عقب زيارة استغرقت عدة ساعات إلى القاهرة، غادر مطار القاهرة الدولي سعد الحريري المكلف برئاسة الحكومة اللبنانية، وذلك بعد لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث تم التأكيد على العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة.
ومن جانبه، يقول الصحافي والكاتب اللبناني، ريكاردو الشدياق، إن زيارة الحريري إلى مصر ولقائه الرئيس السيسي، تصبّ في خانة الاستثمار في الوقت الضائع الذي يحول دون تشكيل حكومة مستقلّة وإصلاحيّة تتماشى مع المبادرة الفرنسيّة، في ظل ترقّب سلوك إدارة جو بايدن الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط، وثانيًا لبنان الذي تتعاطى واشنطن معه كمنطقة نفوذ إيراني، والرهان على ليونة أمريكية تُجنّب حزب الله دائرة التصويب، لكنّ ذلك لن يحصل في المدى المنظور.
وأشار "الشدياق"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إلى "النداء التاريخي" الذي أطلقه الرئيس السيسي إلى القوى السياسيّة في لبنان للإسراع في إنتاج صيغة حل للأزمات الذي يشهدها وخاصة تشكيل الحكومة.
ولفت الكاتب اللبناني، إلى أن علاقة لبنان الرسمية بمحيطه العربي انتكست في النصف الأول من عهد الرئيس ميشال عون إلى حد انعدام الثقة بالسلطة الحاليّة، في وقت غادر عدد من سفراء الدول العربيّة والخليجية بيروت عائدين إلى بلادهم، وهو مؤشر بالغ الخطورة أمنيًا وسياسيًا.
الجولات الخارجية تشكل متنفسًا وحيدًا
ويرى، أن جولات الحريري الخارجية هي المتنفس الوحيد الذي يُمكن أن يُبقي عينًا دولية على لبنان في لحظة الانهيار الشامل الذي يعيشه، وهي بمثابة استعادة المبادرة للمرة الأخيرة بهدف فك العزلة العميقة بالقدر الممكن عن الدولة نتيجة سياستها الخارجية التي يغلب في إدارتها فريق حزب الله، وتأمين الدعم الاجتماعي والصحي للشعب اللبناني للصمود أمام جائحة كورونا وتفاقم الفقر والمأساة المعيشيّة الناتجة عن الانهيار المتدرج في قيمة العملة الوطنيّة.
ومن جانبه؛ أكد الحريري خلال لقائه الرئيس السيسي، اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، معربًا عن تقدير بلاده للجهد المصري في دعم لبنان في كافة المجالات، خاصة من خلال تقديم كافة أشكال العون والمساعدات للبنان في أعقاب تداعيات حادث مرفأ بيروت، وكذلك كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل، مشيداً بالتجربة المصرية الراهنة المبنية على أولوية النجاح الاقتصادي والتنموي، ومعتبراً إياها نموذجًا يحتذى به في دول المنطقة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك