كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
الاستهدافُ الإسرائيليّ للبقاع ليس تفصيلا بل ربما يكونُ بمثابةِ إرساءِ قواعدَ قتاليّة جديدة بالنسبة للإسرائيليين، وجب التوقّف عندها. فمرمى الإسرائيليين يتوسّع، وسط مخاوفَ من أن نشهدَ في الفترة المقبلة استهدافاتٍ مفاجئة لمناطقَ لم تكن ضمن الخارطةِ الاعتيادية.
ومن هنا تزيدُ المخاوف من إمكانِ توجيهِ ضربةٍ لمطار رفيق الحريري الدولي، مطارِنا الوحيد، الذي إن خرجَ عن الخدمة، نصبحُ معزولينَ بالكامل.
من هنا، يُعود إلى الواجهة السؤال عن مطاراتنا الاخرى، وتحديدا مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض، أو مطار القليعات، الجاهز تقريباً ليفتحَ أبوابَهُ ومدرّجاتهِ أمام حركةِ الطيران والمسافرين... فلمَ المماطلة في موضوعِه؟ وما هي العوائقُ التي تحولُ دون عودتهِ إلى العمل؟
يؤكدُ رئيسُ لجنةِ الاشغالِ العامة والنقل النائب سجيع عطية أن السببَ سياسيٌّ - إداري، فرئيسُ حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كان كلّف وزيرَ الاشغال العامة والنقل علي حمية بتشغيلِ مطار القليعات وطلبَ منهُ إعدادَ الدراساتِ اللازمة لإعادة تشغيله لأغراض تجارية وسياحية وذلك قبل اندلاع حزب غزة، إلا أن حمية لم ينجز المطلوبَ منه حتى الساعة، ويضيف: "إيمتا بتخلص معو، ما حدا بيعرف!".
ويوضح عطية، في حديث لموقع mtv الالكتروني، أن مطارَ القليعات جاهزٌ لاستقبالِ الطيران، ويمكنُ أن تحطّ فيهِ طائراتُ الميدل إيست بالحد الادنى، على عكسِ مطار حامات الذي لا يمكنُ استعمالهُ مدنيّا بسبب مدرّجه الذي يُعتبر نسبيّا قصير بالمقارنة مع مدرج القليعات، مشددا على وجوب التحرّك سريعا لإنجازِ المطلوبِ لوجستيّا من اجل تشغيله، تحسّبا لأي طارئ قد نشهده في مطار رفيق الحريري الدولي.
"المطار شغّال، ونتمنى أن نستعملهُ في السّلم وليس في الحرب"، يقول عطية، ويضيف: "غير أن الاستعدادَ واجب".
بعيدا من الأسباب الأمنية التي تستلزمُ إعادةَ تشغيلِ مطارِ القليعات، لا بدّ من الإشارةِ إلى ما يمكنُ أن يقدّمه ذلك من فرصِ عملٍ لأهالي الشمال والتي تُقدّر بحوالى 5 آلاف، وما من شأن ذلك أن يعزّزَ الازدهار الاقتصادي في تلك المنطقة المحرومة.
قبل أكتر من 12 عاما، وتحديدا في الـ2012، قرّرت الحكومةُ اللبنانية إستعادةَ المطار من القوّات الجوية وتوسعتهُ ليشملَ منطقةً حرّة بمساحة 500 متر مربع وأن يكونَ جاهزًا لاستقبال البضائع وتصديرها، غير أن كل ما سبق ذكره بقي ضمن المخططات والكلام، ولم يوضع شيء منه موضع التنفيذ، وها هو المطار على حاله معطّل، بانتظار قرارٍ سياسي، نعلم للأسف أنه لن يأتي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك