رأى النائب والوزير الأسبق د.محمد عبدالحميد بيضون ان حزب الله يتخبط بكتلة من التناقضات في مواقفه حيال القرارات الدولية بحيث يعترف بالبعض منها ويدعم مندرجاتها كالقرارين 1701 و425، ويرفض من جهة ثانية البعض الآخر كالقرارين 1559 و1757 الخاصة بالمحكمة الدولية، وهو ما يؤكد ان حزب الله يتعاطى مع قرارات مجلس الأمن باستنسابية وانتقائية وفقا لما يتناسب وموقعه في المنطقة ولما يؤمن له استكمال مشاريعه المتصلة مباشرة بالمشاريع الايرانية، معتبرا وفقا لما تقدم ان حزب الله يدفع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى التحدث عن احترام القرارات الدولية وليس عن تنفيذها انطلاقا من التزام لبنان بها، معتبرا بالتالي ان الرئيس ميقاتي يمارس عملية اللعب على الكلام تفاديا لأي رد فعل من قبل حزب الله يؤدي الى فرملة انطلاقته الحكومية، وترحيل الملف بالتالي الى طاولة الحوار لرمي مسؤولية التعامل به على عاتق الآخرين.
ولفت بيضون في تصريح لصحيفة «الأنباء» الكويتية الى ان ترحيل ملف المحكمة الدولية الى طاولة الحوار خطأ مميت وذلك لأسباب متعددة وأهمها:
أولا: عدم التزام حزب الله بأي اتفاق يبرم بين اللبنانيين الا اذا توافق شكلا ومضمونا مع مصلحته الذاتية.
ثانيا: القرار الدولي 1757 هو قانون وليس فقط مجرد قرار صادر عن المجتمع الدولي لإنشاء المحكمة الدولية، وبالتالي فإن اقامة حوار حول قانون دولي نشأ بعناية مجلس الأمن والأمم المتحدة يعتبر خطأ فادح.
ثالثا: المجتمع الدولي سيتعاطى مع ترحيل ملف المحكمة الدولية الى طاولة الحوار على انه تجاوز للأعراف والقوانين، ما سيحتم على الدولة اللبنانية مسؤولية مباشرة لجهة عدم التزامها بمقررات الشرعية الدولية،.
هذا وأضاف بيضون الى ان حزب الله وعلى اثر ازدياد النزيف الدموي في سوريا، استعجل في الآونة الأخيرة عملية تشكيل الحكومة، بحيث دفع بالعماد عون الى تهدئة الاجواء عبر حثه على قبول توزير شخصيات توافقية في الحقائب السيادية، وذلك لاعتباره ان حزب الله تخوف من اي تطور دراماتيكي قد يطرأ على الساحة السورية ويؤدي الى سقوط النظام، فسارع الى تكوين هيئة حكومية تكون ضامنة لوجوده وحامية لسلاحه من جهة، وداعمة للنظام السوري في مواجهة العقوبات الدولية عليه من جهة ثانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك