وصف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، خلال الإحتفال التكريمي في ذكرى اسبوع عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار، في مجمع شاهد التربوي، الشهيد القنطار بأنه "قائد ورمز"، شاكرا كل المعزين باستشهاده، وعزى "الحزب العربي الديمقراطي" برحيل النائب السابق علي عيد.
وقال: ان الصمود في السجن 30 عاما، أمر يعبر عن عمر مليء بالصبر والتحدي والقوة والتحمل، وهذه ميزة سمير، ولن ترى في وجه سمير إلا الصمود والصبر والتحمل، وعدم التراجع والمساومة والخضوع، لا يضعف أمام سجانيه، ولا أمام سنوات السجن الطويلة، ولا يتاجر ولا ييأس، حتى أصبح بحق عميد الأسرى اللبنانيين والعرب في السجون الإسرائيلية".
أضاف: "تميز بالحيوية حتى في سنوات السجن، دون أن يشعر بالملل، سمير كان مدرسة بالعلم والدراسة، ببذل الجهد داخل السجون، برفع معنويات الأسرى ومخاطبة الفلسطينيين والشعوب والمجاهدين وتحريضهم وتعبئتهم ودعوتهم للصبر من موقعه كصابر، وإلى الصمود. بياناته واتصالاته كانت تعبر عنه. كان ينبض بالحيوية والنشاط، ولم يتعب أو يتكاسل. والموقف الأهم في كل السنوات الماضية التي ترك خلالها، فيّ وفي إخواني، أثرا عظيما من الناحية الروحية والأخلاقية، هي عندما كنا نفاوض على تبادل الأسرى والمعتقلين بعد العام 2000. منذ اليوم الاول من المفاوضات حتى آخر يوم، كانت المشكلة باسم سمير القنطار، حيث كان الإسرائيلي يقول للوسيط الألماني مستحيل اتمام صفقة التبادل بسمير القنطار. أكملنا بالمفاوضات، وأمامنا التزام أخلاقي ومعنوي. فإما ان نترك سمير بالسجن او البحث عن مخرج آخر، وكنا بحالة صعبة لأن لدينا التزاما بإخراج سمير القنطار، والذي أخرج الموقف من هذا الإلتزام هو نفسه سمير القنطار، الذي أحلنا من هذا الإلتزام الأخلاقي، حيث قال: لا مشكلة عندي سأبقى، فليخرج الأخوة إلى الحرية وبعدها نرى ما يمكن أن يحدث".
وتابع: "أصر على مواصلة الطريق. بعد خروجه من السجن، كان يستطيع سمير القنطار أن يقول لقد أديت قسطي للعلى، لكن هو لم يفعل ذلك، بل بقي وفيا للمقاومة. وقد قلت له ان لك ركزية معينة، وأتت بسجنك 30 سنة، وتستطيع ان تمارس دورا مهما جدا، فرد عليي: أريد أن اكون مقاوما مقاتلا، ليس بالكلمة انما بالفعل الميداني".
وتناول نصرالله مسيرة القنطار وصولا لتأسيس حركة مقاومة سورية شعبية على حدود الجولان، وقال: "كنت شخصيا مع الاخوة أتابع التطورات الحثيثة على المستوى الأمني، لكل ما يتصل بتلك الجبهة. كنا نشاهد ردة الفعل الإسرائيلية، أمام أي تطور يحدث في الجبهة. عندما يتحدث الإسرائيلي عن الجولان، يحاول أن يقول ان ليس هناك أي مقاومة، لكونه لا يعترف بالمقاومة، فكل من يقاتل اسرائيل في نظر اسرائيلي هو عميل ايراني، ما كان يجري هناك هو ارادة سورية، لذلك كانت جريمة سمير القنطار، كان ذنبه كبيرا إلى حد تجاوز فيه العدو الإسرائيلي كل الضوابط، ويقوم بقصف جرمانا، بريف دمشف في مبنى سكني، ليقتل سمير والذين كانوا معه. البعض يقول انه يمكن ان يكون الإسرائيلي قد دخل بتقدير خاطئ بالعملية، هو يعتقد ان حزب الله لن يأخذ المستوى إلى هذا الحد، الأمر قد يختلف عن شهداء آخرين، الإسرائيلي لا يفهم عقليتنا وانتمائنا، الإسرائيلي يتصرف على قاعدة ان هذا ملف حساس جدا لا يستطيع التهاون فيه".
أضاف: "العنوان الأخير لصفات القنطار، هو الأمل، بتحرير فلسطين، الأمل بالعودة إلى فلسطين، الثقة المفرطة عند سمير بزوال اسرائيل من الوجود، وهو قلب المعركة وحقيقتها".
وأكد نصرالله أن الرد على اغتيال الشهيد سمير القنطار قادم لا محال، مشيرا الى انه "على الاسرائيليين أن يقلقوا عند الحدود وفي الداخل وفي الخارج والتهويل علينا كما حصل في الايام القليلة الماضية لن يجدي نفعا"، مضيفا: "نحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا من قبل الصهاينة في أي مكان في هذا العالم والمسألة أصبحت في يد المؤتمنين الحقيقيين على دماء الشهداء ومن نصون بهم الارض والعرض وهذه معركة مفتوحة أساسا مع العدو ولم ولن تغلق في يوم من الايام".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك