اذا بعد ما نجح الحريري في رفع اتهامات التعطيل عنه، بتنا نرى تشنجا واضحا في العلاقة بين المكون الشيعي والتيار الوطني الحر. صحيح ان التشنج او رفض عون واضح لدى الرئيس نبيه بري بشكل لا لبس فيه ناهيك عن رأي بري الذي ابلغه لزواره في الساعات الاخيرة وفيه رفض قاطع لوصول عون الى بعبدا هناك ايضا نوع من التململ بدأ يظهر بين الحزب والتيار الوطني الحر اذ تتساءل مصادر كيف يمكن ان تشنّ حملات ضد العماد ميشال عون ونبش ملفات من التاريخ ووضع شروط تعجيزية عليه من دون موافقة الحزب.
في السياق عينه، تتساءل المصادر عن الموقف الايراني الاخير الداعم لوصول عون قائلة: هل هو لحرق عون عند السعوديين الذين لم يعطوا اصلا رأيا في الموضوع؟
في المعطيات:
تقول مصادر مطلعة على ملف الرئاسة وناشطة على خطه انه تبين من حركة الحريري انها فتحت الخيارات امام اكثر من مرشحين وباتت الاحتمالات كثيرة بمعنى ان الخيارات تعددت لتشمل اكثر من عون وفرنجيه، وما عزز فرضية المرشح الثالث كون بري لم يتمكن من تسويق سليمان فرنجيه لذلك بات محتم الذهاب الى خيار ثالث، والاسم الاوفر حظا هو اسم قائد الديش العماد جان قهوجي الذي تدعمه المؤسسة العسكرية ويحوز على موافقة مختلف القوى الساسية باستثناء التيار الوطني الحر.
واضافة الى تعدد الخيارات هناك خيار آخر يُبحث في الكواليس جديا الا وهو تقديم موعد الانتخابات النيابية على ان ينتخب المجلس الجديد رئيسا.
وبهذه الخطوة يكون مسعى لابعاد كأس الرئاسة عن عون لفترة طويلة.
وفي معلومات الـ ام تي في ان التسوية الرئاسية اليوم دونها عقبات كثيرة اذا علمنا مثلا ان بري يشترط للقاء عون ان يقبل التيار الوطني الحر بالمشاركة في جلسة تشريعية وان يعود وزراؤه الى الحكومة وان يعودوا الى طاولة الحوار، شروط متوقع ان يرفضها عون وهي بمثابة رسالة واضحة بأن بري لا يوافق عليه رئيسا.
وهذا بحسب المصادر يأخذنا الى موقف حزب الله الحقيقي. وهنا تتساءل المصادر المطلعة: هل من المقنع ان الحزب الذي يخوض حروبا اقليلية غير قادر على حل المشاكل بين حلفائه؟
هذا داخليا، اما خارجيا، فيجري الرئيس سعد الحريري الثلثاء لقاءات في العاصمة الروسية موسكو مع وزير الخارجية سيرغي لافروف اضافة الى شخصيات اخرى بعد ما اجرى سلسلة لقاءات في المملكة العربية السعودية فيما ليس هناك لغاية هذه الساعة اي مواعيد في تركيا. وقد وصفت مصادر الحريري لقاءاته الخارجية بأنها جولة لملاقاة المسعى الداخلي بمسعى اقليمي ودولي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك