على وقع استمرار "الطخّ" على بلدة عرسال البقاعية، عاش اللبنانيون ساعات لا يُحسدون عليها أبداً على ما أكد وزير بارز لـ"المستقبل". وفي رأي أوساط مطلعة فإن كلام وزير الدفاع فايز غصن عن مجموعات من "القاعدة" في عرسال "يوحي وكأن هناك ما يحضر للبلدة البقاعية على خلفية دعمها علانية للثورة السورية، وبسبب انتمائها السياسي".
فقد استمرت الحملة التي أطلقها وزير الدفاع لليوم الثاني على التوالي، إذ أشار مصدر حكومي إلى أن "أجهزة أمنية عرضت خلال اجتماع أمني برئاسة ميقاتي قبل أسابيع معطيات عن دخول عناصر من القاعدة من عرسال إلى سوريا تحت شعار أنهم من المعارضة السورية".
كما أنّ غصن، أثار الموضوع في مجلس الوزراء، مجدداً القول أن هناك "قاعدة" في عرسال، فرد وزير الدولة نقولا فتوش بتأكيد هذا الموضوع وقال: نعم وهم يحضرون لأعمال إرهابية في المنطقة، فحصل نقاش واقتُرح أن يتخذ الجيش إجراءاته لضمان الأمن والاستقرار في البلدة، بحسب ما قالت مصادر وزارية، والتي أشارت إلى أن "الرئيس سليمان تدخل وقال: لا نستطيع إقحام الجيش في كل شيء، هذا لا يجوز، ولكن إذا قيادة الجيش قالت أنها مع الإجراءات، فلا مانع ونؤيد".
وفي هذا السياق، قالت أوساط سياسية لـ"المستقبل" "أن هذه المسرحية هي تنفيذ لما يريده النظام السوري من هذه الحكومة، التي عليها أن تقمع كل من يجاهر برفضه للمجازر التي تقوم بها شبيحة النظام، وعرسال هي أوّل هدف لأسباب عدة، فهي قريبة من الحدود وتحتضن كل المعارضين الفارين من القمع والقتل، وهي مؤيدة للرئيس سعد الحريري الذي أعلن مراراً وقوفه مع الثوار في سوريا، وبالتالي الحكومة توجه عبر عرسال رسالة سورية إلى الحريري بأن النظام لديه من الأدوات ما تكفي لتقمع من يؤيده".
وفي رأي أكثر من مراقب أن "وضع عرسال كداعمة للقاعدة هدفه تبرير أي عمل قد تُقدم عليه الحكومة في المقبل من الأيام، وبالتالي هناك من يريد القول إن مخيم نهر البارد سيتكرّر، فإن لم تنجح محاولات جند الشام في جرّ حركة فتح إلى إشعال مخيم عين الحلوة، هناك الكثير يستطيع القيام به النظام السوري في الداخل اللبناني".
ويبدو أن ما قاله وزير الدفاع يؤسس "لشيء ما" يُحضّر لهذه البلدة كما قال عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح، الذي طالب وزير الدفاع بالكشف عن هذه المعطيات (أن هناك مجموعات من القاعدة تدخل إلى البلدة تحت غطاء المعارضة السورية)، محذراً من أن "هناك جهة ما تحاول زج الجيش اللبناني في مواجهة مع اهالي عرسال".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك