أكدت مصادر عسكرية ومحلية في محافظة أبين، جنوب اليمن، مقتل 61 شخصاً وجرح العشرات في مواجهات عنيفة الأربعاء بين القوات الحكومية ومسلحين متشددين يعتقد أنهم يتبعون تنظيم القاعدة. وأشارت إلى أن اشتباكات قوية دارت بين الجانبين بالقرب من مدخل مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، وحول ملعب الوحدة الذي يبعد عن المدينة بنحو 8 كيلومترات، ويعد نقطة الإمداد الوحيدة للواء 25 ميكا الذي يخوض مواجهات مستمرة مع مسلحي القاعدة منذ قرابة شهر ونصف.
وقالت المصادر إن 16 جنديا بينهم عقيد في الجيش، قتلوا وأصيب عدد آخر بإصابات متفاوتة، في معارك مع مسلحي القاعدة الذين قتل منهم نحو 21 مسلحاً حول "ملعب الوحدة"، الذي استضاف عدد من مباريات "خليجي 20" في تشرين الثاني الماضي. وأوضحت المصادر أن المسلحين تمكنوا بعد معارك ضارية من السيطرة على الملعب الذي كان يتمركز فيه عدد قليل من الجنود التابعين للواء 25 ميكا، بهدف حمايته من أي اعتداء وللحيلولة دون سيطرة المسلحين عليه، كونه يعد المنفذ الوحيد للإمداد اللازم للواء من وإلى مدينة عدن.
كما قتل 10 جنود ونحو 8 مسلحين على الأقل وأصيب آخرين في المواجهات التي وقعت بين قوات الجيش ومسلحي القاعدة بالقرب من مدخل مدينة زنجبار. وأشارت المصادر إلى أن الطيران الحربي شارك في هذه المعارك، مستهدفاً مواقع وتحصينات المسلحين، وقالت ذات المصادر أن 6 مدنيين قتلوا أيضاً وأصيب 12 آخرين، في قصف للطيران الحربي استهدف بالخطأ حافلة ركاب بالقرب من ملعب الوحدة، عندما كانت في طريقها إلى محافظة أبين الأربعاء.
وقال مصدر عسكري لـ"العرب اليوم" أن مسلحي القاعدة الذين يخوضون معهم معارك عنيفة، يمتلكون مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وأكد أنهم ومنذ أكثر من أسبوعين يهاجمون بشراسة اللواء 25 ميكاً وملعب الوحدة بهدف السيطرة عليهما، مشيراً إلى أن تمكن المسلحين من السيطرة على ملعب الوحدة من شأنه قطع الإمدادات عن اللواء الذي بقي وحيداً في محافظة أبين ليواجه مسلحي القاعدة، بعد الانسحاب المفاجئ لمختلف الأجهزة المنية والحراسات من مدينة زنجبار، قبل أكثر من شهر ونصف، ما فتح المجال للمسلحين للسيطرة على المدينة والاستيلاء على ما تبقى فيها من أسلحة.
وبين المصدر أن أكثر من 65 عسكري قتلوا منذ بداية المواجهات مع القاعدة، إضافة إلى إصابة نحو 270 آخرين بإصابات متفاوتة بينهم العشرات في حالة خطرة، وبالنسبة للمسلحين قال المصدر أن خسائرهم البشرية تصل إلى قرابة 100 مسلح وعشرات الجرحى، وأكد أن بين المقاتلين من عناصر القاعدة، مسلحين من جنسيات عربية وإسلامية عديدة، وأن اليمنيين منهم ينتمون لمختلف مناطق ومحافظات اليمن.
وفي سياق آخر، اغتيل الليلة الماضية العقيد في الجيش اليمني خالد الحبيشي الذي يقود إحدى كتائب اللواء 31 مدرع، بعبوة ناسفة وضعت داخل سيارته من قبل مجهولين في مديرية المنصورة بمحافظة عدن واتهمت وزارة الدفاع اليمنية من خلال موقعها على شبكة الانترنت تنظيم القاعدة باغتيال العقيد الحبيشي مساء الثلاثاء بواسطة عبوة ناسفة زرعت أسفل سيارته بعد خروجه من منزله بمديرية المنصورة، متوجها إلى معسكر اللواء 31 مدرع مما أدى إلى تدمير سيارته، وقال مصدر أمني في محافظة عدن "إن التحقيقات جارية لكشف العناصر التي ارتكبت هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع للقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع ".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك