انتشر على منصات التواصل الاجتماعي فيديو يعود للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد يتضمّن تصريحات أدلى بها بعد نحو عام على اندلاع الحراك الاحتجاجي عام 2011 ويحاول فيها تعريف "الخائن" الذي يترك بلده في عز الأزمة وهو ما اعتبره كثيرون بأنه بمثابة نبوءة ذاتية تحققت لاحقا.
وتعود تلك التصريحات إلى آب 2012 في مقابلة لبشار الأسد مع قناة تلفزيونية تابعة للنظام، رد فيها على سؤال من المُحاور عن ظاهرة المنشقين عن النظام الذين يهربون خارج البلد، وأصدر فيه حكما عاما على جميع الهاربين من سوريا، ووصف الرئيس السوري آنذاك الشخص الهارب بأنه إما "فاسد ومرتشٍ"، أو "جبان هُدد من قبل إرهابين أو جهات أخرى"، أو "شخص لديه طموح ويعتقد أنه يجب أن يحصل على مكاسب أو مزايا او مراتب معينة فلم يحصل عليها فقرر الهروب". وقال بشكل قاطع: "الشخص الوطني والجيد لا يهرب ولا يفرُّ خارج الوطن."
هذا الفيديو الذي كان يهدف الأسد من خلاله لترسيخ صورته كقائد متمسك بوطنه، عاد اليوم ليطارد إرثه السياسي. وتداولت وسائل الإعلام المقطع بعد هروبه من سوريا إلى روسيا إثر تقدم المعارضة المسلحة نحو دمشق.
عودة مقطع الفيديو القديم للأسد أثارت موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي. التعليقات المتداولة تعكس تبايناً بين النقد اللاذع والسخرية من التناقض بين كلماته في الماضي وواقعه الحالي.
أحد التعليقات التي لاقت انتشاراً واسعاً كان على الشكل الآتي: "من تحدث عن الوطنية والاستقرار، أصبح اليوم يبحث عن مأوى آمن بعيداً عن وطنه." فيما قال آخر: "تصريحات الأسد عن الهاربين كانت دائماً سلاحاً إعلامياً، لكنها الآن أصبحت مرآة تعكس هروبه الشخصي." وعلق آخر: "سبحان الله ... وكأنّه كان يتحدّث عن نفسه".
منشورات أخرى سلطت الضوء على الآثار المدمرة لسياسات الأسد، حيث كتب أحد المستخدمين: "13 عاماً من الحرب أرهقت الشعب، والآن يهرب من تسبب في الكارثة تاركاً خلفه وطناً مدمراً."
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك