ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداسا احتفاليا في الكرسي الأسقفي في كفرحي حيث هامة مار مارون وشارك في الذبيحة الالهية رئيس دير مار قبريانوس ويوستينا-كفيفان الأب فرج الخوري، في حضور حشد كبير من المؤمنين من أبناء الأبرشية وزوار الدير.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى المطران خيرالله عظة استهلها بسؤال: "ماذا لو طلب منك الله، يا مار مارون، أن تعود اليوم، في عيدك، لتتفقّد كنيستك وأبناءك والشعب الذي يحمل إسمك؟".
وقال: "لا شك إنك ستطيع أمر الرب وتنزل من سمائك، من ملكوت الله الآب الذي استحققت أن تكون فيه بين جوق القديسين بفضل حياتك النسكية وزهدك في العالم وقربك من الله. فكنتَ، مثل سيّدك وربّك يسوع المسيح، حبّة الحنطة التي وقعت في الأرض فماتت وأعطت ثمارًا كثيرة في القداسة والشهادة للقيم الإنجيلية. إنك ستراهم ضحية انقسامات سياسية ومنهمكين بلملمة جراحهم وإحصاء الأضرار الجسيمة الناتجة عن خمسين سنة من أزمات إجتماعية وإقتصادية ومالية متلاحقة ومن حروب مدمّرة دارت على أرضنا في لبنان ولا تزال تدور في بلدان الشرق الأوسط وبلدان أخرى من العالم، ولا يزال الحقد والبغض والانتقام جميعها فاعلٌ في قلوب قادة العالم وبعض الشعوب ومتسبّبٌ بالقتل والدمار والتهجير والإفقار وانتهاك الكرامات. لكنك ستراهم أيضًا يحتفلون بانطلاقة السنة اليوبيلية المقدسة التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس من روما « سنة الرجاء »؛ إذ يعتبرون هذا الإعلان نبويًا يتحقق معه رجاؤهم بالمسيح الذي لا يخيّب".
وقال: "إنهم يقرأون علامات الرجاء تتجلّى في أحداث الزمن الراهن، ومنها: التغيير الجذري الذي حصل في سوريا، إقرار وقف إطلاق النار في لبنان وإسرائيل وفلسطين ولو لم تكن تامًا وشاملاً،، انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس مجلس وزراء يحظيان كلاهما بثقة اللبنانيين والأسرة الدولية ويعملان معًا على تحقيق الإصلاحات المطلوبة في سبيل إعادة بناء الدولة ومؤسساتها؛ بناء دولة، كما قال رئيس الجمهورية في خطاب القسم، على مبادئ أعلنها المكرّم البطريرك الياس الحويك باسم اللبنانيين سنة 1920 في إعلان دولة لبنان الكبير حيث « العيش المشترك الذي يشهد له جميع اللبنانيين هو ميزة تكشف عن تطوّر عميق عظيم التبعات، إذ تُحلُّ الوطنية السياسية محلّ الوطنية الدينية، والانتماء الوطني قبل الانتماء الطائفي".
وأضاف: "إنك يا مار مارون ستدعو أبناءك وجميع اخوتهم اللبنانيين والمنتشرين في العالم، في هذه السنة اليوبيلية، إلى الانطلاق في مسيرة حجّ إلى جذورهم الروحانية والتاريخية من جبال قورش إلى دير مار مارون العاصي، إلى جبال جرود جبيل والبترون والجبّة حيث تأسست كنيستهم هنا في كفرحي مع البطريرك الأول مار يوحنا مارون، إلى وادي قنوبين حيث ترسّخت ببطاركتها ونساكها وقديسيها، وإلى كل بلدان العالم حيث انتشرت حاملة لواء القداسة والثقافة والريادة؛ وذلك بهدف استكشاف مقوّمات الروحانية النسكية التي وضعتَها أنت، شهادةً للمسيح المائت على الصليب والقائم من الموت على مبادئ الزهد والصلاة والسهر والصمت العميق والانفتاح على الله وعلى الإنسان، والتي سمحت لهم بالصمود في وجه السلطنات على أنواعها وبالثبات في إيمانهم وفي وحدتهم حول بطريركهم في مواجهة الاضطهادات. إنك ستدعوهم، يا مار مارون، إلى وقفة ضمير، إلى فعل توبة صادق، إلى الاهتداء إلى الله وإلى بعضهم البعض، وإلى الحوار والمصالحة، لكي يعودوا إلى لعب دورهم الروحي والاجتماعي والثقافي والوطني من أجل إعادة بناء لبنان دولة الحق والقانون، وإلى مدّ الجسور إلى محيطهم العربي والإسلامي ليكونوا فيه رسل المحبة والأخوّة والسلام".
وتوجّه إلى "أبناء مارون، ويا أخوتنا اللبنانيين، تعالوا ننطلق معًا في مسيرة الحجّ اليوبيلية لنعيش خبرة اليوبيل بكل متطلباتها، التي تقوم على التوبة والمصالحة والغفران، فنستغفر من الله لننال رحمته التي تشفينا من خطايانا ونغفر لبعضنا لبعض".
وختم: "يا أبناء مارون، تعالوا نجرؤ على اتخاذ المبادرة لإطلاق حوار وطني حقيقي وصريح ومحبّ مع اخوتنا اللبنانيين لنعيد قراءة التاريخ بروح علمية ونقدية وننقّي الذاكرة ونتعاون على إعادة بناء وطننا لبنان في دعوته التاريخية ورسالته الفريدة ليبقى نموذجًا في العيش الواحد بالحرية والديمقراطية واحترام التعددية. فنسلّمه إرثًا عريقًا لأولادنا.
تعالوا نشهد معًا أننا أبناء الرجاء نضع ثقتنا الكاملة بالله ونرجو بالمسيح يسوع الذي لا يخيّب. ونتطلّع في مسيرتنا هذه إلى العذراء مريم، سيدة قنوبين وسيدة كل لبنان، رسولة الرجاء الأولى، ورفيقة دربنا منذ تأسيس كنيستنا وإلى ما شاء الله متوسّلين إليه أن يبقينا رسل الرجاء والمحبة والسلام".
وبعد القداس، استقبل المطران خيرالله المهنئين بالعيد في صالون الدير.
خيرالله: لإطلاق حوار وطني حقيقي وصريح مع إخوتنا اللّبنانيين
الــــــســــــابــــــق
-
البطريرك الراعي: الخطر الحقيقي الذي يواجه لبنان هو الانزلاق في محور الانحطاط فبقدر ما يجب أن نبقى على الحياد الإيجابي يجب أن ننحاز الى محور الحضارة والنهضة والرقي
-
البطريرك الراعي: الخطر الحقيقي الذي يواجه لبنان هو الانزلاق في محور الانحطاط والحياد مطروح لإنقاذ وحدة لبنان فالبلد باقٍ في جميع الأحوال لكننا نريد أن يبقى لبناننا وليس الحياد مشروعاً مناقضاً للخصوصيات وللقناعات الذاتية المختلفة فهو نظام وجودي يحمي التعددية بكل أبعادها
-
بالفيديو: الرّاعي يُجدّد الدعوة إلى الحياد... و"هذا الخطر الحقيقيّ"!
-
ما يجب أن يحصل على الحدود... وما مصير نوح زعيتر؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك