كتبت مريم حرب في موقع mtv:
مفاجأة الساعات الأخيرة في الاستشارات النيابية وتسمية نواف سلام، أغضبت "حزب الله" و"حركة أمل"، وحاول البعض تصويرها على أنّها كسر لمن قاوم إسرائيل. واعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنّ تسميته لرئاسة الحكومة كسر للتوافق في البلد ومحاولة للشرذمة ولإقصاء الشيعة".
ربمّا فات هؤلاء، أنّ القاضي نواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية؛ المحكمة عينها التي تُحاكم إسرائيل على وجودها "غير الشرعي" على الأراضي الفلسطينية. فاتَهم أنّ سلام شكّل كابوسًا لنتنياهو. فهو من قال جهارة "المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والنظام المرتبط بها، أُنشئت ويجري الإبقاء عليها بالمخالفة للقانون الدولي" أثناء تلاوة النتائج التي توصّلت إليها لجنة مكونة من 15 قاضيًّا في القضية التي فتحت بناء على طلب قدّمته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2022 إلى محكمة العدل الدولية.
هواجس إسرائيل عبّر عنها إعلامها منذ تعيين سلام في 6 شباط 2024على رأس أعلى سلطة قضائية في العالم، انطلاقاً من مواقفه المعلنة المساندة للقضية الفلسطينية. إذ عدّت صحيفة "جيروزاليم بوست" سلام صاحب تاريخ طويل بمناهضة إسرائيل عبر تصريحاته ومواقفه، مذكّرة بموقف له على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتب عام 2015 متوجهاً إلى إسرائيل: "عيد ميلاد غير سعيد لك، 48 عاماً من الاحتلال".
ما يعني أنّ سلام ليس "صهيونيًّا" كما يحلو للبعض تسمية من لا يسير بخط "المقاومة" التي دخلت حرب مساندة غزّة، فأبيد الفلسطينيون ولم يسلم لبنان من ويلات الحرب.
في 6 شباط 2024، كتب سلام على منصة "أكس": "انتخابي رئيسًا لمحكمة العدل الدولية مسؤولية كبرى في تحقيق العدالة الدولية وإعلاء القانون الدولي. وأوّل ما يحضر إلى ذهني أيضاً في هذه اللحظة هو همي الدائم أن تعود مدينتي بيروت، أمّا للشرائع كما هو لقبها، وان ننجح كلبنانيين في إقامة دولة القانون في بلادنا وأن يسود العدل بين أبنائه".
اليوم، لدى القاضي فرصة لتحويل كلامه إلى أفعال وإعادة بيروت إلى لقبها بدءًا من تحقيق العدالة في تفجير مرفأ بيروت، وتطبيق دولة القانون بعدل ومساواة على جميع اللبنانيين. إلى جانب وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهوريّة، وتكليف نواف سلام تشكيل حكومة، يمكن القول إنّ بعبدا والسراي يواجهان إسرائيل بالمقاومة السلميّة، مسلحيّن بدعم الشعب اللبناني والمواثيق الدوليّة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك