خاص موقع mtv
البشر والحجر بانتظار رئيس الجمهوريّة. قصرُ بعبدا الذي ملّ الفراغ والهدوء والغياب يتحضّر بزخمٍ لانتخاب الرّئيس ولعودة الحياة الى غرفه الواسعة وصالات اجتماعاته، ومدخله الذي استقبل عشرات الرؤساء وآلاف الشخصيّات السياسيّة من حول العالم. فما قصّة القصر؟
رغم بساطة هندسته، إلا أنّ قصر الرئاسة الأولى يُعدّ من أهم المعالم السياسيّة في لبنان. هو منزل رؤساء الجمهوريّة وعائلاتهم رغم أنّ ساكنيه لم يكونوا كثراً، وهو أيضاً الشّاهد على حقبات عدّة من تاريخ لبنان، وحافظ الكثير من الأسرار الرئاسيّة التي قد لا تُكشف يوماً.
تبلورت فكرة بناء قصر لرئيس الجمهوريّة مع الرّئيس كميل شمعون الذي كان هو من قرّر تشيده ووضع حجر الأساس للمقرّ عام 1956 في بعبدا في نقطة تُشرف على العاصمة بيروت وتبعدُ زهاء عشرة كيلومترات عنها، ولكنّ عمليّة البناء بدأت فعليّاً في عهد الرئيس شارل حلو الذي كلّف شركة سويسرية بتصميمه وتنفيذه، وافتتحه في آخر سنة من ولايته.
شهد القصر سلسلة عمليّات ترميم بعد القصف الإسرائيلي الذي ألحق أضراراً كبيرة به والاشتباكات في محيطه في أكثر من حقبة خصوصاً إبّان الحرب الأهليّة، وحافظ على طابعه التاريخي، وهو يعكس مزيجاً من العمارة التقليديّة اللبنانية والتصميم الحديث.
يُعدّ قصر بعبدا مركز الموقع المسيحيّ الأول في الجمهوريّة اللبنانية، رغم أنّ رئيسين للجمهورية اغتيلا قبل دخول جنّته هما بشير الجميّل ورينيه معوّض. اليوم، هناك من يغتال الموقع أيضاً وبعض الأسماء المطروحة، ويعمل للقضاء على كلّ فرصة لوصول رئيسٍ حقيقيّ الى القصر، لتبقى أهمّ الاجتماعات وأبرز القرارات تؤخذ في مقرّات أخرى، وتُعلن عبر منابر أخرى أيضاً.
صحيحٌ أنّ لرئيس الجمهورية في لبنان مقرّين، واحد شتويّ والآخر صيفيّ، إلا أنه في الجمهوريّة التي نطمح لها، لا صيف وشتاء تحت سقفٍ واحدٍ، ولا أكثر من رئيسٍ أو سيّدٍ للقصر في لبنان. كثيرةٌ هي الفراغات التي سوف تزول مع انتخاب رئيس، من بينها الفراغ في القصر والفراغ في النفوس والأحلام أيضاً. القصر بانتظار رئيسه، وقصّةٌ جديدة سوف تُكتب قريباً...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك