يسمع الجالس في كواليس لقاءات شخصيّات فريق 14 آذار، خصوصاً في اليومين الماضيين، كلاماً لم يكن يسمعه قبلهما. برزت سريعاً الخلافات داخل هذا الفريق على قانون الانتخاب، وخصوصاً ما يتعلّق بالتقسيمات الانتخابيّة، حيث بدا واضحاً أنّ كلّ مكوّن في هذا الفريق يغنّي على ليل حساباته الانتخابيّة، بغضّ النظر عن حسابات حلفائه. ولكن، ما هو متوقّع في هذا المجال، أن يأكل الكبار، في فريق 14 آذار، الصغار!
يفصح نائب في فريق 14 آذار، بعد التشديد المتكرّر على عدم ذكر اسمه، عن بعض المواقف التي تعلن في الكواليس من موضوع قانون الانتخاب. يؤكد، بصراحة، على أنّ الرؤية ليس موحدة من هذا الموضوع، لا بل يذهب الى القول إنّ "بعض الأحزاب التي تملك انتشاراً في أكثر من منطقة، وأحياناً على كامل مساحة الوطن، تقترح تقسيمات تناسبها، أو على قياسها، من دون أن تعير أيّ أهميّة لمصالح حلفائها الذين يملكون حضوراً شعبيّاً في مناطق محدّدة قد يلحق بهم ضرر من جرّاء التقسيمات المقترحة".
ويشير النائب، وراء باب موصد في مكاتب النواب في المبنى المحاذي للمجلس النيابي، الى أنّ زملاء كثيرين له في فريق 14 آذار يتجنّبون التعبير عن رأيهم في التقسيمات الانتخابيّة المقترحة، خشية تظهير الانقسامات داخل هذا الفريق التي لا تصل الى الجوهر، أي حسن التمثيل والفوز بالأكثريّة النيابيّة، بل تتوقف عند الحسابات الانتخابيّة لكلّ فريق.
ويضيف، بلغةٍ شديدة الوضوح: "ماذا ينفعني إذا نجح فريقي في الانتخابات، في وقتٍ أصبحت فيه في المنزل بعد أن فقدت مقعدي النيابي نتيجة التقسيمات التي اقترحها حلفائي؟".
ولكن، هل ستبقى الخلافات على حالها، وتتعطّل إمكانيّة التوصل الى اقتراح موحد لفريق 14 آذار؟
يرى النائب أنّ اتصالات الساعات الأخيرة، والتي ستتكثّف اليوم، قد تعطي نتيجة إيجابيّة. إلا أنّه يسارع الى القول إنّ بعض الأحزاب الكبيرة في 14 آذار لا يمكنها أن تختصر قرار هذا الفريق كلّه، وأيّ من الاقتراحات التي يتمّ التداول بها لن تنال رضى مختلف مكوّنات هذا الفريق. إلا أنّ الرافضين، وفق النائب الآذاري، سيلتزمون الصمت لسببين: الأول، قناعتهم بأنّ التقسيم المقترح لن يقرّ في المجلس النيابي، خصوصاً أنّ اتصالات الأيّام الأخيرة أبرزت صعوبة التوصل الى توافق بين قوى 14 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي على اقتراح موحد، والثاني، وهنا الأهمّ، أنّ لا حول لهم ولا قوّة على تغييره.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك