في خضم تأزم مهمة التأليف غادر الرئيس المكلف سعد الحريري الى باريس في زيارة خاصة.
مصادر بيت الوسط رفضت ارضاء فضولنا وشرح المزيد عن الزيارة المفاجئة التي شكلت مؤشرا أساسيا على أن لا جديد على صعيد الحكومة لا بل أن الامور مجمدة كما فهم أن الحريري اراد من خلال هذه الزيارة أن يوصل رسالة مفادها: قلت ما لدي ولا امكان لاي بحث جديد ولن أتراجع عن موقفي.
غادر الحريري بيروت من دون حكومة لكن مرتاحا الى مسار الامور بعدما انتقلت الكرة من ملعبه الى ملعب حزب الله نتيجة التقاطع الايجابي في الموقف بينه وبين رئيس الجمهورية، فلاقاه الحريري بالتغريد بعيد انتهاء الحوار التلفزيزني مع الرئيس عون بالتأكيد على استمرار التسوية الرئاسية.
موقف رئيس الجمهورية وانسجامه مع موقف الحريري أربك حزب الله وضرب مشروعية المطالبة بتمثيل السنة المستقلين ودفع الى التساؤل لماذا حزب الله لا يريد الحكومة ان تبصر النور في هذا التوقيت؟
بعض المطلعين على مسار التأليف يتحدثون عن أسباب داخلية لها علاقة برفض حزب الله أن يحصل التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية على الثلث المعطل، ولهذه الغاية يصر الحزب على استبدال احمد عويدات السني المقترح في حصة رئيس الجمهورية بآخر مقرب من حزب الله هو فيصل كرامي، ويتبين أن المستهدف من اثارة العقدة السنية ليس الحريري وما تمسك الحاج حسين خليل الرجل الثاني في حزب الله بتكليف الحريري الا خير دليل.
وفي السياق تذكر المصادر أن حزب الله كان لعب دورا في اقناع النائب وليد جنبلاط القبول بتسوية العقدة الدرزية وأن جنبلاط الذي أحاله الرئيس عون على باسيل اكتفى بالاتصال بالأخير ولم يلتقه وهو استخدم في المكالمة الهاتفية صيغة التمني غير الملزمة باختيار اسم من الاسماء التي اقترحها جنبلاط للوزير الدرزي الثالث علما ان التسمية رست على صالح الغريب المقرب من ارسلان والذي سيكون أقرب الى الحزب منه الى رئيس الجمهورية وتياره السياسي.
الى الاسباب الداخلية هذه البعض يتحدث عن اسباب خارجية تدفع حزب الله الى تأخير ولادة الحكومة لها علاقة بالعقوبات الاميركية المرتقبة على ايران في الرابع من تشرين الثاني، عبر استخدام الساحة اللبنانية كورقة ايرانية ضاغطة.
اذا واقع الصورة كالآتي: رئيس الجمهورية لن يتراجع والرئيس المكلف لن يتراجع وحزب الله لن يتراجع وأي تراجع من الثلاثة سيعد انكسارا، وحدها حظوظ الحكومة متراجعة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك