أبدى عضو كتلة حزب الكتائب النائب ايلي ماروني أسفه لاستمرار قضية العسكريين المخطوفين دون التوصل إلى حل يضع حدا لهذه القضية المأساوية، مثنيا على الجهود التي تبذل من قبل الحكومة والمساعي التي يقوم بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع المسؤولين القطريين والأتراك، ورأى أن المساعي المبذولة تجاه هذه القضية غير كافية ولا بد للحكومة من استعمال أوراق القوة التي تملكها في هذا الملف، مطالبا بالإسراع بمحاكمة الموقوفين في سجن رومية وإطلاق سراح من أمضى العقوبة وتنفيذ الأحكام التي صدرت بحق البعض منهم، داعيا إلى إنقاذ حياة العسكريين المخطوفين بأي ثمن مع الحفاظ على هيبة الدولة وهيبة القضاء.
واستبعد النائب ماروني في تصريح لـ «الأنباء» التوصل إلى حل قريب لمسألة العسكريين المخطوفين ولفت إلى إجراءات أخرى بإمكان الأجهزة الأمنية والحكومة القيام بها للإفراج عنهم كالضغط بموضوع النازحين إذا كان الإرهابيون حريصين على أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان من أجل إطلاق سراح العسكريين.
ودعا النائب ماروني إلى معالجة ملف النازحين السوريين مع الجهات الدولية بمسؤولية وجدية أكبر، لأن لبنان بات يئن تحت أعباء ليس بمقدوره تحملها، لاسيما الاقتصادية منها والأمنية، مشيرا إلى سوء التقدير من الحكومة السابقة التي أوصلت إلى هذا العدد الكبير من النازحين، معتبرا ملف النزوح قضية إنسانية بالدرجة الأولي، داعيا إلى نقل النازحين إلى ما وراء الحدود اللبنانية – السورية وإقامة مخيمات لهم بحماية أمنية من الأمم المتحدة لمنع طائرات النظام من قتلهم.
وعن الوضع الميداني في بلدة عرسال والإجراءات التي قام بها الجيش من خلال مداهمات مخيمات النازحين، رأى النائب ماروني أن المطلوب من الجيش الكثير، وهو بدوره يطلب المزيد من الدعم بالعديد والعتاد، مشددا على أن الجيش يحتاج إلى الالتفاف حوله والى القرار السياسي الموحد والحازم.
وأكد ماروني أننا لا نملك إلا المطالبة من الحكومة ومن القوى السياسية المختلفة إعطاء الجيش كل الدعم للالتفاف حول الوضع في عرسال وحسمه عسكريا، ولو أدى الأمر إلى ما يؤدي إليه، مشيرا إلى أن أي معركة يقوم بها الجيش يزيد اللحمة من حوله، لأن واجبه الحفاظ على السيادة اللبنانية، وهو أثبت أنه قادر على القيام بدوره، ورأى أنه على المجتمع الدولي حماية لبنان من الإرهاب الذي ينمو وبات يهدد بالدخول إلى بيروت، ورأى أن سقوط أي منطقة لبنانية معنى ذلك أن الإرهاب قادر على التمدد والانتشار في كل لبنان.
وتوقف النائب ماروني عند مشروع الدولة الإسلامية الذي يمتد من العراق الى بلاد الشام، مؤكدا ان هذا المشروع قائم بغض النظر عن تدخل حزب الله في القتال في سورية، لافتا الى ان تدخل الحزب زاد من أحقاد الداعشيين الذين يقتلون المسيحيين والسنة والشيعة، موضحا انه تحاور في هذا الموضوع مع مسؤولين في حزب الله وكان لكل منا وجهة نظره.
واوضح ان لبنان منقسم حيال هذا الموضوع بين من يرى ان تدخل الحزب أوقف تدفق الداعشيين الى لبنان ورأي يقول لولا تدخل حزب الله في سورية لما وصلنا الى ما وصلنا إليه، مؤكدا انه رغم تدخل الحزب فإن داعش وصل الى لبنان ما يعني ان هذا التدخل لم يكن مفيدا.
من جهة ثانية، وفي سياق متصل بالاستحقاق الرئاسي، أكد النائب ماروني انه لا جهات إقليمية او دولية تمنع اللبنانيين من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لافتا الى ان التذرع بالضغوطات الإقليمية والدولية هو كذب، مشيرا الى ان ما يمنع انتخاب رئيس هي الأنانية السياسية التي تقول انا أو لا أحد، كاشفا عما نقله له احد النواب من فريق 8 آذار كان التقى النائب ميشال عون قبل فترة وقال له «ألا تعتقد انه حان الوقت لتنتقل الى صانع الرؤساء لأنك سوف لن تكون المرشح الذي سيصل الى مكانه» أجابه عون: «أنا سأستمر في لعب دور قاتل الرؤساء».
ورأى ماروني ان عون لا يريد ان يصل سواه الى الرئاسة، مناشدا ضميره إنقاذ لبنان الذي هو كالجسم بلا رأس، متوقعا ان تطول فترة الشغور في موقع الرئاسة الأولى، مستبعدا إنجاز الاستحقاق الرئاسي خلال الشهرين المقبلين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك