لم ينم لبنانيّون كثيرون ليلتَي الجمعة والسبت بهدوء. السبب إطلاق الرصاص والمفرقعات الناريّة في مناطق كثيرة احتفالاً بنجاح تلامذة في شهادة "البريفيه". حصل ذلك بعد أيّامٍ قليلة على وفاة طفل برصاص طائش حزينٍ هذه المرّة.
رصاص الحزن والبهجة يتساوان في الأذيّة التي قد تبلغ حدّ القتل، والأمثلة كثيرة والضحايا كثيرون وأشباه البشر الذين يطلقون النار أكثر ممّا كنّا نظنّ.
وفي الأمس أصيب الشاب مصطفى ميقاتي (مواليد العام 1994)، من بلدة القرقف العكّاريّة أثناء مروره في بلدة ببنين برصاصة طائشة، استقرّت في رقبته وجرى إسعافه مباشرة إلى المركز الصحي في ببنين حيث تلقى العلاج اللازم.
لسنا ندري إذا كان مطلق النار مبتهجاً أو غاضباً. ما ندركه جيّداً أنّه ينتمي الى فصيلة ثالثة من غير البشر والحيوانات، وما ندركه أيضاً أنّ هذه الدولة، إن كانت بعد تصحّ التسمية، ليست قادرة إلا على فرض النظام على مساحةٍ من أراضيها، بينما يُستباح القانون على المساحة المبتقية ويُطلق نارٌ ويُقتل طفلٌ ويصابُ شابٌ وما من موقوفٍ واحد، ولا من يحاسبون ولا من يحزنون...
في الأمس القريب، حضرت دوريّة من استخبارات الجيش وأخرى من "المعلومات" وثالثة من "الاستقصاء" وعناصر من المخفر، ومثلهم من شرطة البلديّة وتجمّعوا بالقرب من منزلي، فظنّ كثيرون، وكاتب هذه السطور منهم، أنّ خليّة إرهابيّة نائمة في أحد منازل الأبنية المجاورة واختارت "الأجهزة" كلّها أن تداهمها قبل أن تستفيق لترتكب عملاً إرهابيّاً. كان ذلك قبل أن نكتشف أنّ الأمر يتعلّق بخلافٍ كلاميّ بين جارين على موقف سيّارة.
بعض الدولة، كما بعض الرصاص، طائش...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك