يعتبر الفنانون أنّ الأغنيات هي جزء لا يتجزّأ منهم، فنراهم يبحثون دائماً عن أكثر الأعمال الفنية التي تشبههم وتعكس الروح التي يحملونها في داخلهم. وإذا كانت غالبية النجوم ترى أنّ الفنّ هو صورة عنها، فيغنّون للحبيب والصديق والأمّ والوالد ويقدّمون أغنياتهم بمشاعر عالية، فكيف تكون حالهم عندما يغنّون لأطفالهم؟
وإذا أردنا أن نعود بالزمن قليلاً، نجد بأنّ الغناء لطفل الفنّان بدأ مع الرحابنة في أغنية السيدة فيروز "يلّا تنام ريما" التي لا تزال تتردّد على شفاه جميع أمّهاتنا، ليعود من جديد قبل سنوات مع الفنانة نوال الزغبي التي قدّمت في العام 1999 أغنية خاصة بطفلتها البكر "تيا"، والتي نجحت بجذب أنظار الصحافة اللبنانية والعربية لأنّها كانت خطوة فريدة من نوعها، "يا تيا نوّرتي هالبيت، ما بعرف مدري شو حسّيت، لمّا شميتك وضميت متل اللي حالو لحالو ضمّ".
أمّا اليوم، فباتت هذه "الظاهرة" أكثر شيوعاً بين صفوف الفنانين، حتّى أنّها لم تعد مفاجئة أو نوعاً غنائياً جديداً لا بل أصبحت تحصيلاً حاصلاً بكلّ فنان أو فنانة يرزق بطفله الأوّل.
ومن بين الفنانين اللبنانيين الذين غنّوا لأطفالهم، نذكر الفنان ملحم زين الذي قدّم منذ 4 سنوات أغنية "يا حبيب بيّك" الخاصة بطفله "علي" والتي ضمّها الى ألبوم "ملحم زين 2012". ويقول مطلع الأغنية: "يا حبيب بيّك يا قلب إمّك يا علي يا علي".
وبدورها، تألّقت الفنانة نانسي عجرم بغنائها للأطفال إذ قدّمت عدداً من الأغنيات الخاصة بهم، ومن بينها أغنيتين لطفلتيها "إيلا" و"ميلا" وهما "حضّري لعبك" (ولو سألوا من جايي لعندك قولي إيلّا إختك)، و "يا ربّ تكبر ميلا" (غنّيت وشو غنّيت وما حسّيت إنّي قبل منّك كنت غنّي).
أمّا حديثاً، فتوجّهت الأنطار الى كل من الفنانتين كارول سماحة وميريام فارس، اللتين قدّمتا بدورهما أغنيات خاصة بأطفالهما.
وحملت الأغنية الخاصة بـ "تالا" طفلة سماحة اسمها، ولاقت رواجاً كبيراً منذ إطلاقها عبر موقع "يوتيوب" في تشرين الأوّل الفائت. وتقول الأغنية "جبنالا للحلوة هدية وحلمنا بعيدا، ونطرنا مجيتها وهيي تتدلّل وتزيدا".
ومن جهتها، أهدت فارس ابنها "جايدن" أغنية تحمل عنوان "غافي" وقدّمتها في أحد المهرجانات العربية وبكت أمام الآلاف، خصوصاً أنّ كلمات الأغنية تعبّر عن صدق مشاعرها تجاهه. ويقول مطلعها "غافي، حبيبي غافي، دخلك يا شفافي لا تحكي ولا حتّى كلمة بتوعّيه".
والجدير ذكره أنّ هذه الأغنيات تلقى نجاحاً واسعاً يكاد ينافس الأغنيات الرومانسية وغيرها من الأعمال التي يقدّمها هؤلاء الفنانين وغيرهم، ولعلّ سبب نجاحها يعود لعمق مشاعر الأداء التي يتمتّع بها الفنان عندما يهدي صوته لأغلى ما في عالمه.
وتشاهدون مرفقة أغنية السيدة فيروز من فيلم "بنت الحارس" الذي انطلق في العام 1968، حيث تغفو "ريما" على كتف أمّها ووقع صوتها العذب "يلّا تنام ريما، ويلّا يجيها النوم".
![عندما يغنّون لأطفالهم... يتألّقون ويبكون](https://imagescdn.mtv.com.lb/articles/160606101315115.jpg?width=533&quality=75)
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك