أكد رئيس "تيار الكرامة" الوزير السابق فيصل عمر كرامي انه "مهما كانت نتيجة الانتخابات، اتفقنا على ان نشكل قوة برلمانية طرابلسية على اختلافاتنا في السياسة للمطالبة بحقوق طرابلس".
وقال خلال لقاء شعبي حاشد، تخلله فطور صباحي في الاسواق الداخلية في طرابلس: "أتوجه بالشكر الى السيد غازي الحلبي على هذه الدعوة الكريمة، التي سمح لي من خلالها ان التقي اولاد البلد الأصيلين والتجار، وأن نتبادل الأفكار والهواجس حول ما يجري من حولنا. نحن أحفاد عبد الحميد كرامي نحرص دائما على الحفاظ على العادات والتقاليد، ومن هذه العادات ان نقوم بجولات دائمة في الأسواق الداخلية ونلتقي مع التجار وأصحاب المهن الحرة ونتبادل الافكار معهم لأنهم يمثلون العصب الاساسي للاقتصاد الطرابلسي، ويشكلون الوعاء الجامع الذي يحدد البوصلة الحقيقية لطرابلس، وقد حرمت طرابلس ومعها تجارها في الفترات السابقة بفعل تهميشها وحرمانها وسياسة تفقيرها واستهدافها، استقبال أبناء المناطق المجاورة، وكانت هناك محاولة لأخذ طرابلس الى مكان لا يشبهها، لكن بهمتكم وصبركم ومقاومتكم استطعتم ان تحافظوا على المدينة في أصعب الظروف".
وأشار الى أن "طرابلس استعملت للأسف كصناديق اقتراع كما هو الحال اليوم مع اقتراب الانتخابات، واللافت هو زيارة وجوه من خارج المدينة للبدء بحملات انتخابية مبنية على التحريض الطائفي والمذهبي، والتحريض على سياسيي المدينة سواء كنا نتفق أو نختلف مع هؤلاء السياسيين، وقد وضعنا من خلال مقابلتنا الأخيرة حدودا للعلاقة معهم عنوانها أننا كلنا أبناء بلد واحد وسنعمل لمصلحتها مهما كانت نتائج الانتخابات، وهو ما يميزنا كطرابلسيين وكشماليين، ولا نحتاج لتيارات من خارج المدينة تعلمنا كيف نتعايش وماذا نفعل، ولم نسمع منهم سوى الوعود التي لم نر منها شيئا، وسوى التحريض الذي أوصلنا الى ما نحن فيه".
اضاف: "منذ عام 2005 المنطق نفسه لم يتغيير، وعود وتحريض كانت نتيجتها إضاعة الفرص من أمامنا. وكلنا نذكر كم عانينا من تداعيات الأحداث المفتعلة التي حصلت في طرابلس حين أشعلوا المدينة على المستويات الطائفية والمذهبية بين الأهالي وبين المناطق، وحين استعملوا أهالي طرابلس الفقراء لتصفية حسابات سياسية، وحتى يومنا ما زالت المدينة وتجارها يعانون بسبب هذه التداعيات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمعنوية، رغم محاولات الجميع اقامة بعض المهرجانات والاحتفالات لتلميع صورة طرابلس على المستوى اللبناني ولاظهار وجه طرابلس الحقيقي".
وتابع: "السؤال المشروع الذي يطرح نفسه هو: أي سبب أوصل المدينة الى ما وصلت اليه اليوم؟ أصبحنا نقول الله يرحم أيام زمان، والله يرجع أيام زمان، وسقى الله تلك الأيام؟ لماذا نقول هذا الكلام؟ وما هي أيام زمان؟ ببساطة، كان لطرابلس حينها مرجعية سياسية تنادي بحقوقها، فريق او شخص سياسي يستطيع ان يفرض قرارات ومطالب طرابلس على الساحة اللبنانية، وللأسف كلنا نعلم أن لبنان مقسم بحسب الدستور الى طوائف ومذاهب واستطرادا الى مناطق.
بعدها مورس بحق طرابلس سياسات أهمها تجويعها وتفقيرها وأخذها الى القبول بأي شيء، لان الفقير لا يستطيع سوى السعي لتأمين لقمة عيشه وترك السياسة وترك المحاسبة السياسية، لهذا، وعندما اصبح قرار طرابلس ومرجعيتها خارجها، نتج من ذلك ان المدينة أصبحت خارج الاولويات وخارج الحسابات. وببساطة، نستطيع أن نلمس أن خسارتنا لمرجعيتنا السياسية اوصلتنا الى ما نحن فيه، وخير مثال على ذلك المشاريع الانمائية التي تخصص لمدينة بيروت وتنتهي بأسرع الاوقات وبأفضل الوسائل، وما يقابلها من مشاريع تخصص لمدينة طرابلس التي تبدأ ولا تنتهي، وان انتهت رأينا مصيرها، وليس الجسر ومشروع الارث الثقافي والأسواق الداخلية وأزمة المكب والنفايات والسير الا مثالا على ذلك، وكأن طرابلس مدينة سائبة. والمثال الآخر، تمثيل طرابلس في الادارات والمؤسسات العامة والتمثيل الدبلوماسي. نذكر انه في أيام الرئيس الشهيد رشيد كرامي وايام الرئيس الراحل عمر كرامي، كانت طرابلس ممثلة بأربعين مديرا عاما الى سفير الى مفتش. أما اليوم فيمثلها مدير او مديران عامان وسفير واحد لم تقبل اوراق اعتماده بعد، وسيدة في المجلس الاقتصادي الاجتماعي".
ورأى أن "لا غاية لديهم الا تشكيل كتلة نيابية على حساب طرابلس مهما كان الثمن، ونراهم اليوم يأتون بالوعود نفسها والتحريض نفسه، وساعدهم على ذلك وسائل الاعلام الخاصة بهم، والأجهزة الأمنية التي عملت وتعمل لمصلحتهم، وحجتهم حينها ان عمر كرامي لا يسمح لنا باقامة المشاريع في طرابلس، وها هي السنون تثبت ان طرابلس بعد كل هذه الفترة لم تنل سوى المزيد من الافقار والمزيد من التهميش والحرمان، وحصولهم هم على كتلة نيابية وازنة على حساب مصالحنا. وبعد العام 2005، دخل الناس في هستيريا عاطفية وطائفية حتى اقتنع الناس بانه نتيجة خياراتها السياسية ستستطيع تحصيل مصالح المدينة، وخصوصا بعد خروج السوريين من لبنان بحجة أنهم كانوا يعرقلون تنفيذ المشاريع. ها هم السوريون خارج البلاد منذ 13 عاما، ولم نر اي انجاز.
واللافت انه من ضمن كل الشاريع الانمائية التي تحتاج اليها المدينة لم يقرروا تنفيذ سوى مشروع المرأب الشهير، وبعد توقيف هذا المشروع بفضل وقوف المجتمع المدني ووقوفنا بوجه تنفيذه، نسأل أين ذهبت الاموال التي كانت مخصصة لهذا المشروع؟ يقال إن أكثر من 22 مليون دولار تم توزيعها على مشاريع أخرى في مناطق أخرى في لبنان، وكأنهم يقولون لنا إما أن تقبلوا بمشاريعنا او لا مشاريع".
وسأل: "هل فعلا الدولة تريد طرابلس؟ لأنه كان دائما يقال ان طرابلس هي الخارجة عن القانون، وهي التي لا تريد الدولة، لكن عندما قررت الدولة ان تدخل الى طرابلس وتوقف العبث بأمنها، التزم ابناء المدينة بعد 24 ساعة، عندما قرر الجيش ان يدخل كل المدينة قالت نحن وراء الجيش، وطرابلس طبقت سياسة الدولة ووقفت المعارك بقرار من أهالي المدينة الشرفاء ولم توقف بالقوة. طبق الأمن ولم نجد انماء، لكننا من الآن فصاعدا سنراهم قادمين يحملون الوعود والوعود ولا شيء غير الوعود".
وقال: "زارني الوزير اشرف ريفي الاسبوع الماضي، وبحثنا في وثيقة ابعاد السياسة عن الانماء، بالمنطق هو شرعي وحق، لكن فعليا وعلى ارض الواقع كل شيء في الدنيا سياسة، وما يمارس بحق طرابلس هو سياسة، تجويع وتفقير طرابلس هو سياسة افقارها لتطويعها، لذلك اتفقنا على وضع السياسة لخدمة الانماء، وإعادة طرابلس الى سابق عزها وكرامتها، وهذا الامر بأيديكم انتم في صناديق الاقتراع لانتاج كتلة نيابية طرابلسية متنوعة مختلفة في السياسية متفقة على مصلحة طرابلس اولا، وتطالب بمصالح وحقوق مدينة طرابلس ولو اختلفنا في السياسة، وانا منذ اليوم اقول، سأكون منفتحا على الجميع مهما كانت نتائج الانتخابات، للمطالبة تحت قبة البرلمان بحقوق طرابلس. لذلك علينا ان نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا وان نبقى اوادم، ولا نكون طيبي القلب ونقبل بما يملونه علينا، وان نختار بشكل صحيح ممثلينا والمطالبين بحقوقنا، وان لا ننجر الى الوعود والتحريض".
وتطرق كرامي الى الحكم على حبيب الشرتوني، فقال: "في الحكم الذي صدر عن المجلس العدلي بحق حبيب الشرتوني ونبيل العلم في قضية اغتيال الرئيس بشير الجميل، كان موقفي واضحا رغم الحملات الاعلامية التي شنت ضدي. فما المانع أن يكون قاتل رئيس حكومة لبنان الفعلي الذي صدر بحقه قرار قضائي مبرم من أعلى هيئة قضائية في لبنان يقضي بإعدامه مخففا الى مؤبد، والذي خرج من السجن بعفو سياسي لا بعفو قضائي من المجلس النيابي في سابقة خطيرة في لبنان، أن يكون كحبيب الشرتوني وان يعفو المجلس النيابي عنه بقرار سياسي وهو قاتل رئيس للجمهورية؟ بغض النظر عن رأي اللبنانيين في هذه القضية. لماذا لا يترشح حبيب الشرتوني لرئاسة الجمهورية بدعم شريحة من اللبنانيين كما ترشح جعجع بدعم شريحة؟ وهذا من الطبيعي ان يحصل في بلد مثل لبنان تدخل فيه السياسة في القضاء، مع كامل احترامنا للقضاء الذي قام بواجبه، لكننا نطالب بأن يوقفوا تدخل السياسة في القضاء".
وختم: "الأمر الآخر الذي يسترعي انتباهنا جميعا، هو ان القادر على فتح ملف عمره 35 سنة ليأخذ حكما قضائيا فيه، يستطيع ان يغلق ملف الموقوفين الاسلاميين المظلومين الذين يقبعون في السجون دون محاكمات، والقادر على هذه البطولات مدعوما بحملة ضخمة ندعوه الى انهاء ملف الموقوفين الاسلاميين، وانا اقول ان هؤلاء الشبان تم تسليحهم والتغرير بهم وأخذهم الى ما لا يريدونه، اتحاسبونهم وكان الاحرى ان تحاسبوا من حرضهم والسبب في وضعهم الحالي؟ علينا ان نفتح تحقيقا في كل الاحداث التي جرت في طرابلس، من حرض ومن جند ومن دفع ومن سلح، ولماذا لا يزالون في السجون الى اليوم؟".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك