تستكمل قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي الجديدة برئاسة أمين السر العام ظافر ناصر، جولتها التعارفية العابرة للمحاور المتخاصمة. تستمع إلى خطابات متناقضة وطروحات متباينة. تستقي منها ما يناسب أجندتها للمرحلة المقبلة، وتهمل ما تبقى من أفكار نافرة تُلقى على طاولة النقاش.
بيدها «فيزا» الحوار التي تسمح لها بعبور حواجز الخلافات بين الفريقين الخصمين، وتحاول الترويج لها في مقار الأحزاب التي تلتقيها، أياً يكن تصنيفها، علماً بأن هذا التوصيف لا يؤخّر أو يقدّم في المقاربة الجنبلاطية، التي تضع مسافة، تكاد تكون متساوية، بين هذه القوى، وإن كانت شريكة مع احداها، وفي مرمى اعتراض الأخرى.
بين «القوات» و«المردة» مسافات كبيرة من الخلافات المثقلة بصراع الماضي، خصومة الحاضر ونزاع المستقبل، ولكن «الاشتراكي» قادر على عبورها بأقل من أربع وعشرين ساعة. يتنقّل بين المتراسيْن بخّفة الموقع الوسطي الذي اختاره سيّد المختارة لنفسه. بالأمس كان وفد «التقدمي» في معراب بضيافة وفد «قواتي» برئاسة الأمين العام عماد واكيم، تبعها لقاء في السوديكو مع حزب الوطنيين الأحرار، على أن يكون اليوم في حضرة «تيار المردة» في مقره في بعبدا.
العناوين نفسها تنسحب على اللقاءات جميعها، بدءاً من المحكمة الدولية والاستقرار الداخلي وصولاً إلى قانون الانتخابات النيابية. في المسألة الأولى، أبدى الفريق الضيف إيجابية تجاه خطوة الحكومة بإقرار بند تمويل المحكمة الدولية. أما بالنسبة للتواصل بين القوى السياسية، فقد أبدى وفد «القوات» تأييده للمبدأ الحواري على مستوى ثنائي، إذا كان متعذراً إعادة إحياء طاولة الحوار الوطني.
كما كان الملف الانتخابي على طاولة الفريقين، من زاوية القانون الذي سيرعى العملية الانتخابية، وذلك بمبادرة من القيادة القواتية التي حاولت استيضاح موقف ضيوفها من المشروع المقترح من وزارة الداخلية. وإذا كانت مواقف الفريقين من قانون الانتخابات معروفة، فإن البحث لم يصل بينهما إلى مرتبة التحالفات الانتخابية المرتقبة.
عقب اللقاء، أشار ناصر الى «ان العلاقة مع حزب «القوات» غير مستجدة ولو ان هذا اللقاء أتى بعد فترة من التباعد السياسي وقد جددنا التأكيد على ان الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة كل المشاكل بين اللبنانيين ولاسيما في هذه المرحلة التي يمر فيها البلد، بكثير من التوترات والتشنجات في ظل التغيرات والتحولات في المنطقة وتداعياتها على لبنان». وشدد على «وجوب صون الوحدة الوطنية اللبنانية الداخلية في وجه هذه التداعيات المرتقبة لتأمين مصلحة جميع اللبنانيين».
ولم يستبعد واكيم أن «يكون هذا اللقاء مقدمة للقاءات ثنائية على مستوى الصف الأول لقيادة الحزبين ولاسيما ان لبنان يمر في أزمة تتطلب الحوار والتواصل للوصول الى القواسم المشتركة وبناء الدولة اللبنانية».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك