جاء في الأنباء الكويتية:
الغارة التي شنتها إسرائيل الجمعة على حارة حريك، والتي وصفت بالأعنف، من بين تلك التي سبقتها في الضاحية الجنوبية مستهدفة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، والتي استتبعتها بغارات عنيفة امتدت حتى فجر السبت، تسببت في موجة جديدة من النزوح لسكان المنطقة الذين غادروا منازلهم على عجل بعد دعوة الجيش الإسرائيلي إلى إخلائها عبر منشورات على منصة «اكس».
التبريرات التي أطلقتها إسرائيل لا تلغي المجزرة التي وقعت والضحايا الأبرياء الذين ما زال مصيرهم مجهولا، إلى جانب التدمير الواسع الذي طال عددا من الأبنية السكنية والسيارات المركونة على جنبات الطرقات، فضلا عن الضرر الذي لحق بالبنى التحتية.
مشاهد للناس التي نزحت في منتصف الليل وهم يهرولون مشيا على الأقدام نحو المدارس وملاعب كرة القدم والمساجد والكنائس، ومن لم يجد أماكن انتظر على الأرصفة وجوانب الطرقات، في مشهد يدمي القلوب لوجوه حائرة وشاحبة ارتسم عليها ألف سؤال عن الغد والمصير.
العدوان الإسرائيلي الوحشي والجنون المتواصل بالنار والحديد، والتهديدات التي يطلقها قادة إسرائيل من أن حربها مستمرة، وهي لا تقتصر على قرى وبلدات الجنوب، بل وسعت من دائرتها نحو بلدات في جبل لبنان طالت أماكن سكنية تؤوي نازحين، هذا الأمر أثار حالة من الرعب والذعر والسؤال عن الوجهة التي تحميهم، وهم الذين يرددون «هربنا من قرانا وبلداتنا ولحقت بنا إسرائيل إلى حيث نحن هنا».
المدارس ومراكز الإيواء تعج بالنازحين، إلى جانب الفنادق التي امتلأت بهم في منطقة الحمرا وفي أكثر من منطقة من لبنان، والتي لم تعد تتسع لهذا العدد الكبير منهم. ومن استطاع سبيلا وسمحت له ظروفه لجأ إلى استئجار البيوت التي وصلت إلى أسعار خيالية في عملية استغلال بشعة. علما أن أصحاب الشقق والبيوت كانوا حتى الأمس القريب يتهاودون بالأسعار لقلة الإقبال عليها، كيف لا وفي لحظة وطنية تفترض التعاضد بين اللبنانيين، لجأ البعض منهم ولأن الفرصة سانحة إلى رفع الأسعار لشقق كان يتراوح بدل إيجارها حتى الأمس القريب بين 200 و300 دولار، ارتفعت مع النزوح إلى بين 700 وأكثر من 1000 دولار شهريا.
لا أرقام دقيقة حول عدد النازحين من الجنوب.. ومع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الضاحية الجنوبية غادر عدد لا بأس من أهلها، ما أدى إلى حالة من الإرباك في خطة الطوارئ الحكومية، إلا أن هذه الخطة لم تمنع المبادرات الفردية التي يقوم بها عدد من الشبان والشابات للانخراط في العمل الإنساني ومساندة أبناء وطنهم.
ففي مدرسة عمر فروخ الواقعة في منطقة الكولا في بيروت، تم تقدير عدد النازحين بأكثر من 240 عائلة، وقالت سارة لـ «الأنباء»: «لا أنتمي لجمعية، وما أقوم به هو عمل فردي. أنا وصديقاتي تطوعنا لهذا الفعل ونحضر يوميا إلى هنا ونبقى حتى ساعة متأخرة، نقف فيها على كل ما يحتاج إليه من نزحوا إلى هذا المكان. ونستقبل يوميا كميات كبيرة من المساعدات كالطعام والأدوية والألبسة وغير ذلك. وأتلقى في اليوم الواحد عشرات الاتصالات من أشخاص لا أعرفهم، يسألون عن أماكن لهم أو حتى عن بيوت. وما زاد من الأعباء هو النزوح الذي حصل بالأمس من الضاحية الجنوبية، كل ذلك يشعرني بحجم الاهتمام ويحفزني على مواصلة العمل معهم».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك