كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
يحتار اللبناني عند تعداده للكمّ الهائل من المشكلات، من أين يبدأ، فكلّ ما يصيبه بات ضربا من الجنون، لم يتوقعه حتى في أسوأ كوابيسه. غير أن همّا جديدا بدأ يلمسه، مع حلول موسم الأمطار… إذ ماذا سيُلبس أولاده هذا الشتاء؟
لن يفهم ما أعنيه غير أولئك الذين توجهوا في الأسبوعين الاخيرين إلى المحال المخصصة لملابس الأطفال، حيث ارتفعت الأسعار بشكل قياسي بالتوازي مع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، ما جعل الأسعار نار، وأبعد بكثير من متناول الغالبية الساحقة من المواطنين الذين لا يزالون صامدين في لبنان.
تجد الأهل مصدومين في المحال، يعيدون الحساب مرات ومرات ليروا ما يمكن الاستغناء عنه، حتى لا يدفعوا راتبهم كاملا مقابل كنزتين وبنطالين وسترة. فأسعار الكنزات يبدأ من الـ250 ألفا، والبنطال أيضا، أما السترات فتجدون النوعية السيئة بـ800 ألف.
يوضح صاحب أحد هذه المحال، لموقع mtv، أن الأسعار ارتفعت أكثر هذا العام، لعدة أسباب، منها أن الدولار ارتفع بشكل كبير في السنة المنصرمة، كما أن البضاعة التي بيعت العام الماضي كانت بغالبيتها على السعر القديم، أما اليوم فما يأتي كله جديد ويسعّر بالدولار. أضف إلى ذلك ان تكاليف كثيرة إضافية ألقيت على عاتق أصحاب المحال، منها ارتفاع الإيجارات بشكل كبير، إضافة إلى فواتير المولدات والبنزين الأساسي لنقل البضاعة.
من جانبه، يكاد راني، أب لثلاثة أولاد، لا يجد الكلمات التي تعبّر عن الحالة المأساوية التي فرضتها الازمة، ويقول لموقع mtv: "نحن الكبار بإمكاننا الامتناع عن شراء ملابس جديدة، ولكن الأطفال بحاجة كلّ عام لتغيير ملابسهم لأنهم بحالة نموّ، وبالتالي الملابس تضيق وتصغر عليهم، ولكن الأسعار تخطت المعقول، وسط الغلاء الفاحش الذي أصاب مختلف القطاعات في لبنان، فماذا عساي أفعل"؟
ويضيف: "راتبي لا يزال على حاله، وزوجتي سُرّحت من عملها قبل أشهر، والشتاء على الأبواب، ويبدو اننا سنضطر للاستدانة من الأقارب حتى لا يبرد أولادنا هذا الشتاء".
إنها الحالة التي أوصلنا إليها من نهبوا هذه البلاد وشعبها ولم يشبعوا، ومن عاثوا فسادا وخبثا ومحسوبيات ولم يخجلوا… هكذا أصبحنا في لبنان، نخاف برد الشتاء، ونستدين لتدفئة أولادنا…
تذكروا هذه السطور جيدا يوم الانتخابات، لأنها ستكون فرصتنا الأخيرة، وإلا … "خرجنا"!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك