كتبت لورا يمين في "المركزية":
يحتل ملف الرهائن الموجودين لدى حماس، حيّزاً كبيراً كي لا نقول الحيز الأكبر من المفاوضات الجارية في الكواليس - ولولبُها الدوحة - لايجاد حل للحرب الإسرائيلية على غزة. في السياق، أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن هناك تحديات "بسيطة" متبقية في مفاوضات التبادل المقررة. وأضاف أن جهود بلاده لإطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل في قطاع غزة مستمرة، مشيرا إلى أن المحادثات حققت تقدّماً جيّداً. وتابع في مؤتمر صحافي مشترك مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بأن جهود إطلاق سراح المحتجزين في غزة مستمرة، موضحاً أن الصفقة تمر بمطبات. ولفت إلى أن بلاده تتعامل مع حماس وإسرائيل لامسة تقدماً جيّداً في الأيام الأخيرة، مضيفا أن النقاط العالقة في المفاوضات بين حماس وإسرائيل "لوجستية وعملية".
ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن تل ابيب تعرقل هذه المحادثات. عملياتها العسكرية الوحشية ضد الابرياء في غزة، تجعل حماس أكثر تصلّباً في المفاوضات، ويضاف الى هذه العقبة الاساسية، مطالبتها بإطلاق سراح كل الرهائن دفعة واحدة تارة، ومطالبتها حماس باطلاق النساء والأطفال مقابل اطلاقها هي اطفالاً فقط طورا. الى ذلك، فإنها ترفض مثلا الهدن الإنسانية الفعلية والطويلة الامد وتريد من حماس ان تطلق رهائن مقابل موافقتها على هدن لبضعة ساعات فقط وعلى ادخال بعض الوقود والغذاء الى غزة.
وفي موازاة تعقيدها المتعمد للمفاوضات، تتابع المصادر، تسعى اسرائيل الى تحقيق نصر عسكري معنوي ما، على حماس. لكن لا انتصارات حتى اللحظة، بل مزيد من الفظائع ومزيد من السخط الشعبي الاسرائيلي على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
فذوو الرهائن يضغطون بقوة على "بيبي" ويتهمونه بالتفريط بأبنائهم وبحياتهم وبِعدم فعل اي شيء يساعد في تحريرهم "أحياء".
عليه، واذا ما أخذنا في الاعتبار الرأيَ العام الدولي الذي بات منزعجاً، ضمنيًّا أو علناً، من ممارسات تل ابيب.. هل يمكن ان يضع نتنياهو الماء في نبيذه، فنرى خرقاً قريباً في ملف تبادل الاسرى بينه وحماس، بما يشكّل الخطوة الاولى نحو تسوية للحرب الدموية التي تمزّق القطاع وتتهدد أمن الشرق الأوسط برمّته؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك