سأدخل فوراً في صلب الموضوع. ربما ستوصف هذه السطور بالعنصريّة. صراحةً لا آبه بذلك. بل إذا وددت الصراحة لقلت إنّني أشمئزّ من حاملي لواء الدفاع المستميت وغير المبرّر في الكثير من الأحيان عن السوريّين في لبنان. إذا كان الواحد منّا استقبل في منزلٍ لا تتجاوز مساحته المئة متر مربع ضيوفاً بالعشرات، وجاع منه من جاع وعطش من عطش، وغلب بعضهم النعاس فنام على أسرّة أصحاب البيت، وازدحم بعضهم الآخر على باب الحمّام ينتظرون الداخل إليه ليخرج فيدخلون، وراحوا يضيئون الأنوار كلّها ويهتفون بصوتٍ مرتفع... فهل يحقّ للمضيف أن ينزعج من ذلك كلّه؟
الجواب إيجابي بالتأكيد. هذه حالنا بالتحديد في لبنان مع اللاجئين السوريّين.
ربما يكون الرقم مليوناً، أو يقترب من المليونين أو ما بينهما، إلا أنّه كبير جدّاً في الأحوال كلّها. في حال أضفنا عدد اللاجئين السوريّين، الى العمّال من الجنسيّة نفسها ومعهم الفلسطينّيين والمواطنين من الجنسيّات الأخرى الذين يشرّع لهم لبنان أبوابه في أسوأ سياسة استقبال مهاجرين معتمدة في العالم، لبات العدد قريباً جدّاً من أن يتساوى مع عدد اللبنانيّين المقيمين. من هنا، بات الكلام عن عنصريّة، وليعذرني البعض، من "ضروب الهبل" أو الإقدام على الانتحار عن سابق تصوّر وتصميم.
إن الحكومة مطالبة بأكثر من بيانات الإنشاء وبما هو أفعل من إحصاء الأعداد والإشارة الى الخرائط الملوّنة المرفقة بأعداد اللاجئين في كلّ منطقة. على الحكومة أن تقول للاجئين: عودوا الى بلادكم إذا سمحتم لأنّ لبنان لم يعد باستطاعته أن يتحمّل تبعات بقائكم فيه، وأن يترجم هذا القول بأفعالٍ عمليّة وفق خطة مدروسة هدفها تقليص عدد اللاجئين شهراً بعد آخر.
يكفي أنّ معدل الجريمة ارتفع، والأثر البيئي ازداد بشكلٍ مريب، واستهلاك الكهرباء والمياه ارتفع أيضاً، الى ما هنالك من نتائج سلبيّة ناتجة عن اللجوء غير المنظّم للسوريّين.
خلاصة ما سبق عبارة: شكراً لزيارتكم، ولكن آن أوان الرحيل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك