لا شك أن استحداث مطار ثان حاجة اقتصادية واجتماعية للبلد. ومن غير الطبيعي أن لا يحصل ذلك في أسرع وقت ممكن. لكن ربط المسألة بما يحدث من تجاوزات على طريق مطار بيروت في غير محلّه.
فالحكم هيبة، والدولة مطالبة باظهار هيبتها وببسط سلطتها على طريق المطار وفي أي بقعة أخرى، ومنع تكرار "السعدنات السياسية" التي تحصل. وإلاّ، سيسمح فريق آخر لنفسه بعد حين باقفال طريق المطار الجديد، أكان في الشمال أو كسروان، أو الشوف، أو أي مكان آخر.
وحتى لا تبقى الأقمار الاصطناعية تصوّر الهبل اللبناني المستمر، فالدولة مطالبة بأن تكون دولة، فلا تستسلم لمنطق "امسحوها بدقنا". وأي تحرّك مطلبي يبقى محقاً طالماً بقي تحت سقف القانون. أما تجاوز هذا السقف، فيتطلب التعاطي المختلف… وإلاّ مرحبا هيبة ومرحبا دولة.
هو امتحان واضح للعهد الجديد بحكومته وأدوات الحكم فيه. ومع هذا الامتحان، من المفترض أن يلمس الجميع، بالقرار والممارسة والعقاب، أن شيئاً ما تغيّر، وأن منطق الصيف والشتاء فوق سقف واحد قد انتهى. وأن جميع اللبنانيين يتساوون بالحقوق والواجبات، شرط احترامهم للدولة وقوانينها.
لا تتعلّق المسألة بمطلب محق أو غير محق في كيفية التعامل مع طائرة. فالتجاوزات تخطت المسألة، ورد الفعل تجاوز الفعل.
وبعد ما حصل، يفترض اتخاذ الاجراءات الرادعة للتجاوزات، وأن نرى موقوفين يحاسبون أمام القضاء، لا يخرجون باتصال ممن يحمي المتجاوزين أو يحرّكهم أو يحرّضهم. عندها "يربّي" القانون الجميع، ولا يعود لكل "ديك" حي أن يتصرّف على هواه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك