اتهمت مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي "حزب الله" بتصعيد ما وصفته بنشاطه العنيف في جنوب لبنان مؤخرا واشارت الى أن هذا التصعيد يأتي على خلفية تأزم الأوضاع في سوريا والاحتجاجات ضد النظام فيها، وأضافت المصادر ان الجيش الإسرائيلي قلق من وصول أسلحة متطورة بحوزة سوريا إلى "حزب الله".
واشارت صحيفة "هآرتس" الى إن إسرائيل قلقة من تصاعد "الأنشطة العنيفة" لحزب الله في جنوب لبنان وأن جهاز الأمن الإسرائيلي يشارك التقديرات الفرنسية بأن الحزب مسؤول عن هجمات تم تنفيذها مؤخرا ضد قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.
وتابعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يدقق في احتمال أن "حزب الله" ضالع في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على شمال إسرائيل في حالتين خلال الشهر الماضي حيث سقطت ثلاثة صواريخ في شمال إسرائيل وأنه خلال الشهر الحالي سقط صاروخ في جنوب لبنان، كان موجها لإسرائيل، وأسفر عن إصابة سيدة لبنانية.
واضافت الصحيفة أن هذه الأحداث من شأنها أن تدل على حدوث تغيّر في سياسة "حزب الله" على خلفية "الضائقة" التي يواجهها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
رغم ذلك أشارت الصحيفة إلى أن حزب الله تعمد بشكل كبير منذ نهاية حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 الامتناع عن الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل على طول الحدود الإسرائيلية - اللبنانية.
كذلك أشارت إلى أن "حزب الله" امتنع عادة عن الاصطدام مع قوات اليونيفيل في جنوب لبنان لكن إسرائيل تتهم "حزب الله" بمواصلة نشاطه المسلح في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني وأنه يخرق بذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر في نهاية حرب لبنان الثانية ويحظر على الحزب القيام بأية أنشطة عسكرية في جنوب لبنان.
وكانت عبوة ناسفة انفجرت قرب دورية تابعة للكتيبة الفرنسية في اليونيفيل في مدينة صور قبل أسبوعين وأسفرت عن إصابة ستة جنود، وقالت "هآرتس" إن هذا الانفجار الثالث من نوعه منذ تموز/يوليو الماضي.
وفي أعقاب ذلك صرح وزير الخارجية الفرنسي ألن جوبيه بأن "لدينا سببا لأن نؤمن بأن الهجمات جاءت من سوريا لكن ليس لدينا دليلا صلبا على ذلك" لكن الوزير الفرنسي قال إن حزب الله ضالع في هذه الهجمات ووصفه بأنه "ذراع سوريا العسكري في لبنان".
ونقلت "هآرتس" عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن تقديرات جوبيه صحيحة وأن حزب الله يسعى إلى ردع قوات اليونيفيل وخصوصا الكتيبة الفرنسية لمنعها من مراقبة أنشطة حزب الله في الجنوب اللبناني.
ورجحت المصادر الإسرائيلية أن الهجمات ضد اليونيفيل نفذتها فصائل مسلحة صغيرة من أجل عدم الربط بين الهجمات وحزب الله.
وحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية فإن "حزب الله" يواجه حرجا كبيرا، من جهة ان نظام الأسد في طريقه إلى الانهيار ومن الجهة الأخرى ان إيران تضطر إلى تقليص المساعدات الاقتصادية للحزب بسبب الأضرار التي ألحقتها العقوبات الدولية، وفي وضع كهذا حزب الله قد يخطئ ويعمل بشكل يؤدي إلى تورطه".
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن ضباط في الجيش الإسرائيلي عبروا عن قلقهم من وصول أسلحة متطورة موجودة بحوزة الجيش السوري إلى "حزب الله" وخصوصا صواريخ أرض - أرض وأرض - بحر متطورة التي تهدد البوارج الحربية الإسرائيلية وصاروخ "ياخونت" الروسي المضاد للطائرات، الذي يهدد انتهاكات الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية.
وأضاف الضباط الإسرائيليون أن "تقييماتنا هي أنه عندما تسود حالة عدم استقرار، مع الأسد أو بدونه، فإن احتمالات اشتعال المنطقة يتزايد، ونتيجة لذلك فإن الجيش الإسرائيلي يتعامل مع التدريبات التي يجريها الجيش السوري بجدية كبيرة".
وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء عيدو نحوشتان خلال لقاء مع المراسلين العسكريين أمس إن إسرائيل تتابع وتجمع معلومات استخبارية حول الأحداث في سوريا "ولا شك في أن الجبهة الشمالية غير مستقرة وما يحدث هناك يوميا يجعلنا ندقق في الوضع مجددا واتخاذ قرارات تنتج عن هذا الوضع
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك