كتب عمر الراسي في "أخبار اليوم":
بعد نحو شهرين من الاعلان عنها، "ولدت" بالامس منصة "صيرفة" التي ستقوم بعمليات بيع الدولار الاميركي للمصارف المشاركة فيها، بسعر 12000 ليرة لبنانية للدولار الواحد. ومن أبرز شروطها ألا تتجاوز الهوامش بين سعر البيع وسعر الشراء نسبة 1 في المئة.
وبذلك، يكون قد دخل سعر جديد الى سوق الدولار في لبنان، الى جانب سعر الصرف الرسمي المحدد بنحو 1500 ليرة لبنانية، وهو يقتصر على دعم بعض السلع الرئيسية، سعر الصرف الذي يمكن للمودعين أن يسحبوا على أساسه ودائعهم بالدولار والمحدد بنحو 3900 ليرة لبنانية. وسعر السوق السوداء الذي تراوح قبل ظهر اليوم بين 12750 و 12900ل.ل للدولار الواحد.
وهل هذا الإجراء سينجح في وقف التقلبات في أسعار صرف؟
اكد وزير الاقتصاد الاسبق رائد خوري ان منصة "صيرفة" لن تسحب الدولارات او الاموال من السوق بل ستنظمها، كما ان الصرافين سيستمرون في عمليات البيع والشراء.
واشار عبر وكالة "أخبار اليوم" الى ان هذه المنصة لن تكون جزءا من السوق السوداء، اذ انه من خلال المصارف سيتم تسجيل كافة عمليات البيع والشراء، الامر الذي يحول دون الاحتكار والتلاعب، معتبرا ان اهمية "صيرفة" لا تتوقف على تأمين حاجات التجار، بل على وضع حدّ لاحتكار العملة اكانت الليرة او الدولار. وهذا ما سيحول دون تكرار الممارسات التي كان يلجأ اليها بعض الصرافين الذين حين يتوقعون انخفاضا في قيمة الليرة يعمدون على شراء كميات كبيرة من الدولار اكثر من حاجاتهم من اجل بيعها لاحقا حين يرتفع السعر، وهم بذلك يساهمون ايضا بارتفاع سعر العملات الصعبة.
وشدد على ان كل العمليات ستكون مسجلة لدى المصرف المركزي ، وبالتالي خاضعة للرقابة، وعندها سيظهر من يشتري الدولار بشكل يومي وكبير.
وسئل: هل ستساهم المنصة في تهدئة السوق؟ اجاب خوري: انها ستؤدي الى وقف "الذبذبات" في السوق، ولكن لا يمكن لـ"صيرفة" ان تسيطر على اي موجة، محذرا من استمرار انخفاض الاحتياطي في العملات الاجنبية، سيؤدي الى المزيد من تدهور الليرة.
واذ شدد على ان الحل الجذري للازمة النقدية يبدأ من القرار السياسي، وتأليف حكومة فاعلة وقادرة، ووضع خطة اصلاحية انقاذية، اضف الى ذلك فكّ عزلة لبنان، وبالتالي تدفق الاموال، قال خوري: هذه هي العوامل التي تؤدي الى استقرار سعر الصرف عند سقف معين.
وخلص الى القول: "صيرفة" ليست عصا سحرية، بل تساهم في ضبط الهبوط والارتفاع السريع لسعر الدولار بين ليلة وضحاها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك