كتبت فاطمة سكرية:
ليس هناك من احتفال أو يوم حقيقيّ للمرأة في مجتمعاتنا قبل أن نتصالح مع فكرة أنّ المرأة شريك حقيقيّ وأساسيّ.. قبل أن نتخلّص من الموروثات الفكريّة الذكورية التي أكل عليها الدّهر وشرب، والتي أثبتت فشلها الذريع في إنشاء مجتمع متعاف متطوّر وأُسَر ناجحة صحيّة بدون عقد نفسية .. قبل أن نتخلّص من بعض التشىريعات والقوانين المجحفة بحق المرأة جورًا وظلمًا في قضايا الاحوال الشخصية والزواج والطلاق والاولاد والوصاية.
وأهمّ ما يطرح نفسه في هذا المضمار.. النفاق المجتمعيّ..نعم.. الذي لا يؤسّس لتنشئة امراة ناجحة، مفيدة ،،قوية بعقلها الثرثار لا لسانها المسمار..
فليس هناك من نفاق أبشع من أن تتغنّى باحترامك للمرأة أمام الأخريات وفي بيتك امرأة مُهملة، تمارس عليها أبشع أنواع السلطوية الذكورية .. حتى كلمة احترام أو تقدير لا تسمع منك.
ليس هناك من نفاق أبشع من أن امرأة تتشاكى من سوء معاملة زوجها الذكورية لها ثم تربّي ابنها على أن يكون سيّدًا على أخته... فالمرأة البلهاء هي عدوّ المراة وتطورها وخروجها من زنزانة الأفكار البالية الموروثة..
ليس هناك من نفاق أبشع من أن تحترم أمّك وتقدّرها ثمّ تحرم أبناءك من أمّهم أو تذلّها في أولادها وطلاقها لعُقد بالية تستحوذ عقلك الباطني.. "اللهم هنا اتكلم عن الامهات الرصينات بنات البيوت والحالات كثر في المحاكم".
ليس هناك من نفاق أعمق من امرأة صديقة تجاهر بحبها لصديقتها ثمّ تمتلئ حسدًا وحقدًا وخبثًا إذا اعتلت صديقتها نجاحًا ما..
ليس هناك من نفاق أسوأ من رجل يخاف على أخته ثم يلعب ويلهو ببنات الناس وبمشاعرهن..
نحن نعيش ازدواجية المعايير والقيم.. وخصوبة النفاق... وعقم الصدق مع أنفسنا على الأقل..
وهذا كلّه لا يؤسّس لمجتمع متعاف متصالح مع ذاته وسلامه، يضمن حقوق المرأة والرجل على السواء.. فما أقبله لنفسي أقبله لغيري وما اقبله لابنتي اقبله لزوجتي. وما لا اقبله لأختي لا اقبله لبنات الناس.. وللمرأة، ما أقبله لابنتي أقبله لـ"كنّتي" زوجة ابني.
معادلة سهلة ولكن هذا بحاجة إلى استثمار فكريّ وتنقية روح وإعمال للعقل من الجهل.. فالله لا يحابي الجهلاء..
وأحيانا غياب الأشياء يا اصدقائي أفضل من وجودها المشوّه.
فكلّ عام وأنت جميلة.. مبدعة مربّية مشعّة منتجة.. قوية بفكرك ووعيك.. بطيبة قلبك...بسلاحك الذي هو علمك وليس تضاريسك..
وللمرأة المكافحة عيدك أعياد وأيام وسنوات.. للمرأة التي خلعت عنها دور الضحية واعتنقت الأمل في مواجهة الألم.. للمرأة التي بكرامتها تكبر... وبرجاحة عقلها تزن... وبأنوثتها تترقرق... وبأحزانها... وكفاحها.. وخذلانها.. تقوى ولا تُكسر..وبأخلاقِها تُقدّر.
وبقوة شخصيتها تُصقل...
وبحنوها وسندها للرجل الذي يعطيها من قلبه ولا يقهر.. وعن ظلمها وحقوقها بالذات لا تساوم ولا ترضخ...
تلك هي المرأة التي أحبّ ..
صانعة الفرق والتغيير...
وللرجل الذي يدعم هذه المرأة.. لك كلّ الحبّ والتقدير.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك