تحمل صورة لقاء رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ووزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، في قصر بعبدا أمس، أكثر من دلالة.
هناك من نصح الرئيس بالجلوس وراء مكتبه، وفي ذلك خرق للبروتوكول، لكي يفهم الرياشي، ومعه القوات اللبنانيّة، بأن كفى فصلٌ بين رئيس البلاد ورئيس التيّار الوطني الحر. حين تخاصمون الثاني فأنتم تخاصمون الأول. وحين تهاجمون الثاني ستبتعد المسافة بينكم وبين الأول.
مسافةٌ من خشب المكتب الرئاسي، بعد سنوات "دقّينا فيها على الخشب" نتيجة المصالحة المسيحيّة. الكلام كلّه الذي قيل، في السنوات الثلاث الأخيرة، في مدح المصالحة سقط في بئر المحاصصة. المحاصصة أقوى من المصالحة، فلا تبيعونا كلاماً وجدانيّاً.
ولعلّ ما هو أبشع من الصورة "الخشبيّة" في بعبدا، تركيز محطّة "أو تي في" عليها، و"التعليم" على الرياشي من خلالها، وفي ذلك إساءة مباشرة لرئيس الجمهوريّة الذي يبدو أنّ الإساءات لا تأتيه سوى من بعض المحيطين، ومن بينهم من سوّق لهذه الجلسة التي استمرّت خمسين دقيقة، وهو وقت قياسي في مواعيد الرئيس مع الوزراء ومع غالبيّة ضيوف القصر.
الرئيس أكبر من أن يوصل الرسائل بمقعد الجلوس الذي يختاره. والمصالحة أكبر من "النكايات" و، خصوصاً، أكبر من المحاصصة.
اتّعظوا، رأفةً بالمسيحيّين، خصوصاً أولئك الذين لم يفقدوا الأمل بعد...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك