قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أشرف بيضون، إن «مرحلة ما بعد منح الحكومة ثقة مجلس النواب، استثنائية بامتياز وتستدعي تعزيز الوحدة الوطنية والتضامن والتكاتف بين القوى السياسية كافة، لاسيما ان لبنان الدولة والكيان والوجود والتفاعل مع أشقائه العرب، مهدد من قبل العدو الإسرائيلي الذي لا يزال حتى الساعة وعلى الرغم من أن انتشار الجيش في جنوب الليطاني يحتل جزءا كبيرا من الأراضي اللبنانية».
وأضاف في حديث إلى «الأنباء» الكويتية: «الأرض لا تقاس بالأمتار بل بالسيادة والكرامة. وبالتالي، فإن القوى السياسية كلها من دون استثناء مدعوة إلى الاصطفاف خلف العهد والحكومة، لتعزيز المقاومة الدبلوماسية ودفع الدول الراعية لآلية تطبيق بنود القرار الدولي 1701 وفي طليعتها الولايات المتحدة وفرنسا، للضغط على العدو الإسرائيلي وإجباره على الانسحاب من الأراضي اللبنانية. وأي توجه آخر سيضع ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدات جنيف وكل المواثيق الدولية على المحك، فيما لو بقي العدو الإسرائيلي محتلا ولو شبرا واحدا من الأراضي اللبنانية».
وتابع: «نحن نعلم ونعي بأن العدو الإسرائيلي لا يقيم للمعاهدات والمواثيق الدولية أي اعتبار، ويتنصل غدرا وبدم بارد من التزاماته وتواقيعه. وهذا ما من أجله اعطينا الدولة اللبنانية التي نريدها دولة قوية عادلة قادرة وضامنة للأمن والاستقرار بسواعد الجيش اللبناني، كامل الثقة وكل الدعم لتحرير الأرض بالطرق الدبلوماسية الضاغطة، لأن الجنوب ليس جزيرة معزولة، وأي ألم يصيبه يصيب كل الوطن بكل طوائفه ومكوناته». وأكد بيضون في السياق نفسه «ان تحرير الجنوب لا يتحقق بالمواقف الشعبوية والكلام المعسول ذي الاستهلاك الإعلامي، بل بتضامن اللبنانيين قولا وفعلا ووقوفهم عمليا إلى جانب العهد وخلفه. ولا يمكن بالتالي تحقيق هذا الهدف المقدس والمحمي بقوة القوانين الدولية، إلا بتعزيز الوحدة الداخلية وصياغة موقف لبناني موحد، لاسيما ان العدو الاسرائيلي يراهن على انقسام الشعوب لتحقيق ما يصبو اليه من اطماع جيوسياسية ومشاريع ايديولوجية».
وردا على سؤال، قال بيضون «أولى أولويات الحكومة هي استعادة الأراضي المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي، على ان تكون إعادة الإعمار ثاني أولوياتها، ولا يتقدمها من حيث الأهمية أي ملف آخر مهما كان ضاغطا، وذلك تحت سقف الوحدة الداخلية. والتهديد بالوجود لا يطول فقط الجنوب أو الطائفة الشيعية أو «الثنائي» الوطني فحسب، بل يطول كل لبنان بكل مكوناته الطائفية والمذهبية وبكل مدنه ومناطقه وأراضيه».
وعن مقاربة «الثنائي» للقمة العربية الاستثنائية المرتقب انعقادها يوم الثلاثاء المقبل في القاهرة، والمقررة للرد على الدعوات لإفراغ قطاع غزة في فلسطين من أهله، قال بيضون: «القضية الفلسطينية قضية مركزية تعني كل العالم العربي من دون استثناء، ومرتبطة ليس فقط بأمن قطر عربي دون الآخر، بل بالأمن القومي العربي ككل. وعلينا بالتالي كأنظمة وشعوب عربية أبية ان نتضامن خلف القضية الفلسطينية التي ان هوت وسقطت، لا سمح الله، ستتهاوى معها كل الدول العربية». وختم «الأمن القومي في لبنان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي. من هنا يأمل لبنان ان تخرج القمة العربية الاستثنائية أولا بموقف موحد جريء وضاغط في سياق الضغط على العدو الإسرائيلي لإجباره على الانسحاب من الأراضي اللبنانية. وثانيا بتفعيل الجهود لمساعدة لبنان على إعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك