كتب شادي هيلانة في وكالة "أخبار اليوم":
على بعد اشهر قليلة، والتي بدأت تُعدّ على الاصابع، من انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، نستذكر الايام الاخيرة في عهد الرئيس الاسبق امين الجميل الذي مهّد لشغور في الرئاسة الاولى في عام 1988 الذي سبق اتفاق الطائف، رآها البعض انّ تسليم حكومة عسكرية آنذاك بقيادة ميشال عون كان الحلّ الافضل امام الرئيس الجميل وعدم تسليم البلاد لحكومة سياسية لا يمثل فيها المسيحيون بشكل كبير.
هذه الواقعة تقود الى التخوف اليوم من الشغور الذي سيحصل بعد عهد عون، على اثر التشرذم السياسي الحادّ، والقلق من نسف الانتخابات النيابية، من دون غلق باب الاحتمالات حولها، ما سيجلب المزيد من المصائب على لبنان ورفع منسوب حدوث فتنة مذهبية.
لنّ يملك الوقت
في هذا المضمار، تلقى فكرة تسليم البلاد الى حكومة عسكرية تبايناً في الرأي لدى سياسيين ومحللين لبنانيين فيما يرجح البعض أنّ عون قد لا يملك الوقت الكافي للدفع بحلّ قبل مغادرته القصر. مع الاشارة هنا الى حديثٍ سابقٍ للرئيس عون امام وسيلة صحفية قال فيه : "أنه لا يفكر في تمديد ولايته بل بوصول من يُكمل مسيرته"…
في موازاة ذلك، فاخر العهد وبعض مؤيديه بشعار "العهد القوي"، ولعل إطلاق هذا الشعار كان خاطئاً من الأساس، لأنّ هناك اختلافا في المفاهيم حول فكرة "القوة"، وبالتالي لم يكن مقنعا رفع التوقعات من الحكم الذي وقف شبه عاجز أمام المشاكل المتفاقمة، فلم يفكك أياً منها بشكلٍ ملحوظ .
التعويل على الحليف الصلب
وعلى اي حال يفُهم من كلام رئيس الجمهورية المشار اليه، انه يضع أحد أبرز اهدافه بأنّ يسلّم النائب جبران باسيل مقاليد الرئاسة بعد انّ كان سلّمه رئاسة التيار الوطني الحر. لكنّ الطموحات كلها اضحتّ في مهب الريح، لا سيما مع فرض الادارة الاميركية على الأخير عقوبات مرتبطة بالفساد والتعطيل، تبرره الجماعات المنضوية تحت كنفه انها أتت نتيجة ارتباطه السياسي بحزب الله. هذا، عدا عن خسارة حليفين أساسيين (تيار المستقبل، وحزب القوات اللبنانية)، اللذين يسعيان لإسقاط أحلام باسيل وتبديد مساعيه للخروج من أزمته السياسية.
بدء المؤتمر الدولي الافتراضي لدعم الجيش اللبناني بدعوة من فرنسا ودعم من الامم المتحدة وايطاليا وبمشاركة عشرين دولةبدء المؤتمر الدولي الافتراضي لدعم الجيش اللبناني بدعوة من فرنسا ودعم من الامم المتحدة وايطاليا وبمشاركة عشرين دولةالتحكم المروري: تعطّل شاحنة على أوتوستراد شكا باتجاه طرابلسالتحكم المروري: تعطّل شاحنة على أوتوستراد شكا باتجاه طرابلس
وبالتالي، حتى تعويله على حليفه الصلب في المعادلة اللبنانية غير كافٍ ووافٍ، كما أنّ أحداث الأيام القليلة الماضية أظهرت أنّ علاقته الصامدة بهِ تتراجع هي الأخرى، وأنّها لم تعد إطلاقًا في أحسن أحوالها، بمعنى آخر ان الاتكاء على حزب الله لم يعد نافعاً، بعد النجاح المدوي لرئيس المجلس النيابي نبيه برّي من سحب التكليف الشرعي منهُ وتقديمه هدية للرئيس سعد الحريري في المضي قدماً حتى تكسير آخر رأس.
طريق القصر يمر عبر رياض سلامة
وانطلاقا مما تقدم، تبقى خرطوشة باسيل الوحيدة، هي الالتفاف على الأمور المطلبية في الحراك، من خلال محاولة استقطابها، واللعب على وتر الامن الاجتماعي - المعيشي، واحياء طروحاته الشعبوية تحت شعارات محاربة الفساد والحرب المفتوحة على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والتي حتماً لنّ توصله الى الطريق المؤدي الى قصر بعبدا.
تعويم العسكر
وأمام كل السيناريوهات المحتملة، السؤال البديهي: هل ستسلم الرئاسة انقاذاً لما تبقى في البلد الى حكومة عسكرية؟!
الكل متفق على انعدام الحلول في الأُفقّ المنظور، وانّ المرحلة القادمة هي لتحصين المؤسسة العسكرية لوجيستياً واجتماعياً، ورفدها بالامكانيات الضرورية للحفاظ على الأمن والاستقرار، وبالتالي يتم تعويمها خارجياً كمؤسسة لم تتأثر بالذبذبات السياسية في الداخل اللبناني وبقيتّ هي الأساس التي تحظى بثقة الجميع.
خلاصة القول :على وقع الانهيار غير المسبوق الذي يعيشه لبنان حسب تقرير البنك الدولي الاخير، لا بدّ من البحث عن حلول استثنائية وغير مألوفة، لإيجاد مخرج للأزمة.
واخيرا، في ظل الانسداد السياسي واستمرار تعنّت القوى السياسية، هل تكون الكلمة الفصل "للعسكر"؟!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك