شدد رئيس أسقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر على ان "الاحترام الذي يكنه أحدنا للآخر في حياتنا الوطنية والإنسانية يجب أن يبقى قاعدة راسخة من قواعد سلوكنا مشيرا إلى أن المسيح الذي هو الحق يبارك مساعينا إذا ما أردنا أن نحفظ حقوق كل طائفة فلا تشعر أي منها بالغبن ولا بالتهميش أو بالاختزال.
مطر وفي عظته خلال قداس الميلاد لفت إلى أن "كل إصلاح سيكون عندنا مشروعا إذا سلك هذا المنحى وإذا ما أرسى العيش الوطني على الشراكة الحقيقية وغير المنقوصة في الحكم وفي الحياة, لكن طفل المغارة يقول لنا أيضا: أن لا خلاص لنا دون أن نجتمع على الحب المتبادل والثقة الراسخة في العقول وفي القلوب، ودون أن يضمنا بالنهاية مصير واحد. فلندرك إدراكا واعيا أن لا قيمة لوطننا ولا لطوائفنا في ميزان الحضارة وفي مصير الأمم ما لم نكن وطنا واحدا وشعبا مقيما على المودة والصفاء, فليكن فيكم من الحب أيها اللبنانيون بعضكم حيال بعض ما في المسيح صاحب العيد، فالحفاظ على تنوعكم وعلى وحدتكم معا هو الطريق الذي لا طريق غيره لإنقاذ لبنان".
مطر أوضح أن "الدين رحمة وكلنا من طينة واحدة جبلنا، فلندع الله يرعى نفوسنا الرعاية الحقة، وليكن لنا ديانا وحده فلا ننبري بعضنا لبعض مكانه ديانين. ولنعرف أن المذاهب ما كانت أصلا سوى طرق تؤدي إلى الله فلا نجعلن منها متاريس تقام داخل الأفكار والقلوب قبل أن تقام في جوانب الساحات. وإذا أردنا تطورا في حياتنا أو تقدما حقيقيا فليكن محكوما بمزيد من الإنسانية وليس بتنقيص منها، وبمزيد من الوحدة المتضامنة وليس بالتفريط بها ولا بتمزيقها".
وأضاف: "طفل المغارة المتواضع هو الأقوى بحبه الناس وبتحريره إياهم من كل نزوة تؤدي إلى ابتلاعهم في لجة الغرق والموت".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك