القلق على لبنان من امتداد الحرب في سوريا الى اراضيه، كان حاضرا في خطابات بعض قادة الدول في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 67 للجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك الثلثاء الماضي. عبر عن هذا الخوف كل من الرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند وامير قطر الذي دعا الى تشكيل قوات ردع عربية وادخالها الى سوريا من اجل وقف القتال على غرار تلك التي دخلت لبنان عام 1976. كذلك حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون من "كارثة اقليمية، لها تداعيات دولية" بفعل سوء الازمة السورية يوما بعد يوم، وفقا لما يتوقعه من متابعة لتطوراتها.
وافادت مصادر ديبلوماسية "النهار"ان التركيز الاميركي والفرنسي والعربي والاممي على اصابة لبنان بشظايا الحرب السورية اكثر من بقية دول الجوار يعود الى التركيبة الطائفية والمذهبية المماثلة، والى العلاقات الكثيفة بين شعبي البلدين والى نسب القربى، وخصوصا مع سكان الشمال والبقاع.
ولفتت الى ان التقارير الديبلوماسية الواردة من نيويورك تؤكد ان قادة الدول العظمى وفي مقدمهم الرئيس اوباما يعترفون في لقاءاتهم الجانبية التي عقدوها على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة ان الوضع في سوريا غامض ومعقد وليس هناك من موعد او معطيات تؤشر لامكان وقف القتال.ورأت في مداخلة اوباما هجوما عنيفا على الرئيس بشار الاسد، اذ وصفه بـ"الديكتاتور الذي يذبح شعبه، وقال: "ان نظام بشار الاسد يجب ان ينتهي كي تتوقف معاناة الشعب السوري، ولامجال لاي تفاهم مع روسيا والصين المتمسكتين به حتى الان، وترفضان الانتقال السياسي الذي تؤيده دول اوروبية، ومن الدول العربية السعودية وقطر والكويت والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
واشارت الى ان ما يؤكد العجز الدولي والعربي عن امكان التوصل الى خطة لوقف سفك دماء الشعب السوري هو التبرّم الذي يسيطر على الموفد الدولي والعربي الاخضر الابرهيمي، الذي ابلغ مجلس الامن بنتائج الاتصالات التي اجراها سواء في سوريا او في دول اخرى وفي نيويورك مع ممثلي الدول ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن وبصعوبة التوصل الى حل، فهو غير متحمس لتبني خطة كوفي انان لانها ادت الى استقالته من مهمته، كما ان بعض الدول الكبرى ومنها المانيا التي تترأس الاجتماع الدوري الشهري للمجلس، تؤيد هذه الخطة كما هي، لان العلة ليست في بنودها بل في عدم تجاوب النظام السوري مع ما تنص عليه.اما الولايات المتحدة فهي مع بعض تلك البنود، وهي قيد التداول مع الابرهيمي.
واكدت ان الحل المطلوب متعذر لان دولا كبرى تعترف بأنها تمد المعارضة باعتدة للاتصالات، واميركا تمدها باموال كي يتمكن المقاتلون من "الدفاع عن انفسهم".
واشارت ايضا الى ان تلك الدول،لا تريد للاسد ان يبقى في سدة الرئاسة، لكن في الوقت نفسه تعترف بان المعارضة ليست موحدة الصفوف، وبان الجهود الدولية والعربية لتوحيدها لم تثمر حتى الان، علما ان الرغبة الدولية والعربية هي تشكيل حكومة موقتة، وقد جاهر الرئيس فرنسوا هولاند بأنه مستعد للاعتراف بها فور الاعلان عنها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك