هناك من يريد أن يؤكّد لنا يوميّاً أنّنا نعيش في مزرعة لا في دولة مؤسّسات يحكم فيها القانون. عبد المنعم يوسف هو آخر من تبرّع لتذكيرنا بذلك.
اختار المدير العام لمؤسسة "أوجيرو" عبد المنعم يوسف الردّ على الإخبار الذي تمّ التقدّم به من قبل منظمة الشباب التقدمي في الحزب التقدمي الاشتراكي، والذي أُرفق بعددٍ كبير من الوثائق والمستندات، وسبقته وتبعته مجموعة من المقالات في الصحف والتقارير في وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة، وتتضمّن كلّها معلومات موثّقة عن مخالفات ارتكبها يوسف، بالإيعاز الى موظفي "أوجيرو" لتنظيم وقفات تضامنيّة معه.
آخر هذه الاعتصامات كانت اليوم في سنترال الميناء في الشمال وفي مركز زحلة حيث قام عددٌ من الموظفين برفع لافتات كُتب على إحداها "لبنان... عبد المنعم... خيرُ من فيه" وأرفقت العبارة التي حملت توقيع "قطاع شبكات البقاع"، بصورة للمدير العام، وكأنّ الرجل أصبح زعيماً سياسيّاً غير خاضعٍ لمحاسبة أو مساءلة. وحملت لافتة أخرى عبارة "ما استطاعوا قتلك بالسيوف، فأرادوا الإفتراء عليك بالحروف".
فإذا كان الردّ على اللجوء الى القضاء، وهو أرقى الوسائل، يكون بتنظيم التحرّكات والاعتصامات التي تعرقل أيضاً مصالح المواطنين، وإذا كان خيرُ من في لبنان أصبح عبد المنعم يوسف، فإنّ الأمر يصلح لأن يُصنّف في خانة نكتة آخر السنة. ألا يقال إنّ شرّ البليّة ما يضحك؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك