اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تعليقاً على إقفال معمل الزهراني الكهربائي، أن "ما حصل جاء ليثبت مجدّداً أن السلطة في لبنان هي خارج الدولة، وأنّ تداعيات هذه المسألة لم تعد تتعلق حصراً بمصادرة القرار اللبناني على المستوى الاستراتيجي وما قد تخلفه هذه المصادرة من أخطار على لبنان، إنما وجود سلطة خارج الدولة بات يعطل حياة المواطنين وينعكس سلباً على معيشتهم واقتصادهم واستقرارهم ويهدد نمط عيشهم، وذلك لسبب بسيط لأن سلطة الأمر الواقع تتصرف تبعاً لمصالحها وأهدافها وأولوياتها ومآربها وليس تبعاً للدستور والقوانين المرعية الإجراء".
ولاحظ جعجع في حديث لـ "الجمهورية" أنّ "ما حصل في الزهراني يشكل جزءاً لا يتجزأ من أحداث متنقلة من لاسا وترشيش إلى العمليات الحربية التي طالت وادي خالد والاختراقات المتكررة للحدود، وصولاً إلى إلغاء الحكومة اللبنانية وجود لبنان على الساحتين العربية والدولية، إذ لا تعير أيّ اهتمام لحدود لبنان الجغرافية السيادية، كما لموقف لبنان السياسي السيادي تبعاً لدوره التاريخي ومصالحه، فضلاً عن تحول وزير خارجيتها وزير خارجية سوريا".
وأضاف: أن "كل هذه الأحداث تعطي صورة دقيقة جدّا عما آل إليه الواقع اللبناني في ظل هذه الحكومة"، مبدياً استنكاره وأسفه الشديدين "للتسوية التي حصلت في معمل الزهراني والتي تمثل خضوعاً لشروط أولياء الأمر، أي "حزب الله"، كذلك أسف لـ" تعريض مصالح اللبنانيين لأكثر من 48 ساعة من دون فتح تحقيق أو توقيف أي شخص، بينما إقدام طلاب جامعيين على إطلاق المفرقعات تعبيراً عن فرحتهم بفوزهم في الانتخابات الطالبية وصل إلى حد توقيف اثنين منهم".
ودعا جعجع إلى "إسقاط الحكومة كونها لا تعطي أي اهمية لسيادة لبنان واستقلاله وحرية شعبه، كما لا تعطي أهمية للقمة عيش المواطنين ولا لمستقبلهم الاقتصادي والمعيشي، ومجرد أن تربط مصيرها بمصير "حزب الله" والنظام السوري تكون عنوانا لعدم الاستقرار والثقة، ولذلك دعوت منذ البداية إلى استقالتها، خصوصا أن استمرارها كل لحظة إضافية يشكل خسارة كبرى للبنان وللمواطن اللبناني، وقد أثبتت الأشهر المنصرمة عجزها عن القيام بأيّ عمل على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا بل إن أعمالها تضر بلبنان ومصالح اللبنانيين".
وسئل جعجع هل بات إسقاط الحكومة أولوية بعد تحولها "حكومة سوريا ولبنان"؟ فأجاب: "إنّها حكومة سوريا في الأصل والأساس، وحكومة لبنان هامشيّاً وثانويّاً، لأنّ مصالح لبنان لا تؤخذ في الاعتبار". وتساءل: "أين مصلحة لبنان في مواجهة 19 دولة عربية؟ وأين مصلحة لبنان في أن يتعطل معمل الزهراني وأن يفرض أولياء الأمر خطة على قياس مصالحهم؟".
ولفت إلى "أن الشيء الوحيد الذي يعتبر في الاتجاه الصحيح هو تمويل المحكمة الدولية، ولكن بالطريقة التي حصل فيها تمّ إفراغه من مضمونه ومحتواه، لأنه تم تصوير الموافقة على التمويل بأنها نتيجة "العصا التي على رأسهم"، لا قناعة ولا إيماناً بالمحكمة وما تمثله، أي على قاعدة "مكره أخاك لا بطل"، كما يحاولون مقايضة التمويل بمواضيع جانبية لتفريغ هذا التمويل من أي مضمون".
ووصف واقع الأكثرية بأنها "في حال انفصام في الشخصية، أي في حال اعتبارهم التمويل مخالفة كما جاء على لسان أكثر من وزير ومسؤول في هذا الفريق، فلماذا لا يقرنون القول بالفعل ويستقيلون من الحكومة؟"
وتمنى جعجع على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي "ان لا يرضخا للمقايضة التي وضعها السيد نصرالله وتحديداً في مسألة التعيينات إرضاء لبعض الأطراف، أو في محاولة لإسكاتهم عن "صفقة التمويل"، لأن بذلك تُرتكَب أشنع الجرائم بحق اللبنانيين عبر إجراء تعيينات مخالفة للقوانين وخارج المواصفات والمعايير المطلوبة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك