رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح ان ما يشاع اليوم بأن المسيحيين في لبنان والمنطقة مهددون وبحاجة الى حماية ناتج عن سوء تقدير لتاريخهم ومكانتهم ودورهم من جهة، وعن محاولات يائسة لترويعهم بهدف حملهم على الوقوف الى جانب أنظمة هي نفسها عملت لسنين طويلة على إلغائهم من جهة ثانية.
واعتبر في حديث لصحيفة "الأنباء" أن للجانب السوري وحلفائه أن يُطلقوا ما يشاؤون من إشاعات وتهويلات إنما على العقلاء أن يتذكروا أن المسيحيين هم من أساس تكوين لبنان والتاريخ سجل لهم ريادتهم في حماية الديمقراطية والحريات العامة فيه، وخاضوا حربا أهلية طويلة تحت عنوان حماية الدولة والانسان فيها، معتبرا بالتالي ان المجتمع المسيحي سواء في لبنان أو أينما وجد في المشرق العربي مجتمع يتفاعل مع شركائه في الوطن وهو بالتالي عنصر حماية للبنان وليس بحاجة الى حماية الآخرين له.
ولفت النائب الجراح الى أن "المسيحيين ليسوا أقليات في المنطقة الشرق أوسطية، وذلك لاعتباره ان المسألة ليست مسألة أعداد وأرقام انما هي مسألة دور وحضور وتفاعل، خصوصا ان بكركي لعبت عبر التاريخ ومن خلال ثوابتها ونهجها الوطني الدور الابرز في صناعة الاستقلال اللبناني، وكانت لها صولات وجولات في الدفاع عن الحياة الديمقراطية وحرية الفرد، وهي التي تحدت الأمر الواقع عبر تأسيسها أثناء حكم الوصاية "لقاء قرنة شهوان" ورفعت شعار السيادة والحرية والاستقلال، وطالبت بخروج الجيش السوري من الاراضي اللبنانية".
وسال الجراح مقابل ما تقدم كيف يمكن لنظام قمعي أن يحمي الاقليات سواء لديه أم في لبنان أم في المنطقة في وقت أثبت ويثبت فيه عجزه حتى عن حماية الاكثريات فيها، وكيف يمكن لنظام ان يتحول حاميا للمسيحيين وهو الذي كلل تاريخ وجوده عسكريا على الاراضي اللبنانية وعلى مدى 30 سنة بالتنكيل بهم قتلا وسجنا واعتقالا وإلغاء وإبعادا وتهميشا، لاسيما أن ما تعرضت له القيادات المسيحية كالرئيسين أمين الجميل ورينيه معوض والدكتور جعجع والعماد عون من قتل ونفي واعتقال لإلغاء أصواتهم خير نموذج عن ممارساته الالغائية للمسيحيين في لبنان.
ولفت النائب الجراح الى ان "البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اصبح رمزا للأرزة اللبنانية وعنوانا وطنيا عريضا للاستقلال والحرية، معتبرا أن كلامه خلال ذكرى شهداء "القوات اللبنانية" وبالرغم من اقتضابه كان الخطاب الاطول في تاريخ لبنان والأكثر تعبيرا، إذ لامس مضمونه حد الكمال في توصيف واقع الحال اللبناني، حيث اقتصر على تمنيه بأن "ينعم اللبنانيون بمستقبل أفضل من الايام الحالية البائسة".
وأعرب النائب الجراح عن أسفه لكلام مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق الذي أكد فيه أن الحزب مستمر في التسلح لمضاعفة إمكانياته العسكرية، معتبرا أن هذا الكلام ان أكد شيئا فهو يؤكد وجود قرار لدى "حزب الله" بإبقاء سلاحه خارج إطار الشرعية اللبنانية وإبقاء دويلته خارج سلطة الدولة ومقيدة لمؤسساتها الدستورية، مؤكدا من جهة أخرى أن قوى "14 آذار" ستستمر في دعوة "حزب الله" الى تسليم سلاحه للمؤسسة العسكرية لأن الوضع اللبناني لن يستقيم في ظل وجود سلاح معتقل لقرار الحرب والسلم ومستقل عن إرادة قيادة الجيش والشرعية.
وختم النائب الجراح لافتا الى أن "دعوة جعجع لـ "حزب الله" في ذكرى شهداء "القوات اللبنانية" للمجيء الى حيث تجرأ الآخرون تحتوي على دقة وبلاغة في التعبير، وذلك لاعتباره أن قرار تسليم "القوات اللبنانية" لسلاحها الى الدولة كان قرارا جريئا لأجل قيام الدولة عملا باتفاق الطائف وهي الجرأة عينها التي يتوجب على "حزب الله" التحلي بها من أجل قيام الدولة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك