنه، ليقولوا كلمتهم ويمضون بها رغم المناشدات الإعلاميّة والشعبيّة بالرجوع عنها، على قاعدة "القرار لنا".
ولأن ساعة برّي - ميقاتيّ الخارجة عن النظام العالميّ لا تكفي، خرج رئيس الحكومة يتباهى بقراره ويُعاتب المعترضين، معتبراً أن "ما يحصل مُعيباً" و"القصة ما بدّا هالقد"، وأنّ الأولويّة اليوم هي الاتفاق على اسم مرشح لرئاسة الجمهوريّة عوضاً من الانشغال بالتوقيت. فيا ليتك صُمت عن الكلام والتصريحات الإعلاميّة عوضاً من ردودك هذه التي إن كانت تدل على شيء، فتُشير إلى كمّ الحقد والطائفيّة تجاه شعب بأكمله.
وليزيد الطين بلّة، راح ميقاتي ينتقد الأفرقاء المسيحيين المعترضين على قراره دون تسميتهم حرفياً، بحيث ضربهم على "الوتر الحسّاس"، بحسب ظنّه. فيا دولة الرئيس، المُعرقل ليس فئة واحدة وحسب، وأنت "سيد العارفين"، ولنسترجع سويّاً وعودك الماضية بتحقيق التوازن الطائفيّ وعدم تهميش أيّ فئة على حساب فئة أخرى، فأين طارت كلّها؟ هل عُدتم إلى الأفرقاء المشاركين بالحكم بالبلد لحظة اتخاذكم لهذا القرار والمضي فيه؟ هل أخذتم بعين الاعتبار أبعاد هذا الأمر؟ وهل حقاً تعتبرون ما حصل طبيعيّ؟... عجبتُ لكَ يا زمن.
بالله عليك، كيف تُهاجم المعترضين وتتهمهم بـ"العنصريّة" و"الطائفيّة"، وقرارك بحدّ ذاته مبنياً على منحى طائفيّ وكأنّ الدين والصيام لعبة بأيديكم لتقصّروا وتطوّلوا النهار على مزاجكم. المشكلة اليوم ليست بالساعة الزائدة أو الناقصة، إنّما بالأيدولوجيّة البشعة التي تُعمّم "قصراً" لغاية في نفس برّي وميقاتي، فهل المطلوب إلهاء الشعب "الصائم" بالتوقيت لتمرير صفقة المطار وغيرها من الملفات؟
لعلّها الكوميديا السوداء التي يرى الثنائيّ من خلالها فرصة لـ"تقصير" النهار في زمن الصوم الرمضانيّ، وكأنّهما يرسمان على هواهِما الطريقة الأسهل للعبادة وممارسة الطقوس الدينيّة. ووسط السوداويّة المخيّمة على لبنان شعباً وحكومة، وبعيداً عن عرقلة انتخاب رئيس للجمهوريّة، تأخذ بعض السجالات المفتعلة طريقها إلى المستوى التالي، إذْ انقسم البلد بين مؤيّد ومعارض، وتوقيتَيْن!
هذه المرّة، وجدت بعض التيارات السياسيّة حجّة ذات طابع طائفيّ لاستعراض البطولات الباطلة، واستعادة أيّام "الشرقيّة والغربيّة"، التي أكّدت قصة "الساعة" أنّنا لم نخرج منها أو نتخطاها حتّى اليوم، وأن "كلّ مين عَدينو الله يعينو". فكيف وصلت بنا الأمور إلى هنا؟
بدأت القصة قبل أيّام قليلة بعد انتشار تسجيل فيديو لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، وهو يتمنّى من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تأخير العمل بالتوقيت الصيفيّ العالميّ بما "أنّنا بشهر رمضان". مع العلم أن ميقاتي كشف حرفياً قبل ساعات أنّه سبق وطلب من وزير الأشغال قبل ٦ أشهر دراسة هذا الأمر فيما يتعلّق بحركة الطيران بمطار بيروت، أيّ أنّ هذا التعميم ليس وليدة الساعة، لا بل كان مخطّطاً له قبل مدّة طويلة دون الرجوع إلى الأفرقاء الآخرين بلبنان "الجامع والعابر للطوائف" الذين يتحدّثون عنه، ليقولوا كلمتهم ويمضون بها رغم المناشدات الإعلاميّة والشعبيّة بالرجوع عنها، على قاعدة "القرار لنا".
ولأن ساعة برّي - ميقاتيّ الخارجة عن النظام العالميّ لا تكفي، خرج رئيس الحكومة يتباهى بقراره ويُعاتب المعترضين، معتبراً أن "ما يحصل مُعيباً" و"القصة ما بدّا هالقد"، وأنّ الأولويّة اليوم هي الاتفاق على اسم مرشح لرئاسة الجمهوريّة عوضاً من الانشغال بالتوقيت. فيا ليتك صُمت عن الكلام والتصريحات الإعلاميّة عوضاً من ردودك هذه التي إن كانت تدل على شيء، فتُشير إلى كمّ الحقد والطائفيّة تجاه شعب بأكمله.
وليزيد الطين بلّة، راح ميقاتي ينتقد الأفرقاء المسيحيين المعترضين على قراره دون تسميتهم حرفياً، بحيث ضربهم على "الوتر الحسّاس"، بحسب ظنّه. فيا دولة الرئيس، المُعرقل ليس فئة واحدة وحسب، وأنت "سيد العارفين"، ولنسترجع سويّاً وعودك الماضية بتحقيق التوازن الطائفيّ وعدم تهميش أيّ فئة على حساب فئة أخرى، فأين طارت كلّها؟ هل عُدتم إلى الأفرقاء المشاركين بالحكم بالبلد لحظة اتخاذكم لهذا القرار والمضي فيه؟ هل أخذتم بعين الاعتبار أبعاد هذا الأمر؟ وهل حقاً تعتبرون ما حصل طبيعيّ؟... عجبتُ لكَ يا زمن.
بالله عليك، كيف تُهاجم المعترضين وتتهمهم بـ"العنصريّة" و"الطائفيّة"، وقرارك بحدّ ذاته مبنياً على منحى طائفيّ وكأنّ الدين والصيام لعبة بأيديكم لتقصّروا وتطوّلوا النهار على مزاجكم. المشكلة اليوم ليست بالساعة الزائدة أو الناقصة، إنّما بالأيدولوجيّة البشعة التي تُعمّم "قصراً" لغاية في نفس برّي وميقاتي، فهل المطلوب إلهاء الشعب "الصائم" بالتوقيت لتمرير صفقة المطار وغيرها من الملفات؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك