أكد وزير الاعلام بول مرقص خلال زيارته زحلة انفتاحه على "العالمين العربي والغربي وبذل الجهود لتعزيز التواصل ولإعادة لبنان الى حضوره الإعلامي العربي والدولي، لكي يستعيد مكانته كقبلة للشرق والغرب"، لافتاً الى "السعي مع وسائل الاعلام لالتزام عدم نشر ما يسيء الى اي بلد صديق أو شقيق".
كلام وزير الاعلام جاء خلال زيارته لمدينة زحلة، حيث أقيم حفل استقبال على شرفه، حضره النواب: جورج بوشكيان، جورج عقيص، إلياس اسطفان وسليم عون، الوزير والنائب السابق إيلي ماروني، رئيس أساقفة زحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم، قائد منطقة البقاع الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد نديم عبد المسيح، رئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي مارون مخول، عيد عازار، وفاعليات ثقافية واجتماعية زحلية وإعلاميين.
وكانت كلمة للوزير مرقص شكر فيها الحاضرين وشدّد على "دور الإعلام في ايصال الحقيقة للناس"، وأكد "ضرورة الإاتهاء قريباً من قانون الإعلام والعمل على النهوض بتلفزيون لبنان". وأعرب عن سعادته الدائمة لوجوده في زحلة ووعد بلقاءات دائمة لمناقشة الاوضاع.
وعلى هامش اللقاء لفت مرقص إلى أن زيارته زحلة "ليست عادية، بل تأتي في بداية عهد جديد يطمح الى التطوير".
وقال: "أحمل معي رؤية جديدة لوزارة الإعلام، رؤية قائمة على التجدد، الإصلاح، والانفتاح على كل الفرص التي تساهم في تطوير قطاع الإعلام ليكون في خدمة الوطن والمواطن"، وأكد انفتاحه على "العالمين العربي والغربي وبذل الجهود لتعزيز التواصل ولإعادة لبنان الى حضوره الإعلامي العربي والدولي، لكي يستعيد مكانته كقبلة للشرق وللغرب والسعي مع وسائل الاعلام لالتزام عدم نشر ما يسيء الى اي بلد صديق أو شقيق".
وتابع: "إن أي منصب، وأي موقع، وأي فرصة ستكون متاحة لمن يستحقها، لا لمن يملك النفوذ أو الغطاء السياسي. فالفرص يجب أن تُتاح لكل مستحق، لكل كفاءة، لكل لبناني لديه المؤهلات ليكون في المكان المناسب، ففي وزارة الإعلام، كما في كل مؤسسات الدولة، لن يكون بعد اليوم مكان للمحاصصة والزبائنية، ولن نتسرع في إصدار اي تعيينات بل سنسرّعها".
أما على صعيد وزارة الإعلام، فقال مرقص: "أولوياتنا واضحة: تلفزيون لبنان لن يكون مجرّد مرفق رسمي، بل منبرًا وطنيًا بدأنا بجعله عصريًا، يعكس تطلعات اللبنانيين جميعًا. ونعمل على إقرار قانون عصري للإعلام يواكب التطور الحاصل ويكون خطوةً نوعية نحو حماية الصِحافيين ، وتعزيز حرية الرأي والتعبير وتنظيم قطاع الإعلام في لبنان بكل أشكاله، من دون ان ننسى اللبنانيين المنتشرين في العالم، سنحثهم إعلامياً على المجيء الى لبنان بالتعاون مع وسائل الاعلام الرسمية والخاصة، لدعمه والاستثمار فيه. والأهم، أننا نقوم حالياً بإفساح المجال أمام كل من يملك الأفكار والقدرات لتقديمها للمساهمة في صناعة إعلامٍ يليق بلبنان".
وختم: "سنعيد للإعلام بريقه، وسنعيد للدولة معناها الحقيقي: دولة القانون، الفرص والعدالة".
وكان وزير الإعلام استهل زيارته زحلة بمحطة في مطرانية سيدة النجاة حيث كان في استقباله رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم في حضور النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم وعدد من كهنة الأبرشية، اعضاء اللجنة الاقتصادية، رئيس "المرصد اللبناني للسلامة المرورية لدى جوستيسيا" العقيد ميشال مطران، مستشارة وزير الإعلام راشيل كرم والمسؤول الإعلامي في الأبرشية خليل عاصي. وتمّ خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان وخصوصاً الوضع الإعلامي.
المطران ابراهيم ألقى كلمةً رحّب فيها بمرقص وقال: "اطلعت على سير ذاتية كثيرة لكن كسيرة هذا الوزير نادراً ما نطّلع عليها، هذا امر يرفع الرأس. نشرت رئاسة الوزراء على صفحتها السير الذاتية للوزراء انصحكم بالإطلاع عليها لتروا رجالات كنيستنا ومستواهم العالمي وبخاصة الممثلين في هذه الوزارة بالتحديد، نحن نفتخر بهم ونرفع رأسنا بهم".
وأضاف: "باسم التاريخ الذي تنبض به حجارة زحلة، وبروح الإيمان التي تكلّل هذه البقعة المقدّسة، نرحّب بمعالي وزير الإعلام اللبناني، رجل القانون والثقافة والفكر، وشخصية لبنان العالمية، الأستاذ بول مرقص، في صرح مطرانية سيدة النجاة للروم الملكيين الكاثوليك، هذا الصرح الذي شهد محطات مجد وإشعاع روحي وثقافي على مرّ العصور".
وتابع: "معالي الوزير، إن حضوركم اليوم بيننا ليس مجرد زيارة برتوكولية، بل لقاء بين الفكر المستنير الذي تمثل والقلب المؤمن الذي نمثل وتمثلون بوطن يحمل هويته في الفكر والعدالة والحرية. أنتم رمزٌ لرجل الدولة الذي لا يرى في المنصب مجرّد مسؤولية إدارية، بل رسالة وطنية تعكسها مسيرتكم الغنية بالعطاء، والارتقاء بالخطاب الإعلامي إلى مستوى المسؤولية والالتزام الأخلاقي والمهني".
وختم: "معالي الوزير، زحلة تفتح لكم أبوابها كما يفتح القلب بابه لصديقٍ غالٍ، فمرحبًا بكم في أرض العزّ والإباء، ونتمنى أن تكون زيارتكم هذه فاتحة خيرٍ وتعاونٍ لما فيه خير الوطن والإنسان. أهلاً وسهلاً بكم في مطرانية سيدة النجاة، بيت الجميع، ومنارة الإيمان والثقافة، والتي ستفتح ابوابها هذه السنة للمرة الأولى في تاريخها لاستضافة السينودس المقدس الذي سيعقد في زحلة في حزيران المقبل. عشتم يا صاحب المعالي، عاشت زحلة وعاش لبنان".
بدوره، شكر مرقص للمطران ابراهيم حفاوة الاستقبال وقال: "اشكر صدقك ونبلك وعاطفتك سيدنا. منذ اول يوم لتسميتي في الوزارة اتصلت بكم ووضعت نفسي في تصرفكم وتصرف الأبرشية وزحلة تحديداً. وليست صدفة ان اقصد صرحًا معينًا هو صرحكم الكريم حيث كنت انتظر بفارغ الصبر هذا الاستقبال العفوي المحب، ولأسباب كثيرة اولها محبتي الشخصية العفوية لزحلة كونها مدينة زوجتي، والسبب الثاني هو الانتماء العميق بالروحانية والجغرافيا والتاريخ".
وأضاف: "لزحلة مكانة خاصة في قلوبنا، واقول من موقع الكاثوليك المنتشرين في لبنان ،جميعهم يشعرون بأن زحلة هي مرجعيتهم الحقيقية. سأحمل هموم زحلة من قلبي وعلى كفي، كل ما ترونه ضروريا لنقله الى مجلس الوزراء من هموم وحاجات ومطالب سندافع عنها، واصرّ وأقول ان هذا الأمر ليس من منطلق سياسي، ليس لدي اي رغبة في العمل السياسي بالمعنى السياسي اي بمعنى علاقات النفوذ والاصطفاف، انا بعيد عنها. رغبتي فقط ان اصنع الفرق بالمعنى التقني والمهني، بالمعنى المستقل الذي انا فيه. انما الفرق اليوم هو خطاب القسم الذي يعبر عن طموحاتنا، والبيان الوزاري يعبّر عن هذه الطموحات، فقد اصبح لدينا خارطة طريق لنسلكها".
وتابع: "ان فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون دائم الحرص على الإنماء المتوازن وعلى جمع الكل وليس هناك اي امتياز لمنطقة من دون اخرى او لعاصمة معينة، جميع اللبنانيين متساوون في الحقوق والواجبات وفي الكرامة خصوصاً. من هذا المنطلق عندما ازوره لأخذ توجيهاته يكتفي دائما بالطلب مني العمل للمصلحة العامة، البوصلة هي المصلحة العامة التي سنعمل لها بكل طاقاتنا ووقتنا وقدراتنا، بكل ما اوتينا به من امكانات، الوزراء الذي يملكون كفاءات معروفة للجميع وعلى رأسهم الدكتور نواف سلام المعروف بالنزاهة والكفاءة والقدرات التي يملكها، هذا ما نعدكم به، لن نعد بأمور لا نملكها، سنسعى الى جلب ما ليس لدينا من موارد ودعم وتمويل، لكن نعد بما هو لدينا وهو جهدنا ووقتنا واستقامتنا ، هذا ما سنوظفه ونستثمره تماماً من اجل لبنان وزحلة".
وختم: "كونوا مطمئنين انني واحد منكم لخدمتكم ليس الا، ولدي طلب واحد ان نتواصل دائماً ونتعاون لخير هذه الكلمات الطيبة الصادقة التي قلناها".
بعد الكلمات فتح باب النقاش مع الحاضرين، وتركز حول الحرمان الذي يعانيه البقاع في وسائل الإعلام، فوعد وزير الإعلام بالسعي إلى تخصيص فقرة تبث عبر "تلفزيون لبنان،" للتعريف بالقرى البقاعية وصناعاتها وتعزيز السياحة فيها، وهذا أمر يأتي في سياق سياسة النهوض بتلفزيون لبنان، تلفزيون الدولة وجميع اللبنانيين.
اختتم اللقاء بالتقاط الصور التذكارية، واتفق على إبقاء التواصل قائماً لما فيه خير زحلة والبقاع ولبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك